دائما ما يعتقد الإنسان نفسه على طريق الصواب، وقليلا ما يعترف البعض بخطأ رأيه وفكره وخاصة مع الفئات الأكبر عمرا الذين يرفضون تغيير آراءهم وأفكارهم تجاه أى موضوع، كما يقول خبير التنمية البشرية "عبدالرحمن محمود".

مضيفا أن العامل الرئيسى الذى يقف وراء تمسك هؤلاء الأفراد بآرائهم هو أنهم يصبوا انتباههم وتركيزهم على المعلومات الخاصة بالموضوع، والتى تتفق مع أفكارهم، متجاهلين المعلومات التى تتناقض مع أفكارهم، كما أن الإنسان غالبا ما يفضل الحفاظ على أفكاره رغم وجود أفكار أخرى تناقضها، لأنه يعطى مكانة أكبر للمعلومات التى تتفق مع أفكاره السابقة، ويتجاهل المعلومات التى تختلف معها.

وحذر خبير التنمية البشرية من أن الغرور يعتبر من أخطر العوامل التى تجعل الإنسان يتمسك برأيه دون أى محاولة لتقبل أى انتقاد أو وجهات نظر أخرى، رغم إمكانية إثبات صحة هذه الآراء الأخرى التى تناقض رأيه، خاصة وأنه يتخوف من أن يظهر كإنسان متناقض أمام الآخرين، وهذا ما يعتبره تقليلا من شخصيته وثقته بنفسه وبأفكاره ويجعله يعتقد أن الناس سينظرون إليه على أنه شخصية مترددة، كما أن الإنسان قد يفضل المحافظة على أفكاره رقم تناقضها لأنه يشعر بأنه الوحيد صاحب المعرفة وأن الآخرين ليسوا على نفس القدر من معرفته، وهو ما يجعله يفقد الثقة فى الآخرين من حوله.

وللتعامل مع هذه الشخصية ينصح خبير التنمية البشرية بمحاولة إقناعها عن طريق الأدلة المادية لإثبات صحة رأى الطرف الآخر، لأن مثل هذا النوع من الناس لا يثق بأى رأى آخر إلا الآراء المبينة على وقائع ملموسة.



أكثر...