علينا أولا قبل كل شيء أن نحرر افكارنا وقلوبنا من الضغوط والتعصب المذهبي من اجل ان نحقق مستوى لا يتقاطع مع رؤية الاسلام الحقيقية لكل المذاهب بصورة عامة ,والامر الاخر ايضا يجب فهم قضية التوحيد التي ينادي بها سماحة السيد الصرخي الحسني " دام ظله " وعمق الاصلاح الكبير والشامل لكل مجالات الحياة.
وهنا السيد الصرخي الحسني "دام ظله " يقوم بتهيئة فكرة وتوضيح هذه المرحلة والتي تحصل في زمن الظهور المقدس وقد وردة جملة روايات عديدة تحدثت بهذا المضمون ووضعت حالة الاصلاح الى درجة ( الدين الجديد ).
والحقيقة وكما هو ثابت عقليا سوف لن يأتي الامام عجل الله فرجه الشريف بدين جديد لكن مدى وعمق التغيير وإعادة الأصالة الواقعية لمنهاج الشريعة على المستوى العقائدي والفقهي او لنقل اعادة بناء الفكر الاسلامي وتصحيح المسار العملي يجعل من الدين الاسلامي دينا جديدا اي بمعنى تجديده وعودة شرائعه وعقائده الى منبع التشريع الإلهي واصله بعد ان لحق به وعلى مدى قرون عديدة تحريف المنحرفين والمظلين وكيد المبطلين وجهل الجاهلين وتسويل المغرضين وبدع المشككين وغيرها من آفات واوهام ومكائد .
وقد ورد عن ابي عبد الله الحسين عليه السلام: (إن لله خليفة يخرج من عترة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جده الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام .... يدعو الى الله بالسيف يرفع المذاهب عن الأرض فلا يبقى إلا الدين الخالص), مما يدعم عملية التغيير ويضيف عليها سمة الاستيعاب لكل المذاهب , والسياق العام الذي تحدثت الروايات عنه والتي لم تستثني اي مذهب من الانحراف والزيغ حتى المذهب الذي يعتقد بان الإمام عليه السلام ينتمي اليه ... روي عنهم عليهم السلام ( فإذا خرج القائم عليه السلام من كربلاء وأراد النجف والناس حوله قتل بين كربلاء والنجف ستة عشر الف فقيه), وورد عن الإمام الصادق عليه السلام : (ويقوم القائم عليه السلام فيخرج اليه من الكوفة جيش السفياني وأصحابه....فيقولون :ارجع من حيث جئت فلا حاجة لنا فيك ).
وعلينا ان نعلم ان الإمام عليه السلام لا يدخل في أي صراع طائفي بغيض أو اي تناحر عقائدي قائم على أسس عاطفية مجردة من الدليل العلمي والعقلي والنقلي , نعم ان السيد الصرخي الحسني " دام ظله " يحث على ان ننتمي الى الدين الخالص من كل شائبة نفسية وعقلية وقلبية لأنه المصداق الواقعي لدين الله تعالى وهو الاسلام والذي يرتكز في إتباعه والتدين به حقا على محورين :
أولهما: _النظري أو العقائدي المستند الى الدليل والحجة التي أمر الله بها تعالى بإتباعها وهذه الحجة أو الحجج لها خصوصية الدوام والاستمرار والتي تنحصر بالأئمة المعصومين عليهم السلام والمستمرة بولاية مولانا القائم عليه السلام ، والتعلق بهذه الولاية ليس أمرا إعتباريا حدث في التاريخ وما علينا إلا ان نعيش على ذكراه ونحيا في افكاره دون ان تكون لها خصوصية التجدد أو النيابة العامة عنها كما هو حال المرجعية عند الشيعة بيد ان المرجعية ليس أمرا عبثيا معلقا على شروط قابلة للتمدد والانقباض كما هو حال القوانين الوضعية لأنها مكانة إلهية مقدسة تنوب عن الامام وتدير شؤون الدنيا والآخرة ويرجع إليها الإنسان في كل ما يعترضه لأنها السبيل الى الجنة ورضا الله وأيضا السعادة في الدنيا وهي بذلك من أخطر المناصب الإلهية بعد الإمامة وعليه وضع الأئمة شروطا محددة ومن اهمها على الاطلاق العلمية للحي الذي يتصدى لقيادة الأمة وإتباع الانسان لهذه المرجعية التي تنطبق عليها شروط الأئمة عليهم السلام هو استمرار للولاية ..ومع كل هذه الحجج الإلهية العظيمة والساطعة والدامغة والبالغة التي جاء بها أئمتنا عليهم السلام فقدت الأمة إرادة الاختيار واتبعت هواها .
_اما المحور الاخر للإسلام فهو العملي أو الفقهي والأخلاقي وهذا المحور هو ترجمة للمحور العقائدي فإذا صلحت العقائد صلحت الأعمال والعكس صحيح .
وخلاصة هذا نستطيع ان نقول ان سماحة المرجع الديني الاعلى آية الله العظمى السيد الصرخي الحسني " دام ظله " استطاع ان يؤسس لهذه القضية ويسير عليها بنهج وخطى ثابت , من أجل تصحيح الانحراف الحاصل , وذلك من خلال تثبيت وتركيز ما ذكرناه في المحور الاول والثاني .
بقلم / صفاء العبيدي