عزوف الناخب العراقي عن المشاركة الانتخابية :رؤية تحليلة تم نشره على وكالة الصحافة المستقلة - اخبار العراق.

د.باسل حسين تعد المشاركة الانتخابية احدى سمات العملية الديمقراطية،  وينظر لها على انها وسيلة  ا????ل ا?????? ??ن ا????م وا????و??ن من خلال دفع ???ع ا??رار الى الاستجابة ?ط???ت ا???خبين، كما انها اداة رئيسة يتم فيها اضفاء ا??ر??? ??? ?ق ا????م ?? ا???م. بيد ان تناول المشاركة الانتخابية اختلف طبقا لطبيعة هذا التناول والغرض منه والحقل المعرفي الذي تصدى له، فعلماء السياسة جنحوا الى توصيف المشاركة الانتخابية بالفعل التطوعي، وكذلك على انه وسيلة سياسية، او نشاط سياسي الهدف منه تحقيق هدف او مجموعة من الاهداف التي تقود الى المشاركة في صنع القرارات والسياسات العامة واختيار الحكام على المستوى المحلي او الوطني. اما فقهاء القانون فانهم تناولو المشاركة السياسية من حيث ارتباطه بالشرعية والمشروعية، إلا انهم رغم ذلك اختلفوا في توصيف الفعل هل هو حق ام واجب او انه سلطة ام ذو طبيعة مزدوجة، ونقصد بالطبيعة المزدوجة انه يتضمن ركنين او ثلاثة من الاركان التي ذكرت في آن واحد ” حق وواجب وسلطة”. اما علماء الاجتماع ، ولاسيما علماء الاجتماع السياسي فقد ركزوا على انه المجال الذي يتيح للافراد ان يعبروا ان ارادتهم الشخصية، والتأثير في الحياة السياسية. وبقدر تعلق الامر بالمشاركة الانتخابية في العراق بعد عام2003، فإنها جاءت في ظروف غير طبيعية، تمت ممارسة جزء كبير منها تحت سلطة الاحتلال مما طرح مسالة شرعيتها من عدمه لدى طائفة واسعة من العراقيين، فضلا عن أسئلة اخرى انتجت عدة ظواهر لعل من اهمها مسالة عزوف الناخب العراقي عن المشاركة الانتخابية. وتعد انتخابات (30 كانون الثاني من عام 2005) الاولى بعد عام (2003) والتي جرت من أجل انتخاب الجمعية الوطنية، التي القيت على عاتقها كتابة الدستور وبلغت نسبة المشاركة فيها (58.60)، وحسب ارقام المفوضية العليا المستقلة فان نسبة المشاركين كانت مرتفعة في المحافظات الجنوبية بحدود (80%) وكذلك في اقليم كردستان وبنسبة (%90 ) بينما في المناطق السنية كانت منخفضة جدا، فعلى سبيل المثال بلغت نسبة المشاركة في الموصل (10%)  غالبيتهم  من الاكراد وفي الانبار (2%)، بينما شارك مصوتو الخارج في (14) دولة بنسبة (30%). وبعد اقرار الدستور جرت انتخابات تشريعية من اجل اختيار اعضاء البرلمان وقد جرت الانتخابات في (15) كانون الاول عام 2005 كانت نسبة المشاركة فيها حسب ارقام المفوضية العليا المستقلة للانتخابات (76.36%)، حيث شارك 11.888.911 ناخبا من اصل 15.568.702، وسجلت فيها المحافظات السنية مشاركة واسعة فعلى سبيل المثال وطبقا لاحصاءات المفوضية فان نسبة المشاركة في محافظة صلاح الدين بلغت (98.4%) وفي الانبار بلغت النسبة ( 98.4%) ، وكذا الحال مع اقليم كردستان حيث بلغت نسبة المشاركة في اربيل (95.3%) وفي السليمانية (84.2%) ، اما المحافظات الجنوبية ذات الغالبية الشيعية فقد سجلت مستوياتمرتفعة لكنها ادنى من المحافظات الاخرى، فعلى سبيل المثال كانت ادنى نسبة هي في محافظة القادسية (64.7%) تليها محافظة محافظة المثنى، إذ كانت النسبة (66.1%). وتبدو ارقام المفوضية هذه خاضعة للجدل والتشكيك، لانه من غير المنطقي التسليم بهذه الارقام المرتفعة، فالاوضاع كانت مضطربة وهناك طائفة واسعة من الجمهور