الحضاره الاشوريه فى وادي الرافدين فريدة التاريخ الحضاره الاشوريه مزجت الحضارات الاولى السومرية والاكدية والبابلية الاولى حضارة حمورابي ثم انطلاقة اشورية عارمة
اهم شخصيات حضارات الرافدين
حمورابي ثم الاشوريان سميراميس واشور بانيبال
سميراميس امتد عطرها حتى العصر الحديث
معالم الحضاره الاشوريه بقيت طي النسيان التاريخي كانت خارج تفكير العصر المعثمن الذي مر به العراق لاربعة قرون يابسة سوداء حالك السواد لم يفتحوا مدرسة ولا مستشفي ولا مكتبة. في تلك الفترة السوداء اكتشف القنصل البريطاني في الموصل (ديج) مدينة (نينوي) اذ كان يخرج للصيد ايام الاحد خارج الموصل وفي جولاته راى نساء يخبزن الخبز بتنانير محلاة بقطع من القاشان. عرف بحسة ان هذا القاشان غير اعتيادي. سال القنصل النسوة من اين اتيتن هذا القاشان اشرن بايديهم هناك. كان المكان مجهولا لما وصل المكان اكتشف (مدينة آشور) اثرها عثر على بعض الرقم الطينية المفخورة كان ذاك الحدث الععطيم في عام 1808 ثم جائت بعثات تنقيبية اهمها بعثة الاثاري المعروف (هنري لايارد) يرافقه (هرمز رسام) في التنقيبات عثرا على (71) غرفة وقاعة وممراً في تل كويسنجق كماعثرا ايضاً على (مكتبة اشور بانيبال) التي احتوت ما يقارب من 25,000 رقيم طيني وضعت على جوانبها الثيران المجنحة. هذه شكلت اغنى اثار العالم, من هذه الرقم الطينية. عثرا على قصة نوح دونت فيه (قصة الطوفان) و (ملحمة كلكامش). عندما غادر (هنري لايارد) العراق نهائيا عام 1851 أوكل مهمة التنقيب الى صديقه (هرمز رسام) كلف بالمهمة ذاتها باسناد من المتحف البريطاني فابدع في مهمته. عثر على العديد من الكتابات بالرقم الطينية القديمة التي سجلت ثقافة وعلوم وعقائد الشعوب القديمة في (بيث نهرين). يتحدث الاثاري المشهور (اندري بارو) عن طريقة (هرمز رسام) في التنقيب في كتابه (آثار بلاد الرافدين) قائلاً (تولى "هرمز رسام" بعد مغادرة "لايارد" بالكشف والتنقيب وحده في عدة مناطق. عثر على عدة آثار ثمينة يذكر منها تمثال عشتار الامرأة العارية) على مقربة من معبدها في نينوى و (المسلة البيضاء) في تل كويسنجق. تعرف على اسم (اشور ناصر بال) في هذه المسلة بين عامي 1852 ــ 1853 ثم عثر (هرمز رسام) عام 1879 في (تلا بلادات) شمال شرق مدينة كالح (نمرود) على بوابتين برونزيتين نقشت عليها تصاوير (الملك شلمنصر) يستلم الجزية من (ملك قرقميش). بعثات تنقيبية اوروبية عثرت على كنوز مهمة من آثار الحضارة الاشورية، عثروا في قرية حسونة، على معابد وكنوز النمرود، كما اكتشفوا حدود مملكة آشور، في الكثير من المواقع الأخرى، اكتشفوا موقع المكتبة الأشورية الواقعة ضمن حدود قصر ملوك آشور حدثا تاريخيا يبقى اثره جديدا الى الابدً.
