لسعة برد الشتاء غالبا ما تجبر الناس على الاحتماء داخل منازلهم، على عكس طقوس عم "محمود حجاج"، صاحب الستين عاما، الذى يجلس يومياً على مقعد البلاچ الخشبى تحت الشمسية، بمشهد يعيدك إلى منتصف شهر أغسطس، متجاهلاً البرد القارص.

شماسى عم "حجاج" المرصوصة بعناية أمام محله الصغير فى منطقة تحت الربع بحى الموسكى، تلفت النظر فى عز البرد الذى يتجاهله "عم محمود"، ويبيع شماسى الصيف فى الشتاء على الرغم من ضعف الإقبال عليها فى الموسمين، بعد أن تغير حال البلاچات، ولم تعد بضاعته مطلوبة، ومع ذلك يرفض "عم محمود" تركها ويقول: "مش هعرف اشتغل حاجة تانية"، مؤكدا أن صنعته ورثها عن والده الذى بدوره ورثها عن جده، ويكمل: "دى شغلانتى من لما كان عندى 7 سنين".

"هجمة" الشتاء ليست المتهم الوحيد فى قضية وقف حال عم "حجاج" لكن الثورة أسهمت بدور كبير فى ركود الشماسى كغيرها من المنتجات السوقية، فيقول: "يعنى بالعافية بيشترى منى زبون كل شهر أو شهرين"، مؤكدا أن تراجع السياحة تسببت فى قطع رزقه لأن شركات الرحلات كانت تشترى منه بكميات كبيرة.

ركود السوق دفع عم "حجاج" إلى البيع بالخسارة لتغطية مصاريف محله: "دلوقتى بشترى البضاعة مش بعملها بإيدى وده خطر كبير على الصنعة"، ويتحدث "حجاج" عن أسعارها فيقول: الشمسية بتبدأ من 100 جنيه بس ساعات بضطر أبيعها بسعر الجملة علشان أعرف اشتغل"، مشددا على رفضه توريث الصنعة لابنه الوحيد، فيقول: "مش جايبة همها وراحت عليها خلاص".

وعن طريقة صنع الشمسية يتحدث عم "حجاج": بجيب عمود الحديد والخرزان بعدين بركبه على الماسورة الخشب المفرغة واثبت عليها الدعامة وأعمل لها توب من القماش الملون".

عم "حجاج" الشتا عنده "مصيف".. بيبيع شماسى البحر فى عز البرد 1.jpg

عم "حجاج" الشتا عنده "مصيف".. بيبيع شماسى البحر فى عز البرد 2.jpg

عم "حجاج" الشتا عنده "مصيف".. بيبيع شماسى البحر فى عز البرد 3.jpg

عم "حجاج" الشتا عنده "مصيف".. بيبيع شماسى البحر فى عز البرد 4.jpg

عم "حجاج" الشتا عنده "مصيف".. بيبيع شماسى البحر فى عز البرد 5.jpg



أكثر...