الدولة المعينية
بقلم كاظم المسعودي
تعدّ الدولةالمعينية من أقدم الدول العربية التي بلغنا خبرها، وقد عاشت وازدهرت بين "1350 - 630 ق. م." تقريباً على رأي بعض العلماء. وقد بلغتنا أخبارها من الكتابات المدونةبالمسند و الكتب الكلاسيكية. أما المؤلفات العربيةوذكرت إنه هو و "براقش" من أبنية التبابعة
.
وأقدم من ذكر المعينيين من الكتاب "الكلاسيكيين" "ديودورس الصقلي" و "سترابون" "سترابو
وقد ظهرت هذهالدولة في الجوف، والجوف منطقة سهلة بين نجران وحضرموت، أرضها خصبة منطقة. وقدزارها السائح "نيبور" Niebuhar ووصفها. وذكر الهمداني جملة مواضع فيها، ولم يعرف شيئاًعن أصحابها.
ومن هذه: معين، ونشق: وبراقش، وكمناوغيرها. وقد كانت عاصمة تلك الدولة "القرن" "قرن" "قرنو"، وهي: "قرنة
وليس بين الباحثينفي تأريخ المعينين اتفاق على تأريخ مبدأ هذه الدولة ولا منتهاه، ف "كلاسر" مثلاًيرى إن الأبجدية التي استعملها المعينيون في كتاباتهم ترجع إلى الألف الثانية أوالألف الثالثة قبل الميلاد، وهذا يعني إن تأريخ هذا الشعب يرجع إلى ما قبل هذاالعهد، فالمعينيون على هذا هم أقدم عهداً من العبرانيين. ويعارض هذا الرأي "هاليقي" و "ميلر" D.H. Muller و "موردتمن" Mordtmann و "ماير" E. Meyer و "شبرنكر" Sprenger و "ليدزبارسكي" Lidzbarski وغيرهم. ويرون إننظرية "كلاسر" هذه مبالِغة، وأن مبدأ هذه الدولة لا يتجاوز الألف الأولى قبل المسيحبكثير. ويرى "هومل" Hommel إن من الممكن إن يكون بدأ تأريخ دولة "معين" ما بين "1500 - 1200 ق. م." ونهاية حكومتها في عام "705 ق. م.". وجعل "فلبي" مبدأ حكم أولملك من ملوكها في عام 1120 ق. م. وحكم آخر ملك نعرفه من ملوكها في عام 630 ق. م.
والملوك الذين وردت أسماؤهم في الكتاباتالمعينية، ليسوا هم كل ملوك معين، بل هم جمهرة منهم. ولا استبعد احتمال حصولالمنقبين في المستقبل على عدد آخر من أسماء ملوك جدد لا نعرف من أمرهم اليوم شيئاً،قد يزيد عددهم على هذا العدد المعروف. وقد يبلغأضعافه.
حكومةمعين
حكومة معينحكومة ملكية يرأسها حاكم يلقب بلقب "ملك"، غير إن هذه الحكومة وكذلك الحكوماتالملكية الأخرى في العربية الجنوبية، جوزت إن يشترك شخص أو شخصان أو ثلاثة مع الملكفي حمل لقب "ملك"، إذا كان حامل ذلك اللقب من أقرباء الملك الأدنين، كأن يكون ابنهأو شقيقه. فقد وصلت إلينا جملة كتابات، لقب فيها أبناء الملك أو أشقاؤه بلقب ملك،وذكروا مع الملك في النصوص. ولكننا لم نعثر على كتابات لقب فيها أحد بهذا اللقب،وهو بعيد عن الملك، أي ليس من أقربائه المرتبطين به برابطة الدم. كما إننا لا نجدهذه المشاركة في اللقب في كل الكتابات، وهذا مما حملنا على الظن بأن هذه المشاركةفي اللقب، كانت في ظروف خاصة وفي حالات استثنائية، وهذا خصصت بأبناء الملك أوبأشقائه، وهذا أيضاً لم ترد في كل الكتابات، بل وردت في عدد منها هو قلة بالنسبةإلى ما لدينا الآن من نصوص.