للاشوريين الفضل الكبير على التاريخ اذ في مكتبة آشور بانيبال في حفظ منجزات حضارات وادي الرافدين السابقة خلصتها من البعثرة وضعتها في مكان واحد فحفظت الكثير من الآثار الفكرية اهمها (قانون حمورابي) جمع في 282 مادة تشريعية كما حفظت الاساطير والملاحم والاعمال الادبية التي تناولت الرثاء بشكل اناشيد.اعتبر المؤرخون (مكتبة آشور بانيبال) أقدم مخازن الرقم الطينية في وادي الرافدين، أقدم مكتبة أكتشفت حتى الآن على الرغم من بعض الآراء التي تقول أن مكتبة الأسكندرية كانت أقدم منها، وأعظم منها أيضاً، تفيد المعلومات المتوفرة أن (الملك سرجون الثاني) من سعى في جمع الرقم الطينية 721- 705 ق.م، وجدت ألواح كانت كتبت في عهده عليها ختم خزائنه، المكتبة لم توسع وتأخذ شكلها حتى عهد (آشور بانيبال) الذي خلفه في الحكم حيث عمل على رفدها بالمزيد من الرقم الطينية وتولى توسيعها. المعروف أيضا أن الكنوز الحضارية التي شاعت شهرتها في بلاد النهرين لحق بها الإهمال والسطو لم تنجوا الا حين انتقلت الآف القطع الى متاحف باريس ولندن.
الملك (آشور بانيبال) أشهر ملوك حضارة وادي الرافدين اهتم بفنون الكتابة وناصر الكتبة, إذ افتخر بمعرفته فنون الكتابة قائلاً في أحد النصوص (استقيت المعارف الخاصة بالكتبة وحذقت آيات السماء والأرض ودرست ظواهر السماء وتمكنت من حل قضايا صعبة في القسمة والضرب وأتقنت فن الكتابة السومرية والاكدية الصعبة جداً, وكنت أحب أن أقرأ الأحجار والأنصاب المكتوبة من أزمان ما قبل الطوفان)..‏ في نص آخر ما يلي: (كتبتُ هذا الرقيم في مجلس المتخصصين استناداً إلى كلمات الرُقُم وألواح الكتابة التي ترقى أصولها إلى بلاد آشور وبلاد سومر وأكد. دققتها وقابلتها ووضعتها داخل قصري لمطالعاتي الملكية كل من يمحو اسمي ويكتب اسمه, عسى "نابو, كاتب الكون" يمحو اسمه). من الجدير بالذكر أن الملك (آشور بانيبال) تعلم الكتابة منذ الصغر, وأن والده الملك (اسرحدون) اهتم برعايته والإشراف عليه بنفسه, حيث بدأ بتخصيص معلم يشرف على تربيته وتهذيبه كان اسم معلمه (نابو ـ اخِ ـ اريبَnabu-ahhi-ereba ) الذي أشرف بشكل مباشر على تهيئته وتطوير معارفه.‏ كان آشور بانيبال ملكاً حكيماً ومحارباً محنكاً وعالماً مولعاً بالآداب، وقد قال: (لقد تعلمت الحكمة عن الحكيم "آدابا"، واقتبست أسرارها، وأسرار فن الكتابة على الرقم. وخصتني السماء بالحكمة، ناقشت في مجالس العلماء، شاركت في معرفة الفأل من الكبد، أستطيع تفسير جميع الألغاز. وقد قرأت أصعب الرقم السومرية والأكدية، وتمعنت في النقوش الحجرية قبل الطوفان).الدليل الأكثر أهمية بهذا الخصوص هو اهتمام آشور بانيبال بالنشاطات العلمية والكتابية هو مكتبته الشهيرة التي اكتشفت في نينوى ورد في رسالة كان قد أرسلها أحد الكتبة إلى الملك (آشور بانيبال) أن (الملك كان يشترك شخصياً في تحديد ووضع الألواح والرقم الطينية في مجموعته الخاصة لمطالعتها في المكتبة) ورد على لسان الكاتب (أن جميع النصوص التي اقترح الملك وضعها في جناحه تستحق الحفظ الأبدي) كما ورد في رسالة أخرى عن تكليف كاتب الملك (آشور بانيبال) البحث عن الرقم من مختلف الأماكن في البيوت وفي معبد نابو في بورسبا جلبها إلى مكتبته أمر الملك مراقب المعبد وكهنته أن يضعوا تحت تصرف هذا الكاتب أي لوح يراه مناسباً لأخذه إلى مكتبة القصر في نينوى.‏
