المرض النفسى لا يختلف كثيرا عن المرض العضوى، إلا أن الكثيرين يخجلون من الاعتراف بالمرض النفسى، فالمرض النفسى غالبا ما يؤثر على تعامل المريض مع زملائه فى العمل.

يقول الدكتور أحمد هارون، استشارى العلاج النفسى وعلاج الإدمان، إن الوسواس القهرى من الأمراض النفسية الخطيرة والتى قد تصيب الإنسان، وغالبا ما تجعله يفقد كثيرا من علاقته مع الآخرين، حيث إن مريض الوسواس القهرى يعانى من سيطرة فكرة معينة، ومن خلال تلك الفكرة يتصرف ويتعامل مع الآخرين، وعلى الرغم من أنه هو ذاته قد يشعر بتافهة الفكرة، إلا أنه لا يستطيع الفكاك منها.

وأضاف "هارون" أن الإصابة بالوسواس القهرى، ترجع إلى ثلاثة أسباب، الأول هو علاقة وراثية، حيث إن المرضى الذين يعانون من هذا المرض، يكون الأقرباء من الدرجة الأولى الأكثر عرضه أو استعدادا للإصابة بهذا المرض، أما السبب الثانى فهو وجود خلل بشخصية الإنسان، حيث يعتقد بعض علماء النفس إن مريض الوسواس القهرى هو شخص تعرض لخلل فى تكوين الشخصية خلال مرحلة الطفولة.

وأشار "هارون" إلى أن السبب الثالث هو الإصابة الفسيولوجية، حيث إن البعض يرى أن المرض النفسى هو مرض يرتبط بالأساس بوجود اضطرابات بموجات المخ، وتزيد نسبة الإصابة بهذا المرض فى السن المبكرة، إذ تبلغ نسبة حدوثه تحت سن 25 سنة نحو 65% من المرضى، بينما فى سن 35 سنة 15%، مشيرا إلى أن الوسواس القهرى من الأمراض النفسية الأقل انتشار فى العالم حيث تبلغ نسبته فى المجتمع 5% فقط.

وأوضح هارون أن الشخص المصاب بالوسواس القهرى يمتاز بعدد من الصفات، مثل عدم المرونة، بالإضافة إلى أنه يحاول الالتزام بالمواعيد والنظام، والدقة فى اختيار الأمور والأعمال، والاهتمام بالتفاصيل الدقيقة لكل التفاصيل مهما صغرت.

وأشار هارون إلى أن الصفة المميزة لمريض الوسواس القهرى، هو الشك الدائم، بالإضافة إلى وجود فكرة الاضطهاد، ويرجع ذلك بسبب التعرض فى طفولته إلى الكثير من الضغوط أو الظلم، لذلك يكون عرضه لوجود وسواس وشكوك كثيرة، بالإضافة إلى أنه كثير التصادم مع الآخرين، مشيرا إلى إن الإنسان الناجح يحتاج لبعض سمات الشخصية الوسواسية حتى يستطيع تنظيم ذاته، ولكن إذا زادت عن الحدود الطبيعية تصبح معرضة لصاحبها بالصدام مع الزملاء والرؤساء ومع المجتمع ككل.



أكثر...