سواء كان الشخص رافضاً أو متعاطفاً مع جماعة الإخوان لاشك سوف يسأل نفسه عن الهدف الذى تضعه الجماعة وطلابها، من تعطيل الدراسة أو حرق جامعة الأزهر، أو التعدى على الأساتذة والموظفين، خاصة أن العدوان مسجل بالصوت والصورة ينفى عن الجماعة سلميتها، ويكشف عن عدوانية مرضية، تتجاوز التعبير عن الرأى إلى العدوان والاستفزاز.
لقد راهنت جماعة الإخوان دائماً على أنها ناجحة فى صناعة فيديوهات تظهرها مظلومة ومعتدى عليها، لكن خلال الأسابيع الأخيرة، بدت هناك رغبة لدى من يخططون فى الظهور بمظهر القوة والتهديد والاستفزاز، وخلال أقل من أسبوع، شاهد الناس فيديوهات لمتظاهرى الجماعة يطلقون النار على الشرطة بالعمرانية يوم الجمعة، وفى اليوم التالى كانت عملية حرق متعمدة لكلية تجارة الأزهر، ومولوتوف معلن، ومحاولات متعمدة لتعطيل الامتحانات وتهديد الطلاب الذين يمثلون أغلبية، يريدون إنهاء الامتحانات.

قبلها كان الفيديو الفضيحة الذى كانت فيه بنات الجماعة يعتدين بالضرب على أستاذة ويجردنها من ملابسها ويصورنها عارية، وهو سلوك لايتنافى فقط مع أى مبادئ أخلاقية، لكنه يناقض صورة البنت الخجولة، ويكشف عن توحش يتجاوز كل المعايير، خاصة أن صور المعتديات ظاهرة تماما، بما يكشف عن جريمة تعدٍ وضرب وهتك عرض. ويكشف الفيديو عن تجرؤ وتوحش غير مسبوق، والمثير أن البنات كن يهتفن بفرح وهن يجردن الأستاذة من ملابسها ويعتدين عليها، وهى لا تملك من أمر نفسها شيئاً غير الاستغاثة والصراخ.
لقد تعاطف البعض مع بنات الجماعة بالإسكندرية فى مواجهة حكم بالحبس، لكنهم اليوم يتفرجون على صورة أخرى، تكاد تتشابه مع صور فى السينما لفتيات بريئات ينقلبن لمصاصات دماء، فهل يمكن التسامح مع فتيات شريرات تمارسن كل هذا العنف، وهن يصورن المشهد ويعرضنه للتشهير بعورة سيدة؟. وفى نفس الوقت كانت مواقع الإخوان تعرض مشاهد لفتاة تتعرض للضرب والسحل من الأمن، فى تناقض غريب، ربما يسقط التعاطف ويجعل مكانه غضب ورفض للجماعة وتصرفاتها.

ثم يتكرر المشهد مع طلاب يتركون التظاهر ويمارسون حركات بذيئة لاستفزاز الأمن، بالشتائم والطوب والعصى، بهدف جر الأمن لمواجهة واعتداء، ربما يحظون منه بصورة أو فيديو يواصلون به الكفاح ضد الجميع.

المشهد يشير إلى احتمالات، منها أن القيادات التى تخطط للجماعة حالياً تسير على نفس نهج القيادات السابقة فى استمرار الصدام بلا هدف، والدفع بأكبر قدر من الطلاب فى أتون حرب يخسرون فيها مستقبلهم، وربما حياتهم، من دون أن يحققوا أى تعاطف، ولو من بعيد مع قضيتهم، بل يكسبون أعداءً جدداً، وبالتالى يفقدون ما يتصورون أنهم ربحوه خلال الفترات السابقة.

ثم أن العنف المتكرر، يبرر الإجراءات التى تتخذها الحكومة، ويغلق أى باب للتبرير أو التعاطف، مع الأخذ فى الاعتبار كمية الشائعات التى يتبادلونها، والتصرفات التى تؤكد ارتكاب العنف وتنفى المظلومية، وتضاعف من حجم الغضب والعداء للجماعة وأنصارها، ممن يكررون نفس التصرفات التى تسببت فى سقوطهم بالسلطة، ويتوقعون نتائج جديدة من نفس الخطوات.