نينوى عاصمة الامبراطورية الآشورية التي شع بريقها في التاريخ تقع على ربوة عالية قبل ستة الاف سنة او يزيد لتنهض شامخة على الضفة الغربية من نهر دجلة التي امتلكت الحضارة ضمت اول اعظم مكتبة في التاريخ، اول مكتبة احتوت على كنوز المعرفة. ،اسسها الملك المثقف (آشور بانيبال) احتلت امكانة المرموقة. كانت المكتبته أول وأشهر وأغنى مكتبة في التاريخ القديم، سبقت مكتبة الاسكندرية باكثر من ثلاثة قرون، حوت من النصوص ما لم يأتنا من أية مكتبة قديمة غيرها. ضمت في اجنحتها أروع وأثمن ما تم الكشف عنه من الكنوز الاشورية خلال القرنين الماضي والحالي. احتلت الصدارة في العديد من البحوث والدراسات لما تحتويه من رقم طينية تعد في الزمن الراهن من اهم ما يمتلكه المتحف البريطاني من آثار المعرفة التي تقدر بأكثر من 25 الف رقيم أوقفت العالم أمام عظمة تأريخها واغتنت اشهر متاحف العالم بروائع آثارها وكنوزها، عكست منجز الابداع لواحدة، تعد من اكثر الحضارات البشرية المعروفة عراقة وأصالة،. (الثور المجنـّح) يمثل ذروة النحت العالي الاداء في المخلفات الآشورية. أستاذ علم الآثار الآشورية (جون راسل) يقول ورَد ذكر هذا الجنـّي في كتابات الملك الآشوري سنحاريب (جلبت رجالا أسرى من المدن التي غزوتها وبنوا لي قصرا يقف على بوابته إثنان من الآلادلامـّو إن تهمة "عبادة الثور المجنح" تبطل لأنه ليس من الممكن أن يكون الإله حارسا على بوابة قصره). (اللاماسو) قوة تجمع أربعة عناصر تكوّن الكمال (الأسد للشجاعة والثور للقوة والنسر للمجد والإنسان للحكمة)،

جسد الآشوريون في نماذجهم كل ما يمثل القوة، كالاسود والثيران المجنحة، واللبوة الجريحة، الملك يمثلونه دائما خلال الحرب او الصيد. يبرز فنانوهم تفاصيل الوجه والعضلات المفتولة للدلالة على القوة، بينما يسترون بقية الجسم برداء فضفاض، من هذه الفنون الآشورية قبس الفرس فيما بعد اشكال تماثيلهم .في فن العمارة، اعتمد البنائون على الطين المجفف او اللبن، كلاهما اصل صناعة الآجر حرقوا الحجارة في الافران حتى غدت قاسية، اهم اشكال العمارة واشهرها قصر (خورساباد) في نينوى عاصمة الآشوريون، وقصر بابل في العهد الكلداني، وقصر نبوخذنصر، وبرج بابل بجنائنه المعلقة، من الابنية الدينية عرفت بالمعابد بـ (الزقورة). معتقدات شعب ما بين النهرين قدسوا مظاهر الطبيعة، وعبدوا القوى الكامنة كحرارة الشمس او قوة المياه او طوفانات الدجلة والفرات العريقين احيانا وفيضانات الاهوار كمافي (ملحمة كلكامش). منها جائت (قصة الطوفان) و (سفينة نوح) وادي الرافدين كان في اشد الخصوبة يؤله الخصب في الدرجة الاولى .الآشوريون جعلوا (آشور) في المقدمة كانت الالهة (عشتار) ملازمة له . تعددت الآلهة بتعدد المدن منهم (انو) اله السماء (انليل ) اله الارض و (ايا) اله المياه الجوفية و (شمش ) اله الشمس و (سين) اله القمر و (ادد) اله الطبيعة، اضافت كل دولة اله خاص بها كـ (مردوخ) و (آشور) و (عشتار) و(نبو). في المرتبة الثانية كرم سكان ما بين النهرين انصاف الآلهة كـ ( كلكامش). المكتبة الملكية التي كانت محفوظة بتنظيم بالغة الدقة ( لمدة 2400 ) عام، نقل آشور بانيبال الكثير من هذه الالواح الى نينوى من