منتدى الأديبات الفلسطيني يحيي ذكرى رحيل فدوى طوقان العاشرة! تم نشره على وكالة الصحافة المستقلة - اخبار العراق.

رام الله ( المستقلة )/آمال عوّاد رضوان/..تحت رعاية وزارة الثقافة وجمعيّة التكافل والتضامن الأسري والجمعيات التراثيّة في جنين، أقام منتدى الأديبات الفلسطينيّ فعاليّةً ثقافيّة متميزة، لإحياء الذكرى العاشرة لرحيل سنديانة الوطن فدوى طوقان، وذلك باستضافة النادي النسائي الأرثوذكسي- عبلين بتاريخ 21-12-2013، على خشبة مسرح الشهيد قدورة موسى في جمعية التكافل- طريق الناصرة، ووسط حضور كبير من الأدباء والأصدقاء والمثقفين. وتخلل اللقاء فيلم وثائقي عن الطوقانية، إعداد الكاتبة د. عبلة الفاري، ثم وصلة زجلية للفنانة عايدة أبوفرحة، ووصلة موسيقية للفنان إياد إستيتي وفرقته “الكمنجاني”، إلى جانب قراءة في شعر فدوى بقلم آمنة الكيلاني، ومجموعة من قصائد شاعرات المنتدى؛ نعيمة الأحمد، وليلى جعبري، وناديا فهمي، وبسمة بعجاوي- لاجئ من حيفا، وقد تولت عرافة الاحتفال الشاعرة آمال غزال، وفي نهاية اللقاء تمّ تكريم كل من موسى قدورة- آمال غزال- والنادي النسائي الأرثوذكسي، ومن ثم التقاط الصور التذكارية.  واستضاف منتدى الأديبات الفلسطيني- جنين وفد النادي النسائي الأرثوذكسي- عبلين الجليلية نهارا كاملا، للمساهمة في إحياء ذكرى رحيل سنديانة الوطن فدوى طوقان، وقد نظم للوفد زيارة محطات في جنين. والقت عريفة الحفل آمال غزال كلمة وزارة الثقافة نيابة عن المدير عزت أبو الرب جاء فيها: نحن اليوم أمام بادرة نسويّة حقيقية، تحاول زرع بذورها في أرض الثقافة الفلسطينية الخصبة وأرض القومية العربية. بدوْرنا نتمنى لها أن تثمر، وتؤتي أكلها في إثراء الحركة الثقافية عمومًا، والأدب النسائي خاصّة، ونحن كوزارة لن نتوانى عن تقديم يد العون والمساعدة للمنتدى وللأدب والأدباء، بما أوتينا من إمكانيات والله الموفق. نتمنى للأخوات في المنتدى مزيدًا من التقدم، وإلى الأمام في خدمة الوطن والعروبة، فالمثققف والأديب هو رسول للكلمة، عليه دوْر كبير، فهو ممثل لبلده وقوميّته، وهو مترجم لهموم وأحلام أبناء شعبه ووطنه، وعليه رفع أعمدة الثقافة إلى أقصى الحدود. . وقالت رئيسة منتدى الأديبات الفلسطيني (مدى) الشاعرة الشعبية عائده أبو فرحة في كلمتها: نجتمع اليوم في هذا اللقاء الأدبي الكبير، لإحياء الذكرى العاشرة لشاعرتنا الخالدة “فدوى طوقان”، الشاعرة التي تحدّت الظروف، وثارت على الواقع المرير، لتشقّ الصعاب وتنير الطريق. احتفاءً بهذه المرأة الواعية وتأكيدًا على رسالتها، جعلنا من ذكراها أنموذجًا للمرأة الفلسطينيّة المبدعة، والتي منها ومن مسيرتها نحن في منتدى الأديبات الفلسطيني نستلهمُ دربنا ونشحذ الهمم. وقالت آمال عوّاد رضوان في كلمتها: قبل عام ونصف بالتمام، قمنا بتأسيس منتدى الأديبات الفلسطيني بحثّ من المرحوم قدورة موسى، وذلك قبل رحيله بأسبوعيْن، وقد حمّلنا هذه المؤسسة أحلامنا وآمالنا، من أجل جمع شقّي الوطن لحمة وثقافة، لكن الموت بادر اليه سريعًا، وتجمدت أحلام المنتدى قبل الولادة، وها اليوم نباشر تحقيق وتنفيذ أحلامنا في خطوة أولى على درب تنشيط الثقافة، فنحيي ذكرى كليهما، الشهيد المرحوم قدورة موسى محافظ جنين الأسبق، والشاعرة فدوى طوقان سنديانة الوطن.. مطوّبٌ تذكارهما إلى أبد الآبدين.  