تفتحت عيناه على صناعة أطباق الفخار، فأكمل المشوار بعد أبيه الذى سانده ودعمه ليخفف عنه أعباء مهنة ظل فيها أكثر من نصف قرن.. إنه "أيمن الجوهرى"، 33 سنة، يقطع كل يوم بضعة كيلومترات من كفر الزيات إلى الجيزة ثم القاهرة بحثاً عن ضالته فى مكسب قليل لا يغطى مصاريف رحلته، قائلاً: "بشتغل كل يوم 20 ساعة بعمل البضاعة وباجى أبيعها فى القاهرة علشان لها زبونها".

انصرف أخوته الثلاث جميعهم عن "الصنعة"، واتجهوا إلى الجزارة، إلا أن "أيمن" اختار الفخار، ليس بسبب كونها مهنة والده فقط، بل بسبب عشقه لفنون تشكيل الطين منذ نعومة أظافره، وتمنى كثيراً أن يتوج مهنته بالدراسة، فحلم بالالتحاق بكلية الفنون الجميلة، لكن ظروفه لم تسنح، ليقول: "طلعت من تالتة إعدادى.. كان نفسى أبقى مهندس بس أبويا كان عاوزنى أكمل فى الصنعة".

وعن طريقة إعداد الفخار يقول "الجوهرى": "أهم حاجة هو جودة طين الأرض اللى بتاخد منها المادة الخام، خصوصاً اللى شبعانة بالميه علشان بعدها بسيبها فى الشمس لغاية أما تنشف".

يرى "الجوهرى" أن مستقبل صناعات الفخار فى أمان، لأن أساسها القرى والنجوع والأقاليم التى تتوافر فيها العوامل الطبيعية المساعدة على ذلك، لافتاً أن هناك مناطق بأكملها تعتمد على هذه الصناعات.



أكثر...