ولم تبح لنا أية كتابة من الكتابات العربيةالجنوبية بسر هذه المشاركة أكانت مجرد مجاملة وحمل لقب، أم كانت مشاركة حقيقية، أيإن الذين اشتركوا معه أيضاً في تولي أعمال الحكم كلية، أو بتولي عمل معين مهنالأعمال، بأن يوكل الملك من يخوله حمل اللقب القيام بوظيفة معينة ? ولم تبح لنا تلكالكتابات بأسرار الدوافع التي حملت أولئك الملوك على السماح لأولئك الأشخاصبمشاركتهم في حمل اللقب، أكانت قهرية كأن يكون الملك ضعيفاً مغلوباً على امره،ولهذا يضطر مكرهاً إلى إشراك غيره معه من أقربائه الأدنين لإسناده ولتقوية مركزه،أمكانت برضى من الملك ورغبة منه، فلا إكراه في الموضوع ولا إجبار ?.
ويظهر من الكتابات المعينية أيضاً إن الحكم في معين، لميكن حكماً ملكياً تعسفياً، السلطة الفعلية مركزة في أيدي الملوك، بل كان الحكم فيهامعتدلاً استشارياً يستشير الملوك أقربائهم ورجال الدين وسادات القبائل ورؤساءالمدن، ثم يبرمون أمرهم، و يصدرون أحكامهم على شكل أوامر ومراسيم تفتتح بأسماء آلهةمعين، ثم يذكر اسم الملك، وتعلن كتابة ليطلع عليها الناس.
وقدكانت المدن حكومات، لكل مدينة حكومتها الخاصة بها، وهذا كان في استطاعتنا أن نقولإن حكومة معين هي حكومات مدن، كل مدينة فيها حكومة صغيرة لها آلهة خاصة تتسمى باسمها، وهيئات دينية، و مجتمع يقال له: "عم"، بمعنى أمة وقوم وجماعة. و لكل مدينةمجلس استشاري يردير شؤونها في السلم وفي الحرب، و هو الذي يفصل فيما يقع بين الناسمن خصومات وينظر في شؤون الجماعة "عم".
وكانرؤساء القبائل يبنون دوراً، يتخذونها مجالس، يجتمعون فيها لتمضية الوقت وللبت فيالأمور و للفصل بين أتباعهم في خلافاتهم، ويسجلون أيام تأسيسها وبنائها، كما يسجلونالترميمات والتحسينات التي يدخلونها على البناية. وتعرف هذه الدور عندهم بلفظة "مزود". ولكل كل مدينة "مزود"، وقد يكون لها جملة "مزاود"، وذلك بأن يكون لشعابهاوأقسامها مزاود خاصة بها، للنظر فيما يحدث في ذلك الشعب من خلاف. ويمكن تشبيهالمزود بدار الندوة عند أهل مكة، وهي دار ة قُصَيّ بن كلاب التي كانت قريش لا تقضيأمراً إلا فيها، يتشاورون فيها في أمور السلم والحرب.

وتتألف مملكة معينمن مقاطعات، على رأس كل مقاطعة ممثل عن الملك، يعرف عندهم ب "كبر"، أي "الكبير". يظهر إنه كان لا يتدخل إلا في السياسة التي تخص المسائل العليا المتعلقة بحقوقالملك وبشعب معين. ويرد اسم الكبير بعد اسم الملك في النصوص على عادة أهل معينوغيرهم من ذكر آلهتهم أولاً ثم الملوك ثم الكبراء في كتاباتهم التي يدونونها ليطلععليها الناس.
ودخل الحكومة من الضرائب ومن وارداتالأرضين الحكومية التي تستغلها أو تؤجرها للناس بجُعل يتفق عليه. أما الضرائب فتؤخذمن التجار والزراع وسائر طبقات الشعب الأخرى، يجمعها المشايخ، مشايخ القبائلوالحكام والكبراء بوصفهم الهيئات الحكومية العليا، وبعد إخراج حصصهم يقدمون ماعليهم للملك. وأما الواردات من المصادر الأخرى، مثل تأجير أملاك الدولة، فتكونباتفاق خاص مع المستغل، وبعقد يتفق عليه.
ومنالضرائب التي وردت أسماؤها في الكتابات: كتابات العقود ووفاء الضرائب والديون،ضريبة دعيت ب "فرعم"،أي "فرع" وضريبة عرفت ب "عشرم" أي "عشر"، وتؤخذ من عشر الحاصل،فهي "العشر" في الإسلام.
