هدد ريك مشار، النائب السابق لرئيس دولة جنوب السودان، بإيقاف تصدير النفط من ولاية الوحدة (شمال) بعد إعلان سيطرته عليها، فيما أكدت وكالة أنباء جنوب السودان الرسمية نبأ قصف سلاح الجو الأوغندى "قواعد للمتمردين" فى جونقلى شرقى البلاد، أمس.

وفى تصريحات صحفية، اشترط مشار لاستمرار تفق النفط أن توضع عائداته فى البنك الدولى أو فى حساب بعيدا عن الحكومة، فى بادرة تعد الأولى لدخول النفط فى الصراع، بحسب ما ذكرته صحيفة سودان تريبيون (خاصة).

من جانبه، أكد المتحدث باسم جيش جنوب السودان فيليب أقوير، فى تصريحات نقلتها الصحيفة، أن قائد الجيش فى ولاية الوحدة الغنية بالنفط شمال البلاد قد انشق، وانضم إلى المتمردين التابعين لمشار، وأعلن نفسه حاكماً على الولاية.

وأضاف أن الوالى الحالى لولاية الوحدة جوزيف مانتلوغان لا يزال على ولائه للحكومة فى جوبا، لكنه فر إلى منطقة مايوم المجاورة.

وكان الجنرال جميس كوانغ، قائد الفرقة الرابعة للجيش جنوب السودان فى ولاية الوحدة المنتجة للنفط، قد قال فى خطاب بثه على الإذاعة الحكومية المحلية، أمس، إنه خلع حاكم الولاية المعين من قبل سلفاكير ودعا وزراء الحكومة إلى البقاء فى منازلهم مطالباً فى الوقت ذاته الموظفين بمزاولة أعمالهم كالمعتاد.

وقال كوانج المنتمى لقبيلة النوير (ثانى أكبر قبائل البلاد والتى ينتمى إليها مشار بخلاف سلفاكير المنتمى إلى الدينكا كبرى قبائل جنوب السودان) إنه اكتشف مؤامرة لاغتياله دبرها حاكم الولاية بالتعاون مع ضباط كبار فى الجيش.

وأضاف أن عملية اغتياله كان يفترض أن تنفذ الجمعة، وفى وقت لاحق أعلن مشار تنصيب كوانج حاكما على مقاطعة الوحدة.

من جانبه، نفى المتحدث الرسمى باسم جيش جنوب السودان، العقيد فيليب أقوير، فى تصريحات صحفية أمس، سيطرة قوات مشار على ولاية الوحدة التى تضم غالبية حقول النفط، وتنقسم إلى 9 مقاطعات، مشيرا إلى أن كل ولايات الجنوب العشر تحت السيطرة، ما عدا ثلاث مناطق فى ولاية جونقلى هى بور وأكوبو والبيبور.

وكررت حكومة جنوب السودان، على موقعها الإلكترونى، أنها على استعداد للحوار مع ريك مشار وجميع المتمردين "بدون شروط" مسبقة من أجل وقف أعمال العنف التى اندلعت منذ الأحد الماضى، فى وقت أعلن مشار، فى تصريحات لوسائل إعلام غربية، إنه يوافق على إجراء مفاوضات مع الحكومة إذا أفرجت عن السياسيين الذين اعتقلوا مؤخراً على أن يتم الحوار فى بلد آخر، مقترحاً إثيوبيا لاستضافته.

فى سياق ذى صلة، قصفت 3 طائرات على الأقل من سلاح الجو الأوغندى مواقع تابعة للجنرال بيتر جاديت ياك قائد المتمردين فى مدينة بور، عاصمة ولاية جونقلى، شرقى جنوب السودان، بحسب وكالة أنباء جنوب السودان الرسمية، ونقلت الوكالة عن شهود عيان بالمنطقة قولهم إن قوات جاديت أصابت إحدى الطائرات الأوغندية.

وأضافت أن هذا القصف الذى تم أمس السبت، يأتى بعد يوم من إرسال الرئيس الأوغندى يورى موسيفينى قوات خاصة تابعة لبلاده إلى جنوب السودان مؤكدا أنه يتصرف بناء على طلب من رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت.

وأعلن رئيس جنوب السودان، فى مؤتمر صحفى الأربعاء الماضى، أنه مستعد للحوار مع نائبه السابق ريك مشار، الذى اتهمه ميارديت بمحاولة الإطاحة به.



أكثر...