حربنا ضد الارهاب.. ليست حرباً اهلية او ضد دولة اخرى تم نشره على وكالة الصحافة المستقلة - اخبار العراق.

عادل عبد المهدي اعلنت دولاً كثيرة استعدادها لدعم العراق لمحاربة الارهاب ومنها امريكا وايران وتركيا، وهذا امر مهم.. واعلنت القوى السياسية والهيئات الدينية والعشائرية والشعبية دعمها لمحاربة الارهاب بكلمات ومواقف مختلفة.. وهذا ايضاً امر مهم.. وتوجهت القوات المسلحة وسط تأييد رسمي وشعبي لضرب الارهاب، وما زالت المعارك مستمرة.. وهنا يجب استخلاص بعض الدروس لئلا ننزلق فيما لا يحمد عقباه. الدرس الاول ان نبتعد عن الاجواء الاعلامية الصاخبة والتصريحات النارية.. فلا نقتدي بحكامنا في معارك عسكرية سابقة في فلسطين ومع ايران والكويت واثناء الاجتياح الامريكي، او في كردستان والانتفاضة الشعبانية، والكثير غيرها.. والتي لا حاجة لذكر نتائجها الكارثية. فالتعبئة ليست الصراخ والتهويلات، بل اثارة روح الواجب والتضحية، والشرح وطرح الحقائق وتفسيرها لكي تتفهم الجماهير الصعوبات، وتثق دائماً بوسائل اعلامها. اما الدرس الثاني فهو عدم زج الجيش والقوات الاضافية قبل توفير الاستعدادات بكافة متطلباتها بدءاً من الخطط المناسبة، الى توفير حاجيات التقدم والانسحاب والمستلزمات الميدانية. ولا زالت سارية الدروس التي تلقيناها في “كلية الاحتياط”، والتي خرجتنا ضباطاً.. بان سوء تنظيم بعض القوات قد يقود لهزيمة بقية القوات.. ومثالهم انه في المعركة لمواجهة الانزال البريطاني، قاد انهيار الخطوط الامامية، المتشكل اساساً من العشائر، لانهيار الجيش النظامي العثماني انذاك، بقيادة سليمان بك، فانتحر لهزيمته. اما الدرس الاهم، فهو ان الحرب ضد الارهاب هي ليست ضد دولة اخرى، وان اراد البعض استغلالها، او حرباً اهلية.. بل هي حرب جميع الاهالي، كرد على حرب الارهاب ضد الاهالي كلهم. فكما يقال، الارهاب لا دين له. فالجهد الاول والاكبر هو بتحسين العلاقات بدول الجوار، وكسب جماهير شعبنا قاطبة.. خصوصاً ما تشترك جغرافياتها بجغرافية الارهاب. فتحييد القوى التي يمكنها ان تصطف معه.. وكسب القوى المترددة.. واسناد القوى التي اصطفت اصلاً لمحاربته، هو ما يساعد على تطويق الارهاب وضربه. وهذه اقل كلفة سياسياً ومادياً وامنياً، واكثر مردوداً ونفعاً. فعندما اتبعنا بعض هذه السياسية في العقد الماضي، حققنا نتائج طيبة، قادت لتحسن الامن، مما سمح حتى بانسحاب القوات الاجنبية. بالمقابل، عندما صارت الازمات وتضخيم المشاكل وسيلة لتنظيم السياسة، خصوصاً في الملف الامني، فاننا تآمرنا على انفسنا قبل ان يتآمر غيرنا علينا.

حربنا ضد الارهاب.. ليست حرباً اهلية او ضد دولة اخرى تم نشره على وكالة الصحافة المستقلة - اخبار العراق.



أكثر...