الحكاية قديمة لنشهد أول فصولها نحتاج أن تعيدنا آلة الزمن 240 عاما للوراء، حين أنشأ محمد بك أبو الدهب مجموعته الشهيرة بمنطقة الأزهر والمكونة من "مسجد ووكالة وتكية" دار عليهم الزمن وتبدلت أحوالهم عقدا تلو الآخر؛ فالوكالة التى أنشأها لإحياء صناعة وبيع الذهب تحولت بعد ذلك إلى وكالة لبيع المحاصيل من البلح والقمح، وكانت آخر محطات تحولها منذ 123 عاما حين أسس رجل فسلطينى يدعى "صبيح" مكتبة مكانها لبيع الكتب الدينية والأثرية، بينما لا يزال المسجد كائنا فى مكانه، وإن لم يعد يقدم العلوم المجانية لرواده وتحولت التكية بدورها إلى مزار يروى أنها ذات يوم كانت تقدم الطعام والشراب بالمجان للمحتاجين.

"محمود عبد الفتاح" آخر من آل إليهم أمر إدارة مكتبة "صبيح" يروى لـ"اليوم السابع" ما يعرفه عن المحطات الثلاثة التى مرت بهم الوكالة ويبدأ من آخر محطة "سنة 1890 أسس رجل فلسطينى محب للكتب اسمه صبيح المكتبة وتناوب على إدارتها 32 أسرة من عائلة صبيح إلى أن حدثت اختلافات بينهم، خاصة أنهم لم يهتموا باستكمال ما بدأه الجد الأكبر وباعوا المكتبة لعائلة (عثمان) التى تتولى إدارة المكتبة حاليا".

أما تاريخ الوكالة قبل أن تتحول لمكتبة أثرية "أسسها أبو الدهب لإحياء صناعة الذهب فى مصر عشان تنفق على المسجد والتكية وبعد كده تحولت الوكالة لبيع المحاصيل فى الـ25 دكانا الموزعين على الدور الأول والثانى فى الوكالة، أما غرف الدور الثالث كانت مخصصة لسكن التجار اللى بيشتغلوا فى الوكالة".

فاصل زمنى مرت به الوكالة لمدة 15 عاما أغلقت فيهم بسبب الخلافات حول إدارتها إضافة إلى خضوعها للتجديدات ضمن خطة وزارة الثقافة لإعادة إحياء مصر القديمة، وأعيد افتتاح المكتبة التى تشغل حيز صغير فى مساحة الوكالة منذ 3 سنوات فقط، ويفخر "عبد الفتاح" بأن كتبها تعلم منها كبار المشايخ والعلماء ويعددهم "الشيخ عبد الحليم محمود، والشيخ عبد المتعال الصعيدى، والشيخ محمد رشيد رضا، والشيخ على جمعة، وشيخ الأزهر الحالى الدكتور أحمد الطيب".

وتضم المكتبة الأثرية العديد من أمهات الكتب "فيها كتب السير الذاتية للخلفاء الراشدين وآل بيت الرسول وصحابته، والنسخ الأصلية من كتب التراث الشعبى الأسطورى زى ألف ليلة وليلة والأميرة ذات الهمة وعنترة بن شداد".

بعض القطع الأثرية مازالت موجودة فى الوكالة يرشدنا إليها "عبد الفتاح": "لسه البئر اللى كان ينبع بالمياه العزبة موجود فى الوكالة لكن تم ردمه للخوف من تأثيره على الآثار الموجودة فى المنطقة، وموجود كمان آلة طباعة التى كانت بتطبع النسخ الأصلية وطباعات حجرية خاصة بالمكتبة، وهى أول ماكينة طباعة يدوية، يتم تعديلها لتعمل بالموتور وثانى ماكينة طباعة تدخل مصر بعد اللى أدخلتها الحملة الفرنسية"، أما أدوار الوكالة الثالثة فيتم استغلالها كمخازن للكتب فقط، وتشغل المكتبة مدخل الوكالة فقط.

بالصور.. وكالة أبو الدهب من سوق للذهب لمكتبة أثرية عمرها 123سنة 1.jpg

بالصور.. وكالة أبو الدهب من سوق للذهب لمكتبة أثرية عمرها 123سنة 2.jpg

بالصور.. وكالة أبو الدهب من سوق للذهب لمكتبة أثرية عمرها 123سنة 3.jpg

بالصور.. وكالة أبو الدهب من سوق للذهب لمكتبة أثرية عمرها 123سنة 4.jpg

بالصور.. وكالة أبو الدهب من سوق للذهب لمكتبة أثرية عمرها 123سنة 5.jpg

بالصور.. وكالة أبو الدهب من سوق للذهب لمكتبة أثرية عمرها 123سنة 6.jpg

بالصور.. وكالة أبو الدهب من سوق للذهب لمكتبة أثرية عمرها 123سنة 7.jpg



أكثر...