واضافت اليوم نحتفي بالذكرى العاشرة لفدوى طوقان، من عشقت الحياة على أرض بلدها وغنّت تقول: كفاني أموت على أرضها/ وأدفن فيها/ وتحت ثراها أذوب وأفنى/ وأُبعث عشبًا على أرضها/ وأُبعث زهرة/ تعبث بها كف طفلٍ نمّته بلادي/ كفاني أظلّ بحضن بلادي/ ترابا وعشبّا وزهرة! وأقول لفدوى: فدوى.. أيا فُلّة برّيّة/ فاحَ بياضُ أنفاسِها دهشةً عُذريّة/ لِم صَحا العتمُ باكرًا/ لِمْ غافلَكِ.. يُقلّمُ أحلامَكِ الورديّة؟ أيا راهبةَ الحرفِ/ يا مَن هِمتِ بالحزنِ/ تُعطّرينَ قضبانَ الليلِ بمآتي فجرٍ مُقدّس/ في صومعةِ الحُبّ تنسّكتِ/ تُناغينَ سِرَّ الأزرقِ.. وفُلَّ القلبِ تذرفين/ يا الطّوْقانيّة/ همْسُكِ المُجَنّحُ.. باتَ يَهيبُ بمَواكبِ العدالةِ/ وما انفكَّ.. في ذاكَ البُعدِ المُرتعِشِ/ يُذيبُ ضبابًا تكلّسَ.. يناجي آفاقَ الحواسِّ خافرًا:/ هذا الزمانُ مسرحُ شقاءٍ.. يَعصفُني في أبديةِ المَجهولِ/ أنّى يتجاسرُ على ضَلالِهِ/ في غفلةٍ مِن وحشةِ وطني؟ أيا الفدوى/ دموعُكِ.. أزهرَتْ مُروجَ حنين/ بقواريرِ العطرِ.. كثفها الوجعُ/ حتى غدوْتِ زينةَ وطنٍ/ ما جفّفَ نسغَهُ.. ماءٌ مُمَلّحُ../ بينَ المَدِّ والجزرِ.. تشامخْتِ/ كملائكةِ البحرِ.. تعنقتِ/ وتأنقتِ.. كزهرةٍ عمّدها البياضُ.. وأبدًا.. أبيْتِ الانحناء! وقالت الأديبة القاصّة فاطمة دياب: عفوًا شاعرة الوطن والغربة.. لا وقت لدينا للكلمة، لا وقت للحروف، لا وقت لشعر أو شعور، لا وقت لأي شيء. يومَ رحيلك توقفت الأرض عن الدوران، وحبس الشرق أنفاسه.. تنفس الغرب الصعداء، ولا وقت لنعيك، ولا وقت لعزاء.. خبر الرحيل تراجَعَ لخبرٍ عابرٍ في نهاية نشرة؟ والخبر العاجل يَطغى على كلّ الأخبار الأخرى، فاليلية ليلة القبض على الأسطورة التي صنعوها، وما زالوا يصنعون دمى أخرى من وجعنا، من جرحنا ومن كلّ شريان فينا.. يتلهّون ويمزقون، وألف دمية تصطفّ بالدوْر. لا يقرؤون التاريخ جيّدا، ولا هم يحزنون. فدوى يا ذات الجرح النازف، لست أعرف كم مبدعًا ما بين مساحات الدمى سار وراء نعش الكلمة، مشيّعا غربتك واغترابك؟ فدوى يا ذات الخيوط التي تجمعنا ما بين الاختزال والاعتزال، وشراهة القتل والاعتقال، هل بعد شاعرتي في واقع (الزفت الأزفت من الزفت) ما يُقال؟ ترجّل الفارس فدوى غير آسف ولا نادم، وفوق الأرض حوافر الحصان، وفي الفضاء حبّات مطر تدقّ على أبوابنا، وزخات من رصاص يغتال بقية من بقية وجودنا. لا بأس عزيزتي.. لم نزل (أمام الباب المغلق) نرسم الوجع بحروفنا، في (رحلة جبلية صعبة)، و(الرحلة الأصعب) تعزف اللحن الأخير، على بوابات الرحيل. فدوى.. شرقي انتحارنا، شرقي تفجُّرنا.. وراءك ووراءنا.. (شوط طويل المدى، سُفحت عليه سنين العمر، وكم فلسفتك حياة تمرُّ على جانبيها بحلو ومُرّ.. ذوت عنك وجه بشاشتها، وأوْلتك وجهًا لها مُكفهرّ.. خبرتِ تناقض حالاتها ولم تدركي كنهَها المستتر، وقد حان أن تستريحي، وتُلقي عن المنكبين غبارَ السفر، فحسبُكِ أنّك لم تُهزمي، ولا حطّمتك سهامُ القدَر). فدوى.. ما بين القبول والرفض طفلة الى هذه الدنيا جئتِ، وموعد ميلاد مجهول تُسجّله طبخة العكوب، بقِدر يفورُ ويغلي. نعم طفلة كنت بأحلام صغيرة، أن تكون لها دمية كما لابنة عمّها شهيرة.

منتدى الأديبات الفلسطيني يحيي ذكرى رحيل فدوى طوقان العاشرة! تم نشره على وكالة الصحافة المستقلة - اخبار العراق.



أكثر...