تقع دولة المكسيك في أمريكا الوسطى، تحدها من الشمال الولايات المتحدة ومن الجنوب الشرقي جواتيمالا، ومن الغرب المحيط الهادي ومن الشرق خليج المكسيك والبحر الكاريبي، وهي تقع في أقصى شمال أمريكا اللاتينية وهي ثالث أكبر دولة في تلك القارة،
يرجع اسم المكسيك إلى الكلمة القديمة في لغة ناهواتل ( مكسيكا ) والتي تعني ( الشمس ).
ومكسيكو سيتي هي العاصمة وأكبر المدن،
واللغة الرسمية في البلاد هي اللغة الأسبانية، ويبلغ إجمالي المساحة مليوناً و972550 كم مربع.
ويبلغ عدد السكان 104 ملايين و907991 نسمة.

العملة : البيسو


المكسيك والحضارة 6843.jpg


المكسيك والحضارة 6844.jpg

يقع جزء كبير من البلاد داخل النجد المكسيكي المعروف باسم وادي المكسيك، وهو نجد مغلق من حدوده فيما عدا من الجنوب، والبلاد مقسمة إلى جزأين متساويين، تقسمهما صحراء سييرا دي أوجوسكو.
وتعتمد البلاد بصورة أساسية على الزراعة، ومن أهم محاصيلها الحبوب والسكر والقهوة والفواكه. كما توجد بعض الصناعات الهامة مثل القطن والصوف والدقيق والمنتجات الغذائية والفخار. وقد كانت المكسيك مهدًا للعديد من الحضارات الأمريكية الأصلية القديمة، ولحضارات مثل المايا والآزتيك.
قبائل المايا والآزتيك وترجع أصول حضارة المايا المكسيكية إلى أكثر من 3 آلاف عام، وكانت أوائل آثار المايا عبارة عن مقابر على شكل تلال، والتي كانت تعد الشكل الأولي لأهرامات الشمس التي تم بناؤها بعد ذلك.
وقد قامت حضارة المايا ببناء مدن مشهورة مثل تيكال وبالنكي وكوبان وكالاكومال، وقد أقاموا إمبراطورية في تلك المنطقة تعتمد على الزراعة وتتكون من العديد من المدن المستقلة، ومن أشهر آثار المايا هي الأهرامات التي تم بناؤها في مراكزهم الدينية وقصور حكامهم المجاورة لها، كما أن من أشهر أعمالهم هي الأحجار المستديرة والتي تصور حكمهم وأنسابهم وانتصاراتهم العسكرية.



المكسيك والحضارة 6845.jpg



المكسيك والحضارة 6846.jpg

وقد سكنت قبيلة الآزتيك المكسيك من القرن 14 وحتى القرن 16، وهي قبيلة لديها كم كبير من الأساطير والتراث الثقافي، وفي لغة (ناهواتل) اللغة الرسمية للآزتيك تعني كلمة الآزتيك أنها القبائل الآتية من (آزتلان) وهي مدينة أسطورية في شمال المكسيك.

