صوموا كصومِ العابِدِ المُتَيَقِّن ِ
لا دونَ ذلكَ في الصِّيامِ المُدْهَن ِ !
فالصّومُ شِرْعَةُ ربِّنا بِكتابِهِ
فيها الجوارِحُ بالصّيامِ الأحْسَن ِ !
فصيامُ عَبْدٍ طائِعٍ لِإلهِهِ
يرْقى لِأسْبابِ السّماءِ بِمَأمَن ِ !
فالشَّرْطُ فيهِ مُكَمِّلٌ بتكامُلٍ
صومُ اللسانِ وقلبُهُ لِلأعْيُن ِ !
فالصَّومُ حقّاً في صيامِ أكُفِّنا
وصيامُ رِجْلٍ عَنْ مَسيرٍ مُفْتِن ِ !
وصيامُ عينٍ عنْ محارِمِ غيرِنا
وصيامُ أُذْنٍ عَنْ حَديثِ الألسُن ِ !
ما كانَ فيها مُفْطِراً لِصيامِنا
وصيامُ صَدْرٍ بالأنينِ المُحْزِن ِ !
وأنينُ صَدْرٍ سالِمٍ في نَبضِهِ
ذِكْرُ الحُسينِ بِرأفَةٍ وتَحَنُّن ِ !
فالصّومُ لا يَعْني صيامَ بطونِنا
فصيامَ بَطْنٍ في اليَسيرِ المُمْكِن ِ !
فالعَزْفُ عنْ أكْلٍ لِبعْضِ مواقِتٍ
حتى لِنَشْعُرَ بالفقيرِ المُوْهَن ِ !
والصّومُ في كلِّ الجوارحِ يَرْتقي
لِحياةٍ عَبْدٍ ناسِكٍ مُتَمَسْكِن ِ !