12/02/2007, 10:49 صباحاً




ابنة السلطان ركن الدين ، من أوفر نساء زمانها عقلا وأحسنهن وجها ، تعلمت فنون السياسة من صغرها ، ولما بلغت حد الكمال ازدادت رونقا وبهاء وعقلا ، ولما مات أبوها السلطان شمس الدين يلمش أجتمع الناس على أخيها ركن الدين وبايعوه بالملك فافتتح أمره بالتعدي على أخيه معز الدين فقتله فأنكرت عليه شقيقته رضية ذلك فأراد قتلها وأحست بذلك ، فلما كان بعض أيام الجمع خرج ركن الدين إلى الصلاة فصعدت رضية على سطح القصر القديم المجاور للجامع الأعظم ولبست عليها ثياب المظلومين وتعرضت للناس وكلمتهم من أعلى السطح وقالت لهم إن أخي قتل أخاه ظلما وهو يريد قتلي معه ، وذكرتهم أيام أبيها وفعله الخير وإحسانه إليهم فثاروا عند ذلك على السلطان ركن الدين وهو في المسجد فقبضوا عليه واتوا به إليها ، فقالت لهم : القاتل يقتل فقتلوه قصاصا بأخيه وكان أخوها ناصر الدين صغيرا ، فأتفق الناس على تولية رضية الملك فولوها واستقلت بالملك أربع سنين ثم أنها اتهمت بعبد لها من الحبشة فأتفق الناس على خلعها وتزويجها ، فخلعت وتزوجت من بعض أقاربها وولى الملك أخوها ناصر الدين .
ويروى أن خديجة بنت السلطان جلال الدين عمر بن السلطان صلاح الدين البنجالي وكان الملك لجدها هاشم لأبيها ، فلما مات أبوها ولي أخوها شهاب الدين وهو صغير السن فتزوج الوزير عبد الله بن محمد الحضرمي أمه ، وتغلب عليه وهو الذي تزوج أيضا هذه الملكة خديجة بعد وفاة زوجها الوزير جمال الدين ، فلما بلغ شهاب الدين مبلغ الرجال اخرج ربيبة الوزير عبد الله ونفاه إلى جزائر السويد واستقل بالملك واستوزر احد مواليه يسمى علي كلكلي ثم عزله بعد ثلاثة أعوام ونفاه ، وكان يذكر عن السلطان شهاب الدين المذكور انه يختلف إلى حرم أهل دولته وخواصه بالليل فخلعوه لذلك ونفوه إلى إقليم هلدتني وبعثوا من قتله بها ولم يكن بقي من بيت الملك إلا أخواته خديجة الكبرى ومريم وفاطمة ، فقدموا خديجة ملكة في سنة 740 للهجرة ....
حيث إنها كانت مالكة نحو ألفي جزيرة من جزائر الهنود التي تزيد عن الأربعين مليونا من العالم وجميعها من المسلمين وبقيت مالكتها مدة من الزمن بالعدل والإنصاف وقد طال ملكها نحو الثلاثين سنه وفي مدتها كانت جزائرها في غاية الرونق والبهاء ..