باحثون ألمان يختبرون تكنولوجيا جديدة تسهل حياة المسنين في المنزل

القدس : 18 آب 2011

باحثون ألمان يختبرون تكنولوجيا جديدة تسهل حياة المسنين في المنزل 299x800-fit.jpg
رعاية للمسنين


براونشفايغ (ألمانيا) - باحثون ألمان يختبرون تكنولوجيا جديدة تسهل حياة المسنين في المنزل alqudslogo2.gif، د ب ا -
يقوم باحثون من جامعة براونشفايغ التقنية في ألمانيا باختبار فكرة تجهيز منازل كبار السن بشبكة من الأجهزة الحساسة التي تساعدهم على الإقامة وحدهم في منازلهم لفترة أطول.

ويتضمن المشروع البحثي نموذجا لمنزل مزود بشبكة من الأجهزة الحساسة العاملة. والهدف من هذا المشروع هو استخدام الأجهزة الإليكترونية لمساعدة المسنين والمرضى على الاعتماد على أنفسهم لفترة أطول داخل منازلهم.

ويقول البروفيسور راينهولد هوكس: "مشروعنا فريد من نوعه في ألمانيا، ليس فقط لأن هناك مجموعة من العلماء تقوم على تنفيذه، بل كذلك لأنه يتضمن مؤسسات مهمة ضرورية للتحول العملي إلى التكنولوجيا الجديدة. ومن بين هؤلاء مسؤولون من قطاع الإسكان وأطباء ومسؤولو خدمات اجتماعية ومقاولو بناء".

يعمل هوكس رئيسا لمعهد "بيتر ال. رايكرت" لعلوم الحاسوب الطبية، والذي تدعمه جامعة براونشفايج التقنية وكلية الطب في هانوفر.

وتريد شركة "نيبلونجن" للبناء في براونشفايغ عرض أول منازل اليكترونية للإيجار في العام المقبل.

يشتمل النموذج المنزلي الذي أقيم في الجامعة التقنية على حجرتي نوم ومطبخ ودورة مياه، كما أنه مزود بكافة ما يلزم من قطع الأثاث.

يعتبر هذا المشروع بمثابة ورشة عمل تجريبية مزودة بأجهزة حساسة في كل مكان وأجهزة لرصد الحركة ومفاتيح كهربائية إضافية. وثمة أجهزة إلكترونية ملحقة بالأبواب والنوافذ والأجهزة المنزلية والأثاث والمصابيح الكهربائية. ويقول مدير المشروع مايك بيلشكه: "كل شيء متصل بالشبكة".

تشمل الأجهزة التي جرى اختبارها بالفعل جهازا يضيء الأنوار عندما ينهض الساكن من النوم في الليل لدخول دورة المياه.

وينطفئ الموقد وكافة الأنوار في المنزل عندما يغادره قاطنه. كما يمكن للمسن أو المريض فتح وغلق النوافذ والأبواب وهو جالس على كرسي باستخدام جهاز تحكم عن بعد.

ويتميز المنزل الجديد بأن جميع أرفف المطبخ وأرفف المكتبة به قابلة للحركة، ويمكن خفضها لتصبح في متناول اليد. كما تضيء الأنوار ويعمل جهاز التلفزيون بشكل تلقائي في حال الاشتباه باقتحام أحد اللصوص للمنزل.

أما أجهزة رصد الحركة، التي يتم تركيبها في ملابس الشخص المسن أو المريض أو في حزامه، فهي مهمة لأنها سريعا ما تسجل أي سقوط لساكن المنزل وتبعث بإشارة تعمل على إجراء مكالمة طوارئ بأحد أفراد العائلة ممن على اتصال بالشخص المعني، أو بمركز للخدمات الاجتماعية أو بطبيبه الخاص.

يقول بليشكه: "بعض هذه الأنظمة توفر المزيد من وسائل الراحة داخل المنزل وقد تكون شائقة لبعض الأشخاص الآخرين".

غير أن مزايا النموذج المنزلي لا تقف عند هذا الحد.

فالبيانات التي تجمعها الأجهزة الحساسة يمكن تخزينها على جهاز كمبيوتر لتحديد الأعمال الروتينية اليومية لساكن المنزل وأنماطه السلوكية.

وعندما يتغير الروتين أو السلوك فإن ذلك قد يكون مؤشرا لإصابته بمرض أو حدوث شيء. ومن ثم يمكن لهذه المنظومة أن تستجيب إما بإسداء النصيحة لساكن المنزل، كأن تقول له: "قم بزيارة الطبيب"، أو بإبلاغ الطبيب نفسه.

علاوة على ذلك، سيتسنى للأطباء في المستقبل الاتصال بهذه المنظومة عبر الانترنت، وتحديد الحالة الصحية للمريض.

يقول ريديجر فرانكه، الرئيس التنفيذي لشركة "نيبلونجن" التي تمثل أكبر جمعية اسكان في المدينة: "يجب علينا التكيف مع التغير الديموغرافي وتوفير المزيد من المنازل المجهزة بخدمات إضافية لإقامة المسنين".

جدير بالذكر أن نصف سكان براونشفايج سيبلغون من العمر 65 عاما أو أكثر بحلول عام 2030.

ويتفق المشاركون في المشروع على أن قبول هذه المنازل الجديدة لا يتوقف فقط على مدى حماية البيانات الشخصية للساكن، بل كذلك على مدى قدرته على تحمل تكاليف هذه التكنولوجيا.