سلم المصريون أجسادهم للسلطة منذ منتصف القرن التاسع عشر، مع تحديث الدولة وإقصاء الخيال القديم الذى كان يكفر عمل الأطباء، وأصبح لكل واحد شهادة ميلاد وشهادة وفاة وعنوان مثبت، ولكنهم احتفظوا ببياناتهم الشخصية لا يطلعون عليها إلا السلطة، أو فى البيع والشراء والزواج وما إلى ذلك، ويخاف المصرى ـ وعنده حق ـ من وقوع بياناته فى أيدى أشرار قد يورطونه فيما لا تحمد عقباه، لم يخلصهم من هذا الخوف إلا رغبتهم فى التخلص من حكم الإخوان المسلمين، فكتبوا أرقامهم القومية وأسماءهم كاملة على استمارات «تمرد»، التى كانت لها فعل السحر وجمعت الناس على هدف واحد نبيل لاسترداد مصر، كانت حركة تمرد إبداعاً مصرياً، وسع من تعريف ...

أكثر...