تعتبر الغيرة من المشكلات التى لا تعرف سنا، فهى مرض يصيب كل إنسان وتتفاوت درجاته من شخص إلى آخر، فهناك غيرة بين الأزواج وهناك غيرة بين الإخوة وهناك غيرة بين الأصدقاء، وهى شىء طبيعى ما لم تزد عن الحد المعقول لتتحول بعد ذلك إلى مرض يجب التخلص منه للحصول على حياة هادئة، ورغم أن الغيرة تصيب الكبار والصغار، إلا أن الدوافع غالبا ما تكون الفيصل بين كل هذه الأمور، فالغيرة التى تصيب الأطفال تكون دائما مركزة على أمور صغيرة وبسيطة بعكس الكبار، ويوضح الأخصائى النفسى، إبراهيم عبد الغفار، أن أحد أنواع الغيرة بين الأطفال هى غيرة الابن الأكبر من قدوم أخ صغير له قد ينتزع منه مكانته لدى والديه.

ويقول "عبد الغفار" إنه يجب على الأهل الذين لديهم طفل كبير وينتظرون قدوم طفل آخر أن يراعوا بعض الأشياء البسيطة حتى يتجنبوا الغيرة، التى قد تصيب طفلهم الكبير، بداية من إخبار الطفل بحمل الأم والذى يجب أن يتم بمجرد التأكد من الحمل حتى يتجنبوا دهشة الطفل عندما يرى بطن أمه وهى تكبر، فيجب على الأب والأم أن يبادروا طفلهم بالحديث عن قدوم مولود جديد سيشاركهم فى حياتهم، إلا أنهم يجب أن يوضحا له أنه رغم قدوم مولود جديد فإن الاهتمام به لن يقل بل سيزيد وأنهم لن ينشغلوا عنه، فشعور الطفل بقدوم شخص جديد إلى عالمه يجعله يعتقد بأن هذا الطفل الجديد سيسلبه كل امتيازاته بداية من اهتمام الوالدين به وحبهما له، إلى أخذ مكانه فى الفراش وأخذ الألعاب الخاصة به.

ونصح الأخصائى النفسى الوالدين بأهمية أن يشعروا طفلهما بأنه شريك ومسئول عن الطفل القادم وعن تربيته، وأنه عليه دور تجاهه فى تربيته بصفته أخيه الأكبر منه، فمثل هذا التصرف يقلل من غيرة الطفل من أخيه الصغير، ويزيد من ثقته بنفسه ويشعره بأنه مسئول تجاه والديه عن هذا الطفل فينبغى أن يكون على قدر هذه المسئولية، كما أشار الأخصائى النفسى إلى أهمية شراء بعض الألعاب والهدايا للأطفال كتعبير من الوالدين على أنهم لم ولن يهملاه حتى وإن قدم طفل آخر، فمثل هذه الهدايا تجعل الطفل يتقبل المولود الجديد ويكون راضيا عنه.



أكثر...