تعد مدينة مكسيكو سيتي من أكبر المدن في قارة أمريكا الشمالية وتحتل مساحة من أكبر المساحات الحضرية في العالم، فالمدينة على شكل بيضاوي عرضه 40 كم وطوله 60 كم، وتقع المدينة على ارتفاع 2240 مترًا فوق سطح البحر، وكان جزء كبير من المدينة يقع تحت مياه بحيرة تيكسكوكو حتى القرن السادس عشر، وقد وصل أول الفاتحين الأسبان هيرنان كورتيز إلى مشارف المدينة عام 1519، ولكنه فشل في غزوها حتى 13 أغسطس عام 1521، بعد قتال ضارٍ دمر معظم أنحاء مدينة الآزتيك القديمة.
وقد استضافت المكسيك الدورة الأوليمبية الصيفية لعام 1968، في أثناء فترة قلاقل سياسية وقعت فيها مذبحة الطلبة المتظاهرين في تلاتيلولكو قبيل افتتاح الدورة.
ومكسيكو سيتي واحدة من أكبر مدن العالم، وقد حدثت أكبر زيادة في مساحتها وعدد سكانها في القرن العشرين، ففي الخمسينيات كان عدد سكان المدينة 3 ملايين نسمة، أما في عام 2000 فقد وصل عدد سكان المدينة إلى 18 مليون نسمة في المناطق الحضرية التي يبلغ مساحتها 5 آلاف كم مربع، كما تسهم سلسلة الجبال المحيطة بالمدينة وكأنها وعاء لها في مشكلة التلوث الهوائي الخطيرة هناك.
وقد ساعد النمو في مجالات الزراعة والتعدين على تشجيع نمو المناطق الحضرية، مما حول تلك المنطقة إلى واحدة من أخصب المصادر المكسيكية للمعمار والفن في عهد الاحتلال.
أهم المدن
مدينة سانت لويس بوتوسي أنشئت في عام 1583 كإرسالية للفرنسسكان المبشرين، ثم ما لبثت أن أصبحت أهم المدن الرئيسية التي أنشئت حول المناجم في المنطقة، وقد حافظت على أهميتها كعاصمة للمنطقة ومركز صناعي، والمدينة تنتج المنسوجات والمعادن كما لا تزال المدينة تحافظ على تقاليدها وأعيادها الدينية. والمدينة تم إنشاؤها على سهل منبسط، وبها العديد من الساحات العامة والمتاحف والأسواق والكافيتريات كما تتمتع بالهدوء التام، والمناطق المحيطة بها تسمح بممارسة النشاطات الرياضية والسياحة البيئية، وذلك بسبب طبيعة المدينة الهادئة. كما تعتبر مدينة كانكون من المدن السياحية من الطراز الأول فبها بنية سياحية أساسية وخدمات وأشهر سلاسل فنادق في العالم، وتقع المدينة على خليج صغير على البحر الكاريبي وبها العديد من الرياضات المائية ويمكن للزوار ركوب قوارب (الكاياك) الصغيرة والإبحار بها.

وبالمدينة العديد من بقايا حضارة المايا، ومتاحف تعرض نماذج من تاريخها، كما تنتشر في المدينة المتاجر التي تبيع المنتجات اليدوية من كافة أنحاء البلاد وبالطبع القبعة المكسيكية العريضة الشهيرة، وتعد المدينة من أهم المزارات السياحية في البلاد، وتتمتع بمناخ معتدل طوال العام، وبها شواطئ بيضاء دافئة خلابة تغسلها مياه البحر الكاريبي، وتعد مكانًا مثاليًا للتزحلق على المياه والإبحار باليخوت والغطس والصيد.
تسمى سان كريستوبال دي لا كاساس ب (المدينة الملكية)، وتم إنشاؤها عام 1528 على يد ديجو مازاريجو، وتعد من أجمل مدن المستعمرات القديمة في المكسيك، وتحوطها هالة سحرية من فخامة المستعمرات الملكية والتراث الأصلي المكسيكي القديم، ولا تزال تحافظ على عراقة كنائسها وميادينها وشوارعها المرصوفة بالحصى الصغير، وأسقف المنازل المصبوغة باللون الأحمر، والمنازل المملوءة بأحواض الزهور والطراز المعماري الفريد للقرن السادس عشر وما بعده.
وكما أن المكسيك تعد معبرًا جغرافيًا ما بين القارتين الأمريكيتين، فإنها تعد كذلك معبرًا ما بين ثقافات أمريكا الشمالية واللاتينية، بين الماضي والحاضر، بين الاستعمار والاستقلال، وملتقى المحيطين الأطلنطي والهادئ، كما كانت محطة التقاء ما بين الحضارة الهندية القديمة وبين حضارات الأسبان والفرنسيين والأمريكان