البرامج الانتخابية عقد شرف بين المرشح والناخب قلما يلتزم بتنفيذه المرشح بعد أن يصبح "سيادة النائب"، وحتى يقنع أحد الذين ينتوون الترشح للانتخابات البرلمانية القادمة ناخبى دائرته بشبين القناطر بصدق وعوده الانتخابية قام بتحرير عقد مكتوب وموقع، يلتزم فيه أمامهم بتنفيذ تلك الوعود فى شكل مبتكر من الدعاية الانتخابية لم يسبقه إليه مرشح مصرى من قبل.

يشرح المرشح فكرته، والذى اختار لحملته الانتخابية شعار "الفقراء أولا"، العقد بين الناخب والمرشح"، بقوله: "الناس بتصدق أكتر الورق والكلام المكتوب مش الكلام اللى فى الهوا اللى ممكن بسهولة يتراجع عنه المرشح بعد فوزه، عشان كده فكرت فى تحرير عقد يتضمن مواد برنامجى الانتخابى، سواء فى الجانب الخاص بأهل الدائرة أو الجانب الرقابى العام وأوقع عليه وأسلمهم نسخة من العقد".

ولاقت الفكرة رواجاً كبيراً بين أبناء دائرة شبين القناطر بمحافظة القليوبية، كما يؤكدالمرشح، الذى خاض الانتخابات فى نفس الدائرة أمام مرشح الإخوان، ولم يحالفه الحظ، ولكنه حصد 11 ألف صوت، قائلاً "الناس أعجبت جداً بالفكرة وكتير من اللى قرروا يساندونى فى الحملة وقعوا على العقد هم كمان، وقلت لهم يحتفظوا بيه عشان لو ملتزمتش بتنفيذ كلامى يقدروا يحاسبونى، لأنى موقع على كلامى".

ينقسم العقد إلى جزأين؛ الأول خاص بأهل الدائرة ويتضمن مشاريع صرف وإدخال الغاز الطبيعى وحل أزمة المخابز خلال مدد لا تتجاوز العام ونصف العام، والجزء الثانى رقابى وتشريعى ويقر فيه بالتزامه بتوفير حق المواطنين فى العلاج والعمل ووضع مشاريع القوانين التى ترسخ لحرية الرأى والفكر.

إلا أن العقاب الذى سيقع عليه جراء عدم التزامه هو عقاب أدبى وسياسى وليس عقاباً قانونياً كما يقول الفقيه القانونى عصام الإسلامبولى، موضحاً لـ"اليوم السابع" أن هذا العقد بمثابة التزام أدبى من المرشح تجاه نوابه، وفى حال عدم التزامه بنصوصه لا يترتب عليه عقاب قانونى للنائب، وإنما تكون الإدانة هنا سياسية، لأن التزاماته كانت موثقة ومكتوبة ولا يمكنه الهروب أو التملص منها أو الإدعاء بإساءة تفسيرها، وفى هذه الحالة سيكون العقاب هو عدم الثقة فى شخص هذا المرشح وعدم ترشيحه مرة ثانية.



أكثر...