أعياد الميلاد، المولد النبوى، عيد الفطر، والأضحى، هى مواسم البهجة للناس عامة ولدسوقى إبراهيم، بائع الطراطير والزينة، خاصة؛ حيث يتجول بعربته فى شوارع شبرا فى الأعياد لبيع الطراطير والبلالين إضافة إلى أقنعة وقبعات بابا نويل التى زود عربته بكميات منها بمناسبة أعياد الإخوة المسيحيين، التى تكون وش السعد عليه وعلى أسرته كما يؤكد لليوم السابع قائلا، "فى المواسم والأعياد بنزل بعربيتى وبمشى من قليوب لشوارع شبرا استرزق والعيال الصغيرة لسه بيفرحوا بالطراطير الورق اللى بعملها بنفسى"، وليواكب العصر يشترى القبعات والبلالين والأقنعة بالجملة من حارة اليهود.

لدسوقى ذكريات مع "الطراطير" عمرها يساوى عمره؛ ففى بيتهم المتواضع بمحافظة القليوبية كان والده "إبراهيم أبو زيد" يصنع من الورق الملون واللصق "بهجة الأطفال" فى الأعياد، وكان يحلو للابن "دسوقى" أن يرتدى الطراطير ويلهو بها مع الأطفال لكنه حين كبر رفض أن يسرح على عربة طراطير أبيه وتمرد على صنعته لأنها كانت بالنسبة للفتى قوى الساعد وقتها مهنة لا تليق بالرجال، وعوضا عنها اختار أن يكسب قوته من حمل الزلط والرمال وأدوات البناء.

لكن قبل 15 عاما حدث ما جعل "دسوقي" يسحب كلماته ويعود مجبرا لمهنة أبيه التى سخر منها من قبل، ويعود الرجل ذو ال 45 عاما بذاكرته إلى تلك الفترة قائلا:" كنت شاب متعافى وشايف نفسى وقلت لأبويا خليك أنت فى الطراطير بتاعتك وأنا هشتغل فواعلى عشان أعرف أتجوز وأفتح بيت، وفعلا فضلت سنين اشيل الرمل والزلط لحد ما اكتشفت أن قلبى تعبان ومقدرتش أكمل فى الشغلانة دى وساعتها ملقتش قدامى غير عربية أبويا جددتها وبقيت أعمل زيه الطراطير فى البيت وأسرح بيها فى الشوارع".

"دسوقى" يجر عربة الطراطير والبلالين فى المواسم فقط ويعيش باقى العام على 300 جنيه قيمة المعاش الذى يصرف له من الضمان الاجتماعى وهو ما لا يكفى ليقتات منه وينفق على أسرته المكونة من ثلاثة نساء حين يرد ذكرهم تهل الابتسامة إلى شفتيه "عندى بنتين "منى" لسه فى ابتدائى و"ندى" ماشاء الله عروسة وأمهم وربنا يعينى على رزقهم".

ليس لدسوقى رأى أو انتماء سياسى فكل ما يعنيه هو أن تستقر الأوضاع حتى يستطيع الغلابة والأرزقية مثله أن يعيشوا.

لمزيد من أخبار المنوعات..

بالصور.."ريهام"تدشن معرضها الأول لـ"الروبابيكيا"بنظرة مختلفة للكراكيب

المايونيز والثوم وزيت الزيتون للعناية بالشعر المصبوغ والتالف

بالصور.. أجمل ألوان ماكياج لصاحبات البشرة السمراء



أكثر...