المواطنة.. المكونات.. احتواء لا الغاء تم نشره على وكالة الصحافة المستقلة - اخبار العراق.

 عادل عبد المهدي  اذا ما وضعت الاسس المتينة لاتفاق المكونات الثلاثة الرئيسية.. فستساعد في تناغم بقية المكونات.. واذا ما اتفق الجميع ان الدولة لا يمكنها ان تستبطن دولة اخرى، لا مركزياً ولا محلياً.. بل دولة اتحادية بحكومات محلية، تتوزع فيها السلطات والاختصاصات حسب المواد الدستورية، عندها سيتشكل –رغم اختلافات زوايا النظر- قاسم مشترك لمفهوم الدولة، يحقق المطالب الاساسية لكل طرف ولا يهدد الاخرين. ستجد الاغلبية السكانية للشيعة مصلحة وضمانة راسخة في الانتخابات والديمقراطية والنظام الاتحادي الذي يجمع الجميع في المركز ويحفظ حقوقهم في اقاليمهم ومحافظاتهم.. وسيحصل الكرد على استحقاق تاريخي متقدم لعراق اتحادي يقوى به الاقليم، ويتقوى العراق به.. وستضمن الشراكة والوزن والامتدادات للسنة، دورهم كقيادات تقف في الصف الاول لقادة البلاد وكقاعدة جماهيرية.. وان يتمتعوا كغيرهم بحق تشكيل اقليم او اقاليم ليس للانكفاء، بل للتواصل وتنظيم العلاقات. وان تجد كل هذه الاطراف امتداداتها الاقليمية بما يخدم الوطن ويخدمها.. في اطار فضاء مشترك يجمع شعوب المنطقة.. فايران ليست عدو العرب التاريخي.. ودول الخليج ليسوا الخطر الاول على الشيعة.. والكرد ليسوا المتمردين.. ولنا مع تركيا والدول العربية امتدادات وتاريخ ومصالح مشتركة كثيرة. فوحدة العراق من وحدة المنطقة.. وان حقوق العراقيين ترتبط مباشرة بحقوق جميع ابناء المنطقة.. هذا هو الاساس، لتبنى فوقه الخصوصيات والاختلافات والتلاوين والنظم المتباينة.. اما تغافل التعدديات، او محاولة قسر وحدة شكلية بظلم وقمع حقيقيين، من اسفل او من اعلى، فهو طريق تفكيك البلدان والمنطقة، والدوران في حلقة مفرغة. ان تحقق ذلك، وبدأنا بجعل هذه الافكار مشاريعنا الحقيقية، بقناعات جَربت او راجعت خياراتها الاخرى، ووجدت ان هذا هو حلها الافضل، على الصعيد المنظور على الاقل.. واتفقنا ان مشروعنا الاساس ما زال العراق الموحد، لكن في ظل حقائق جديدة.. واحترمنا طبيعة وارتباطات مكونات البلاد، فقد يعاد بناء قوى الانطلاق والمبادرة بدل الخوف والتشكيك المتبادل.. ويجد العراق مجدداً قوى ثقله المطلوبة لسد الفراغ القائم حالياً.. والذي تملؤه الفوضى وشتى التصورات المتطرفة وغير المحسوبة والمغامرة.. عندها قد تتغير المعطيات والعلاقات، ايجاباً ونوعاً.. .وستموضع كل المكونات والذاتيات والهويات الاخرى مكانها الطبيعي في عراق يقف على قاعدة صلبة قوية، مطمئنة وغير مهددة داخلياً واقليماً، يجد الجميع مصلحته في حمايته والدفاع عنه.  

المواطنة.. المكونات.. احتواء لا الغاء تم نشره على وكالة الصحافة المستقلة - اخبار العراق.



أكثر...