الحادثة الطريفة التي جمعت بين (حبزبوز) والشاعر (العلاف والرصافي)





جميل الطائي
كاتب عراقي

مِن خلال زياراتي الميدانية لمحلة (الحيدر خانة)
إحدى محلات الجانب الشرقي من بغداد
وبصورة خاصة عند مروري من زقاقها الضيق المجاور لجامعها المعروف
والذي تنتسب المحلة إليه
فاني عندها استذكر تلك الحادثة الطريفة
التي سمعتها والتي جرت وقائعها في تلك المحلة
للأستاذين الناقد الصحفي الفكه نوري ثابت القيسي صاحب جريدة (حبزبوز)
والشاعر عبد الكريم العلاف
ومن ثم الشاعر الكبير معروف الرصافي
إما أصل تلك الحادثة او النادرة الطريفة ان صح التعبير فهي كالأتي:

بينما كان الصحفي والناقد الساخر نوري ثابت (حبزبوز)
صاحب الجريدة اللاذعة الموسومة بـ (حبزبوز)
يسير برفقة صديقه الحميم
الشاعر المعروف والمغمور بنفس الوقت عبد الكريم العلاف
في زقاق محلة (الحيدر خانة)
وكما هو معروف عن غالبية تلك المحلات بأزقتها الحلزونية
ودرا بينها الضيقة فإذا بهما يصادفان إمامهما
مجموعة من (الحمير ) تسير بعكس اتجاه سيرهما
ولما كان الشاعر العلاف يسير ببطء بعكازه
متقدماً صديقه نوري ثابت
فقد تجاوز بسلام الاصطدام والاحتكاك بتلك الحمير
بينما أصابت (حبزبوز) بـ(دعجة) قوية
عندها لم يستطع الأخير السكوت
على هذه (الدعجة) من دون إن يشملها بإحدى تعليقاته اللاذعة
لذلك قال لصديقه العلاف
وكان في تلك الحقبة يعمل (أي العلاف ) ببيع التبن والعلف
في محلة (خام لاوند):
(مولانة .... هسه أفاتهمنه الزمايل تعرفك أتبيع أشعير وتبن
أو مدعجتك هسه مواني صديقك
أو جان ألخاطرك ما دعجني )
وخلال حديثهما هذا كانا قد وصلا مقهى (حسن عجمي )
حيث كان يجلس فيها الشاعر الكبير معروف الرصافي
فما إن سمع ما حدث لهما مع تلك (الحمير )
حتى قال موجهاً كلامه إلى (حبزبوز) :
(( شوف أبو ثابت أنت لازم تفتح ( دورة لتدريس الحمير )
طريقة السير بالشارع ابنزاكه
حتى تتخلص من الدعجات ))

فضحك الجميع لهذا التعليق



( تعقيب وصور )


حادئة طريفة بين حبزبوز والشاعر الرصافي ZO604305.bmp

الكاتب الهزلي نوري ثابت صاحب المجلة الفكاهية ( حبزبوز )






حادئة طريفة بين حبزبوز والشاعر الرصافي OKK04309.bmp

الشاعر الكبير معروف الرصافي



معنى كلمة.... ( حبزبوز )


هو أسم لشقي من أشقياء بغداد ...
اسمه ( أحمد حبزبز أبن الملا عليوي ) وكان هذا الرجل شريرا
لكنه كان فكها سريع البديهة وصاحب نكتة رهيب
ويسخر ممن حوله .... ووالده كان تقيا ورعا ويكره تصرفات ولده
كان دائم النصح والارشاد له حتى يبعده عن طريق الشر والاشرار .....
واصطحبه يوما لصلاة العيد
وعندما أذن المؤذن للصلاة ...
رفع أحمد حبزبز يديه نية للصلاة وقال بصوت عالي :

(( نويت أن أصلي ركعتين ( جفيان ) شر ملا عليوي ))

وما أن سمع المصلون كلامه
حتى قاموا بضربه وطردوه من المسجد
وذهب قوله من حينها مثلا دارج عند أهل بغداد
إلى يومنا هذا ويقولون لكي يتجنبوا ثقيل القول والمشاجرة .....
(( راح اعوفك جفيان شر ملا عليوي ))
ومعنى ( جفيان ) ... التجنب ( تجنب ) أو الابتعاد عن
ومن هذا الأسم جعله نوري ثابت
عنوان لجريدته الفكاهية
والتي كان لها صدى كبير في الساحة العراقية






الى حلقة أخرى