نددت اللجنة الدولية لحماية الصحفيين، باستهداف أجهزة الأمن والجيش فى جنوب السودان للصحفيين والإعلاميين، وسط مخاوف من انزلاق البلاد نحو حرب أهلية.

وقالت اللجنة، فى تقرير، على الموقع الإلكترونى للتلفزيون الألمانى" دويتش فيلا"، إنه "على الرغم من محاولات الصحفيين الالتزام بالحيادية إزاء الأحداث فى جنوب السودان، إلا أن قوات الأمن هناك يدققون فى هويتهم القبلية قبل مهنتهم".

من جانبه، قال توم رودز ممثل دول شرق أفريقيا فى اللجنة، فى حوار للتلفزيون الألمانى، إن "حرية الصحافة فى جوبا تدهورت هذا العام بشكل منتظم وممنهج بسبب الانقسامات والصراعات التى تضرب الحزب الحاكم.. والصراع الهائل بين الرئيس سلفاكير ونائبه ريك مشار الذى يثير مخاوفنا من تفاقم الاقتتال".

وأضاف رودز أن "الحقائق لاتزال ملتبسة هناك.. نرى العديد من الصحفيين لا ينقلون شيئا ولا يزورون ميدان المعركة خوفا من استهدافهم.. وهذا الأمر أدى إلى قلة المعلومات الواردة حول النزاع هناك.. فقط قليل من المراسلين يتمتعون بحماية ضعيفة ويتمكنوا من تأدية عملهم".

وأشار رودز إلى أنه تحدث إلى أحد المراسلين من قبيلة الدينكا المنتمى لها سلفاكير، لافتا إلى أن هذا الصحفى قال "إنه يحاول التزام الحياد على قدر الإمكان.. إلا أنه ينظر إليه فى النهاية على أنه من القبيلة المعادية وليس كصحفى يمارس مهام عمله.. وذلك لأن الصراع اتخذ منحنى عرقى رغم أنه بدأ سياسيا".

ونبه رودز إلى أن العديد من الصحفيين العاملين فى جنوب السودان تلقوا تهديدات من قوات الأمن، مشيرا إلى انفجار الأوضاع فى ولايتى "بور" و"جونقلى"، إلا أن الصحفيين هناك يخشون تغطية الأحداث نظرا لـ"الطبيعة العنيفة" لقوات الأمن، مضيفا "الأمر يبدو وكأنه استهداف ممنهج للصحافة والعاملين بها".

وأعرب رودز عن أسفه لعدم تمرير قانون لموزانة الإعلام حتى الآن، مشيرا إلى أنه منذ 2007، وضعت جنوب السودان 3 مسودات للقانون، الا أن أيا منهم لم يمرر حتى الآن، معبرا عن اعتقاده بأن "اللجنة ستتحرك فى القريب العاجل لحماية الصحفيين هناك".

وشدد رودز على ضرورة حل الأزمة وضمان ألا يتصاعد القتال، مؤكدا فى الوقت نفسه، على الجهات المعنية أن تفهم وتقدر دور الإعلام والصحافة خاصة فى جوبا، "حيث لا تعرف قوات الأمن مفهوم الصحافة الحرة.. ويعتقلون الصحفييون ويعذبونهم"، وقال "للأسف عقلية الحرب لاتزال تفرض نفسها على جنوب السودان رغم مرور 3 سنوات من السلام".



أكثر...