تردد أن متمردين مسلحين سيطروا على بعض حقول النفط فى جنوب السودان الجمعة، ما يثير تساؤلات بشأن فترة تدفق النفط، وما إذا كان السودان سيدخل على خط الصراع.

وناشد الرئيس سلفا كير بلاده على أن تنأى بنفسها عن الصراع العرقي، والتقى الجمعة وزراء خارجية بعض دول الجوار، لاسيما كينيا وإثيوبيا، حيث زار وزيرا خارجيتهما جوبا، عاصمة جنوب السودان، للمساعدة فى تهدئة التوترات، بعد أسبوع من العنف العرقى الذى تشير التقديرات إلى أنه خلف مئات القتلى.

ولم يتحدث كير علنًا، لكن حساب الحكومة على موقع تويتر الإلكترونى، نسب إليه قوله "ستأتى ذراع الحكومة الطويلة بأولئك الذين يرغبون فى أن يطبقوا القانون بأنفسهم".

وواصل القتال انتشاره الجمعة فى ولايتى الوحدة- الغنية بالنفط - وجونقلى، فيما ظهرت جماعات مسلحة معارضة للجيش، حسبما أفاد خبير فى جنوب السودان على اتصال بالمقاتلين ومسئولين أممين فى المناطق التى مزقتها الصراعات خارج العاصمة.

وفى السياق ذاته، قالت كاسى كوبلاند، محللة شئون جنوب السودان فى مجموعة الأزمات الدولية "شهدنا اتساع الصراع بسرعة كبيرة وبشكل مأساوى للغاية خلال الأيام الأخيرة. شهدنا ظهور جماعات مسلحة مختلفة تحت قيادات مختلفة، وشهدنا نائب الرئيس السابق وهو يقول إنه غير مهتم بمحادثات لا تؤدى فى النهاية إلى تنحى سلفا كير". وأضافت أن وصول وزراء خارجية دول بالمنطقة إلى جوبا "شىء جيدًا حقًا".

ويبدو أن الجماعات المسلحة سيطرت على بعض حقول النفط فى ولاية الوحدة، حسبما أفادت كوبلاند. حيث تعتبر حقول النفط هدف تاريخى لحركات التمرد.

وفى السياق ذاته، قالت إيما فيكرز، وهى من منظمة جلوبال ويتنس، وهى جماعة مقرها لندن معنية بالتحقيق فى الصراعات المرتبطة بالموارد الطبيعية وإطلاق حملات لمنعها "الثروة النفطية تفاقم الصراع الحالى على السلطة".

وعلى صعيد متصل، أعلنت الأمم المتحدة، أن أربعة وثلاثين ألف شخص فى جنوب السودان يبحثون اللجوء فى قواعد للأمم المتحدة بثلاثة مواقع فى أنحاء البلاد.

وقالت الذراع الإنسانية للأمم المتحدة، اليوم الجمعة، إن عشرين ألف شخص يسعون للجوء فى العاصمة جوبا، بينما هناك أربعة عشر ألف شخص يسعون للجوء فى بور عاصمة ولاية جونجلى، موقع الاشتباكات العنيفة هذا الأسبوع. وهناك عدة مئات من الأشخاص يسعون للجوء فى بينتيو عاصمة ولاية الوحدة، حيث تتمركز حقول نفط جنوب السودان.

ونظمت السفارة الأمريكية خامس رحلة إجلاء جوى طارئ اليوم الجمعة. ومن المقرر أيضًا أن تكون هناك طائرات من ألمانيا وبريطانيا وهولندا. وغادر مئات الأجانب، بينهم موظفو إغاثة من جنوب السودان هذا الأسبوع بسرعة، بعدما حثتهم السفارات على المغادرة خشية خروج العنف عن نطاق السيطرة.

واندلع العنف بين الحرس الرئاسى فى جنوب السودان فى وقت متأخر من مساء الأحد، وسرعان ما انتشرت المعارك خلال الأيام التالية، ما أدى إلى مخاوف من اندلاع حرب أهلية بين الجماعات الاثنية فى البلاد.



أكثر...