قضى 25 ربيعاً من سنوات عمره الأربعين ينظر للحياة من وراء زجاج نظارات متناثرة على فرشته، طال بعضها الصدأ والبعض الآخر يغطيه التراب.

أتى "أحمد على عويس" القاهرة من محافظة الشرقية، ليبيع النظارات قبل 25 عاماً لم يبرح الشارع أو يفكر فى تغيير مهنته على مدار عقدين ونصف، حيث اتخذ مؤخراً من كوبرى أرض اللواء محلاً لعمله اليومى، الذى يستيقظ من أجله الساعة السابعة صباحاً ويفرغ منه بعد منتصف الليل، مبرراً لنفسه "كلها شقيانه".

يؤكد "عويس" أنه لم يشهد ركوداً فى السوق مثل هذه الأيام، حيث أصبح الإقبال على بضاعته محدوداً، لدرجة أنه يأس وفكر فى تغيير مهنته والبحث عن عمل جديد يكسب منه رزقه بالحلال.

شارك بائع النظارات فى ثورتى يناير ويونيو، وتمنى أن تتبدل الأحوال بعدهما وينعكس ذلك على عمله، ولكن بمرور الوقت تغير الحال من السيئ للأسوأ فيقول: "محدش مرتاح نفسى البلد تروق وكل واحد ياخد باله من لقمة عيشه".

ويضيف الرجل الأربعينى، أن عمله يضطره للتنقل المستمر من مكانه إلى آخر، حتى يبعد عن عيون رجال البلدية.



أكثر...