دقت أجراس الكنائس والأديرة اليوم، الأربعاء، إيذاناً ببدء احتفالات عيد الميلاد المجيد، وغابت مراسم الاحتفالات فى الأحياء والأزقة والنوادى ذات الغالبية المسيحية، بسبب تردى الأوضاع الأمنية فى مدينة الموصل.

يقول القس ابلحد عدنان، من كنيسة العذراء، "اكتفى المسيحيون بدق الأجراس الخافتة خجلا وحزنا على أرواح شهدائهم المسيحيين، وشهداء الإسلام الذين سقطوا ضحايا الأعمال المسلحة فى الموصل، حيث يعيش المسيحيون بأعداد كبيرة عن باقى المحافظات العراقية، وبعد إقامة الصلوات وترتيل الشعائر الدينية، عادت العائلات المسيحية إلى منازلها لتكتفى فقط بهذه الدقات بعيدة عن طقوس الأعياد التى غيبت عن الموصل منذ عام 2003".

وقرعت أجراس الكنائس فى الموصل "بصوت خافت، على غير عادتها فى مثل هذه المناسبة تعبيرا عن حالة الحزن الشديد التى تعيشها المدينة، بسبب الأوضاع الأمنية السيئة واتساع رقعة العنف ضد الأهالى".

ويقول البابا ميخائيل توما، من كنيسة مار كوركيس، شرق الموصل لـ(د.ب.أ)، "المسيحيون فى الموصل ضحوا بالكثير من أبنائهم وقدموا شهداء من أبناء جلدتهم حتى غادروا مدينة الموصل متجهين نحو سهل نينوى هربا من الأعمال المسلحة التى أسقطت منذ عام 2003 وحتى الآن نحو 400 قتيل، أغلبهم من رجال الدين".

ويضيف المواطن المسيحى لويس جان "40 عاما"، أدينا صلاة العيد ورتلنا الأشعار الدينية صباح اليوم فى كنيسة الأرثوذكس، ونحن فى غاية الخوف، رغم تواجد القوات الأمنية بالقرب من الأديرة المقدسة والكنائس فى الموصل خشية وقوع هجمات مسلحة أو تفجيرات متتالية بمناسبة أعياد المسيح المجيدة.

وقال جان، "العائلة طلبت البقاء فى المنزل وعدم الذهاب إلى سهل نينوى أو إقليم كردستان، للمشاركة مع أقرانهم المسيحيين فى أعياد الميلاد المجيدة، بسبب حزنهم على الضحايا الذين فقدتهم محافظة الموصل".

واكتفى المسيحيون فى الموصل بأداء الصلوات داخل الكنائس والأديرة والعودة مسرعين إلى منازلهم فى ظل إجراءات أمنية مشددة .

ويقول الأب سعد ايشو، "طلبنا من أبناء المسيح فى مدينة الموصل عدم إقامة أى احتفالات، والاكتفاء بالصلاة لمشاركة أهالى الموصل أحزانهم، نتيجة ما يتعرضون له بكافة شرائحهم ومكوناتهم من أعمال عنف وقتل".

وأعلن قائد عمليات الموصل الفريق الركن باسم الطائى، فى تصريح صحفى، وجود انتشار أمنى مكثف منذ فجر اليوم، الأربعاء، أول أيام أعياد المسيح المجيدة، حرصا على أرواح المسيحيين والاستمرار باحتفالاتهم بعيدا عن الهجمات المسلحة.

وأضاف، "قامت الأجهزة الاستخباراتية بنشر قواتها من جيش وشرطة محلية واتحادية بالقرب من الأزقة التى يقطن بها المسيحيون فى مدينة الموصل، ومنعت دخول الغرباء إلى هذه المناطق ومنحت للعائلات المسيحية بطاقات خاصة بسكان المناطق والزائرين لهم كإجراء أمنى لحمايتهم".

وكان نحو 3000 عائلة مسيحية نزحت من مدينة الموصل باتجاه سهل نينوى هربا من أعمال العنف التى تطالهم، وتقيم عائلتان، أو أكثر، اليوم فى دار واحدة تحت حماية القوات العراقية، حرصا وحفاظا على أرواحهم.



أكثر...