وكان للمعابد جبايات خاصة بها، وأرضونواسعة تستغلها، كما كان لها موارد ضخمة من النذور التي تقدم أليها باسم آلهة معين،عند شفاء شخص من مرض ألمّ به، وعند رجوعه سالماً من سفر، وضد عودته صحيحاً من غزوأو حرب، وعند حصول شخص على غلة وافرة من مزارعه أو مكسب كبير من تجاراته، وأمثالذلك. ولهذا كانت للمعابد ثروات ضخمة و أملاك واسعة ومخازن كبيرة تخزن فيها أموالها. و يعبر عن النذور والهبات التي تقدم إلى المعابد بلفظتي "كبودت" و "اكرب"، "أقرب" أي ما يتقرب به إلى الآلهة. وتدوّن عادة في كتابات تعلن للناس، يذكر فيها اسمالمتبرع الواهب واسم الإله أو الآلهة التي نذر لها، واسم المعبد، كما تعلنالمناسبة، وتستعمل بعض الجمل والعبارات الخاصة التي تتحدث عن تلك المناسبات مثل: "يوم وهب" و "بذماد بن يدهس"، أي "بذات يده" وأمثال ذلك من جمل ومصطلحات. وقد وصلتإلينا خصوص كثيرة من نصوص النذور، وهي تفيدنا بالطبع كثيراً في تكوين رأينا فيالنذور والمعابد واللغة التي تستعمل في مثل هذه المناسبات عند المعينيين وعند غيرهممن العرب الجنوبيين.
ويقوم "الناذر" أو الشخص الذي استحقت عليه الضرائب أوالقبيلة بتقديم ما استحق عليه إلى المعبد، وكانت تعد "ديوناً" للآلهة على الأشخاص. فإذا نذر الشخص للآلهة بمناسبة مرض أو مطالبة بإحلال بركة في المزرعة أو في التجارةأو إنقاذ من حرب وصادف أن مرت الأمور على وفق رغبات أولئك الرجالالناذر، فرداً كانأو جماعة، ولذلك يعبر عنه ب "دين"، فيقال "دين عثتر" أو "دين".
وقديفوض الملك أو المعبد إلى رئيس أو سيد قبيلة أو غني استغلال مقاطعة أو منجم أو أيمشروع آخر في مقابل شروط تدون في الكتابات، فتحدد الحدود، وتعين المعالم، وينشطالمستغل للاستفادة منها وأداء ما اتفق عليه من أداء للجهة التي تعاقد معها، ويقومبجباية حقوق الأرض إن كان قد أجرها لصغار المزارعين وبدفع أجور الأجراء وبتمشيةالأعمال، ويكون هو وحده المسؤول أمام الحكومة أو المعبد عن كل ما بتعلق بالعمل،وعليه وحده أن يحسب حساب خسائره وأرباحه.
ويتعهد الكبراء وسادات القبائل والحكام عادة بجمعالضرائب من أتباعهم ودفع حصة الحكومة، كما يتعهدون بإنشاء الأبنية العامة كإنشاءالمباني الحكومية وإحكام أسوار المدن وبناء الحصون والأبراج والمعابد وما شاكل ذلك،مقابل ما هو مفروض عليهم من ضرائب وواجبات أو تفويض التصرف في الأرضين العامة. فإذاتمت الموافقة، عقُد عقد بين الطرفين، يذكر فيه إن آلهة معين قد رضيت عن ذلكالاتفاق، وان المتعهد سيقوم بما اتفق عليه. و إذا تم العمل وقد يضيف إليه المتعهدمن جيبه الخاص،ورضي عنهَ الملك الذي عهد إليه بالعمل أو الكهنة أرباب المعبد أومجلس المدينة، كتب بذلك محضر، ثم يدون خبره على الحجر، ويوضع في موضع ظاهر ليراهالناس، يسجل فيه اسم الرجل الذي قام بالعمل، واسم الآلهة التي بإسمها عقد العقدوتم، واسم الملك الذي تم في اياهمه المشروع، واسم "الكبير" الحاكم إن كان العقد قدتم في حكمه وفي منطقة عمله.
