نفى سفير جمهورية جنوب السودان بالخرطوم ميان دوت وول قيام أى قوى أجنبية بعمليات عسكرية على أراضى بلاده، مشيرا إلى أن قواتهم الحكومية تقوم بمهامها وحدها فى مواجهة التمرد الذى حدث، ويستمر الآن فى بعض المناطق.

وقطع بعدم صحة مشاركة طائرات أوغندية فى قصف منطقة بور، مؤكدا أن العمليات العسكرية ضد الخارجين هى حكر على قوات حكومة جمهورية جنوب السودان، بحسب وكالة الأنباء السودانية "سونا".

كانت وكالة أنباء جنوب السودان المستقلة قد ذكرت أن طائرات حربية أوغندية قصفت، أمس السبت، مواقع الجنرال المتمرد بيتر قاديت ياك فى بور عاصمة ولاية جونقلى شرق دولة جنوب السودان.

وأضاف سفير دولة جنوب السودان فى تنوير إعلامى اليوم بمقر السفارة بالخرطوم أن القوات التى أرسلتها أوغندا إلى جوبا لا تقوم بأى أعمال عسكرية، ومهمتها منحصرة فقط فى حماية رعاياها ومصالحها التى قال إنها كبيرة ومنتشرة فى بلاده، وقال إن نفس الأمر ينطبق على وجود القوات الأمريكية فى أراضيهم.

وقال السفير ميان دوت إن التدخل الأجنبى فى الصراع محصور فى الوساطات بين الفرقاء لإصلاح ذات البين داخل منظومة الحركة الشعبية الحاكمة، مشيرا إلى أن الاتحاد الأفريقى يقود وساطة حاليا عبر منظمة "الإيجاد"، حيث أعلنت الحكومة استعدادها للحوار مع الخارجين دون شروط.

ودعا سفير جنوب السودان بالخرطوم الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقى، خاصة مجلس السلم والأمن الأفريقى ومجلس الأمن الدولى، إلى اتخاذ موقف واضح من الأحداث التى جرت وعدم السكوت انطلاقا من المبادئ التى تدعو إلى عدم تشجيع الانقلابات فى العالم والعمل على بناء دول ديمقراطية.

ووصف السفير ما حدث فى جنوب السودان بأنه محاولة انقلابية فاشلة تركت آثارا سلبية تعانى منها الدولة حتى الآن فى شكل صراعات مسلحة وتمرد فى بعض المناطق، مشيرا إلى أن الانقلابيين من قبائل مختلفة.

ونفى السفير "ميان" وجود حالات نزوح إلى دول الجوار بسبب الصراع الدائر الآن، مضيفا أن الصراع يدور فى أواسط البلاد وبعيد عن دول الجوار، منوها إلى أن المواطنين فى مناطق الصراع لجأوا إلى مقار الأمم المتحدة وبدأوا يعودون تدريجيا إلى منازلهم مع هدوء الأحوال فى مناطق كثيرة.

وشدد السفير على أن الصراع الذى يدور الآن فى بلاده هو صراع سياسى ولا علاقة له بالقبيلة والعرق، معبرا عن أسفه إزاء من يحاولون إضفاء طابع القبلية على الأحداث، وأرجع أسباب اندلاع الصراع إلى نشوب خلاف سياسى فى مجلس التحرير أثناء انعقاده الأحد الماضى، مما أدى إلى خروج هذه المجموعة وقيامها بهذه الأعمال، مؤكدا أن الصراع ملامحه واضحة ولا علاقة له بالقبيلة وهو صراع داخل منظومة محددة وهى منظومة الحركة الشعبية الحاكمة، وأن حكومة بلاده ستعمل على ألّا يتعدى الصراع ذلك.

وجدد السفير "ميان" استعداد حكومة بلاده للحوار مع الخارجين بدون شروط حفاظا على دماء الشعب الجنوبى، وأعلن سفير جنوب السودان أن القوات الحكومية الآن تبسط سيطرتها على ولايات جونقلى والوحدة اللتين لم تشهدا أحداثا سوى بعض المناطق المحدودة التى هى فى طريقها للدخول تحت السيطرة خلال ساعات.

وحول عدد القتلى والضحايا قال "ميان" إنه لا توجد إحصاءات رسمية محددة حتى الآن، مشيرا إلى أن المواطنين فى جوبا مستقرون تماما، بينما فى بقية مناطق الصراع فى الولايات لجأ المواطنون إلى مقار الأمم المتحدة.

ويشار إلى أن أكثر من 500 شخص قتلوا خلال أسبوع من أعمال العنف التى بدأت فى عاصمة دولة جنوب السودان جوبا، بسب النزاع بين سلفاكير ونائبه رياك مشار، كان سلفاكير قد أعلن الأسبوع الماضى عن إحباط محاولة انقلاب اتهم نائبه السابق بالوقوف ورائها.



أكثر...