العراقي، لاسيما في المناطق السنية التي كانت تقاطع العملية السياسية، واسباب اخرى كثيرة تدعو الى الريبة والشك، وهذا يعطي تصورا مفاده ان هذه الارقام اما كانت تخضع لاجندات سياسية واضحة، او ان عمليات تزوير كبرى شابت هذه الانتخابات  وادت الى مثل هذه الارقام المرتفعة. المشهد الانتخابي التالي كان هو انتخابات مجالس المحافظات 2009 وبلغت نسبة المشاركة فيها (51%) واستثنيت منها محافظات اقليم كردستان مع محافظة كركوك”، ووفقا لارقام المفوضية فان اعلى نسبة مشاركة كانت لمحافظة صلاح الدين وبلغت (65%) تليها المثنى (61%) ثم نينوى (60%) اما ادنى نسبة فكانت في محافظتي الانبار وبغداد حيث بلغت النسبة ( 40%) . وقد عادت نسبة المشاركة الانتخابية الى الارتفاع في انتخابات عام 2010 ، إذ بلغت النسبة (62.4%) وكانت أعلى نسبة مشاركة سجلت في محافظة دهوك وبلغت (80%) في المائة من نسبة الأشخاص الذين يحق لهم المشاركة في الانتخابات، فيما سجلت محافظة ميسان أقل نسبة (50%)، تليها محافظة بغداد بنسبة (53%). واجمالا فقد سجلت محافظات اقليم كردستان نسبة عالية فبالاضافة لدهوك سجلت اربيل نسبة مشاركة اربيل (76%)  وفي السليمانية (73%). اما في المحافظات ذات الاغلبية السنية فقد كانت النسبة متوسطة، حيث وأظهرت نسبة المشاركة في المحافظات ذات الغالبية السنية محافظة نينوى( 66%) وفي صلاح الدين( 73%) وفي ديالى ( 62%) في المائة وفي الأنبار (61%). اما المحافظات الجنوبية ذات الأغلبية الشيعية فسجلت نسب تراوحت بين المتوسطة والاقل من المتوسط وكالاتي : البصرة (57%) ، ذي قار (60%) ، واسط (60%) ، النجف والمثنى (61%) لكل منهما، و (62%) في كل من كربلاء والقادسية، و (63%) في بابل. اما المحطة الاخيرة في الانتخابات فكانت في انتخابات مجالس المحافظات لعام 2013 وبلغت النسبة (51%) بعد اضافة التصويت الخاص، وبلغت نسبة المشاركة في المحافظات صلاح الدين بلغت (61%) وفي ديالى (51%) وفي البصرة (42%) وفي بابل (54%) وكربلاء (54%) وفي النجف بلغت (53%) وفي الديوانية (58%) وذي قار (50%) و وميسان (44%) والمثنى (59% ) الانبار (49.5%) ونينوى (37.5%). في حين كانت بغداد الاقل وبنسبة (33%). وقد اعلنت بعض المنظمات المدنية المختصة مثل عين وشمس في مراقبة ان نسبة المشاركة في انتخابات مجالس المحافظات وصلت الى (46%) وليس مثلما ذكرت المفوضية العليا للانتخابات انها (51%). ولو اخذنا ارقام المفوضية بقضها وقضيضها، فاننا نصل الى نتيجة مفادها ان هناك تبايبنا بين صعود وهبوط في المشاركة الانتخابية، اما اذا اعدنا تقسيمها حسب طبيعتها من حيث كونها تشريعية ام مجالس محافظات ، فان هناك تراجعا في مستوى المشاركة في الانتخابات التشريعية من (76.4%) عام 2005 الى (62.4%) في حين حافظت نسبة المشاركة الانتخابية على معدلاتها في انتخابات مجالس المحافظات وبنسبة (51%) لعامي 2009، و2013. ويخشى من ان تسجل الانتخابات التشريعية التي ستجرى في نيسان عام 2014 مستويات متدنية من المشاركة الانتخابية ويعزى ذلك الى عدة اسباب لعل من اهمها الاحباط الذي بدأ يتسلل الى قلوب وعقول الناخب العراقي من العملية الانتخابية والعملية السياسية ككل، نتيجة الفشل في الاداء الحكومي واداء الطبقة السياسية […]

عزوف الناخب العراقي عن المشاركة الانتخابية :رؤية تحليلة تم نشره على وكالة الصحافة المستقلة - اخبار العراق.



أكثر...