وتعهد المعابد أيضاً للرؤساء والمشايخالقيام بالأعمال التي تريد القيام بها، مثل إنشاء المعابد و صيانتها وترميهاوالعناية بأملاكها وباستغلالها بزرعها و استثمارها نيابة عنها. وقد كان على المعابدكما يظهر من الكتابات أداء بعض الخدمات العامة للشعب، مثل إنشاء مباني عامة أوتحصين المدن ومساعدة الحكومة في التخفيف عن كاهلها، لأنها كانت مثلها تجبي الضرائبمن الناس وتتلقى أموالاً طائلة من الشعب وتتاجر في الأسواق الداخلية والخارجية، وكانت تقوم بتلك الأعمال في مقابل إعفائها من الضرائب. وقد كانت وارداتها السنويةضخمة قد تساوي واردات الحكومة.
وتخزن العابد حصتها من البخور واللبانوالمر والحاصلات الأخرى في خزائن المعبد، وتأخذ منها ما تحتاج إليه مثل البخورللأعياد وللشعائر الدينية و تبيع الفائض، وقد ترس مع القوافل لبيعه في البلادالأخرى، وقد تعود قوافله محملة ببضائع اشترتها بأثمان البضائع المبيعة، و لذلك كانتأرباحها عظيمة، وكان أكثر الكهان من البيوتات الكبيرة ومن كبارالأغنياء.
نقود معينية
تعامل قدماء المعينيين مثل غيرهم من شعوب العالمبالمقايضة العينية، وبالمواد العينية دفعوا للحكومة و للمعابد ما عليهم من حقوق،وبها أيضاً دفعت أجور الموظفين والمستخدمين و العمال و الزراع. وقد استمرت هذهالعادة حتى في الأيام التي ظهرت فيها النقود، وأخذت الحكومات تضرب النقود، وذلكبسبب قلة المسكوكات، و عدم تمكن الحكومات من سك الكثير منها كما تفعل الحكومات فيهذه الأيام.
وقد عرف المعينيون النقود، وضربوها في بلادهم. فقد عثرعلى قطعة نقد هي "دراخما" أي درهم، عليها صورة ملك جالس على عرشه، قد وضع رجليه علىعتبة، وهو حليق الذقن متدلٍ شعره ضفائر، وقد أمسك بيده اليمنى وردة أو طيراً وأسمكبيده اليسرى عصا طويلة، وخلفه اسمه وقد طبع بحروف واضحه بارزة بالمسند، وهو "ابيثع" و أمامه الحرف الأول من اسمه، وهو الحرف "أ" بحرف المسند، دلالة على إنه الآمربضرب تلك القطعة. و لهذه القطعة من النقود أهمية كبيرة في تأريخ "النميّات" في بلادالعرب وفي دراسة الصلات التجارية بين جزيرة العرب والعالم الخارجي.
ويظهرمن دراسة هذه القطعة ومن دراسة النقود المشابهة التي عثر عليها في بلاد أخرى، إنهاتقليد للنقود التي ضربها خلفاء الإسكندر الكبير، سوى شيء واحد، هو أن عملة "أب يثع" قد استبدلت فيها الكتابة اليونانية بكتابة اسم الملك "اب يثع" الذي في أيامه، تمضرب تلك القطعة بحروف المسند. أما بقية الملامح والوصف، فإنها لم تتغير ولم تتبدل،ولعلها قالب لذلك النقد، حفرت عليه الكتابة بالمسند بدلاً من اليونانية. ويعودتأريخ هذه القطعة إلى القرن الثالث أو القرن الثاني قبل الميلاد.
كان في كل مدينةمعبد، وأحياناً عدة معابد خصصت بآلهة شعب معين. وقد خصص معبد بعبادة إلَه واحد،يكرس المعبد له، ويسمى باسمه، وتنذر له النذور، ويشرف على إدارته قَومة ورجال دينيقومون بالشعائر الدينية ويشرفون على إدارة أوقاف المعبد. ويعرف الكاهن والقيم علىأمر الإله عندهم ب "شوع"، وقد وردت اللفظة في جملة نصوص معينة.
ومن آلهة معين "ود" و "نكرح"، وترد أسماء هذه الآلةالثلاثة في الكتابات المعينية على هذا الرتيب: "عثتر"، "ود" و "نكرح" في الغالب،وترد بعدها في بعض الأحيان جملة: "الالت معن"، أي "آلهة معين" أما "نكرح"، فيظهرإنه يرمز إلى الشمس، وهو يقابل "ذات حمم" "ذات حميم" في الكتاباتالسبئية.

ومن أشهر مدن معين،مدينة "قرنو"، وهي العاصمة، وقد عرفت أيضاً ، ب "م ع ن" "معن"، أي "معين"،وب Carna و karana و Karna عند بعض الكتبة "الكلاسيكيين". وتقع على مسافة سبعةكيلومترات ونصف كيلومتر من شرق قرية "الحزْم"، مركز الحكومة الحالي في الجوف. و قدوصف خرائبها "محمد توفيق" في كتابه "آثار معين في جوف اليمن"، فقال: إنها تقع علىاكمة من الطين منحدرة الجوانب، تعلو على سطح أرض الجوف بحمسة عشر متراً، وهيمستطيلة الشكل، واستطالتها من الغرب إلى الشرق وطولها 400 متر، وعرضها 250 متراً،ولها بابان أو مدخلان، أو مدخل ومخرج، أحدهما في جانبها الغربي والآخر في الجهةالمقابلة من الجانب الشرقي، وليس لها أبواب أخرى. وسورها الذي كان يحيط بها، وقدقدّرَ ارتفاعه بخمسة عشر متراً، و قد وجد في بعض أقسامه فتحات المزاغل التي استعملتللمراقبة ولرمي السهام، كما تعرض لبحث البناء والزخرفةفي هذه المدينة، وقد حصل على تسع عشرة كتابة، نقل تسعاًمنها بكتابة اليد، ونقل عشراً منها الباقية بالتصوير الفوتوغرافي.
ويقعمعبد "رصفم" "رصف" "رصاف" الشهير، الذي طالما تقدم إليه المؤمنون بالهدايا والنذوروتوسلوا إليه لأن يمن عليهم بالعافية والبركة،خارج سور "قرنو". ونشاهد آثار سكن فيمواضع متناثرة من المدينة. و قد كانت "قرنو" "القرن" مأهولة حتى القرن الثاني عشرثم هجرت وتحولت إلى خراب.
وقد أشار الأخباريون إلى معين، وروى بعضمنهم إنها من أبنية التبابعة، و أنها حصن، بني بعد بناء "سلحين"، بني مع يراقش فيوقت واحد. ومن مدن حكومة معين "يثل"، وهي من المراكز الدينية، وعرفت به "براقش" فيما بعد. وكانت قائمة في أيام "الهمداني"، ووصف الهمداني الآثار والخرائب التيكانت بها. وقد ورد في إحدى الكتابات أن جماعة من كهنة "ود"، قاموا ببناء ثلاثين "أمه" أي ذراعاً من سور "يثل" من الأساس حتى القمة. والظاهر أن هذا العمل الذيقاموا به، هو الجزء الذي كان خصص بهم عمله على حين قام أناس آخرون، وفي ضمنهم مجلسيثل، ببقية السور.


ويرى البعض ان مملكة معين سقطت فى أيدى حكام سبأ وقد اختلف المؤرخون فىتاريخ سقوطها

المصدر

كتاب المفصل فى تاريخ العرب قبل الاسلام
الجزء الاول
د/ جواد على
الأخت الكريمة المؤرخة ... معلومات جميلة ونقل طيب
سميت هذه المملكة بالنسبة إلى معين ، الواقعة في المنطقة الشرقية من الجوف في اتجاه الربع الخالي ، وقال أبن خلدون نقلا عن البهيقي أن بناة هذه الدولة معين ينسبون إلى يعرب بن قحطان وقد ولى أخوته على جميع أعماله فقد ولى :-
1- جرهم بن قحطان على الحجاز
2- عاد بن قحطان على الشحر
3- حضرموت بن قحطان على جبال الشحر
4- عمان بن قحطان على عمان .
ويذكر محمد عبد القادر بافقيه :- بداية تتراوح مابين 500و 350 قبل الميلاد ولعل معين قد زالت قبل القرن الأول قبل الميلاد .
وذكر الدكتور أحمد صالح العلي ... أن أولى الأسر التي بدأت بالحكم حوالي 1110ق.م
ويذكر الأستاذ خير الله طلفاح (( تعتبر دولة معين من أقدم الدول العربية التي قامت في اليمن إذ دامت من سنة 1200الى 630ق.م ، وقد تمكن جوزيف هاليفي من الكشف عن آثار معين عاصمة المعينيين وقد نشر هاليفي تقريرا عن هذا الاكتشاف في الجريدة الأسيوية في سنة 1884م فضمنه عدد كبير من النقوش ))