قصر ابيه اسرحدون ومن سائر البلاد المعروفة حتى غصت قاعات المكتبة بالالواح،وقد وجد منها اكثر من 25000 لوح مع عدد يسير من اوراق البردي،حفظ اغلبها في المتحف البريطاني ومتحف اللوفر بباريس. آشور بانيبال امر نساخه بالبحث في جميع انحاء العالم المعروف آنذاك عن الالواح ونسخ ما يعثرون عليه من كتابات واعمال تمثل التراث السومري والثقافة البابلية التي سبقته . امرهم ان يحفروا بحثا عن الالواح المدفونة بذلك تمثل مجموعة آشور بانيبال تقليداً مكتبياً متكاملا من الاعمال المختلفة خاصة الموضوعات التي اولع بها آشور بانيبال نفسه كالسحر والطقوس الدينية والفأل والتكهن بالغيب. وجد في مكتبة نينوى نوعا من التصنيف العام يدعى بالتصنيف الملكي ،وخصصت اركاناً معينة لبعض الموضوعات الهامة ،وفوق ابواب المداخل نقشت قائمة بالمحتويات حسب ترتيبها على الرفوف او في اوعية فخارية او مزهريات ان طريقة الاعارة التي اعتمدت على التنسيق الحسابي كانت اعظم ما قدمته بشأن التنظيم المكتبي. اشتملت المكتبة على قاعتين او حجرتين ضخمتين من القصر وممر طويل ربما كان ركن الاعارة وفي الغالب ان مجمل تاريخ وادي الرافدين قد كشف عنه من خلال تفسير الكتابات السومرية – الاكدية التي احتوتها مجموعة المكتبة الملكية في نينوى. اساليب الختم والفهرسة التي استعملت في هذه المكتبة كانت متقدمة جدا بالنسبة الى الاساليب المماثلة التي استعملت في المكتبات المصرية والعبرية والحثية اذ ان الرقم الطينية رتبت حسب موضوعاتها التي تكتب عادة اما في الزاوية العليا من اللوح او على رقع منفصلة توضع على الرفوف.
(سميراميس) الآشورية التي امتد عطرها حتى العصر الحديث بدأت حكمها ببناء ضريح فخم في نينوى تمجيدا لزوجها (الملك نينوس). تنسب اليها اسطورة الشعبية انها بنت مدينة (بابل)، شنت (سميراميس) حملات عسكرية واسعة بعيدا في اسيا حتى قيل انها فاقت في امور القتال العديد من النساء المقاتلات في تلك العصور. قيل عن (سميراميس) انها انشات العديد من مدن العالم القديم أقيمت على نهري دجلة والفرات، واقامة العديد من اجمل واروع الاضرحة الفريدة والمواقع النادرة الاخرى في كل آسيا. شنت (سميراميس) حملات عسكرية واسعة بعيدا في اسيا.. في جولاتها العسكرية استولت على ميديا وبلاد الفراعنة والجزء الاكبر من الحبشة، حكاية (سميراميس) الاسطورية مستلة من (الملكة سمورات) بعد قرون طويلة حرف الاغريق الاسم الى (سميراميس). (الملكة سمورات) تزوجت ملك نينوى (شمسو حدد الخامس) 823-811 ق.م شخصيتها القوية وذكائها الحاد وجمالها الاخاذ جعلها تفرض سطوتها طيلة حياتها تمسك بتلابيب دولة بلاد النهرين لعشرات السنين.. لم تكتف هذه المرأة العظيمة بالسلطة السياسية وإدارة شؤون البلاد بل تعدتها إلى التأثير في الحياة الدينية والفكرية والاجتماعية. مهما يكن الامر فان (سميراميس) هي (سميرامات) ثم انقلب اسمها عبر الازمة والعصور والدهور التوالي الى اسم يملك عطرا اسطوريا وعبيرا على مر الدهور حمل لنا التاريخ اسطورة كونها (الامرأة الامرأة) بالمعنى العالي اذ كانت رائعة الجمال باعلى اشكاله بالاظافة الى كونها كانت فائقة في قوتها وحكمتها. انها (سميراميس) الاسطورة التاريخية. نجد في اسم (سميراميس) العطر الانثوي وقوتها الخارقة كبطلة انثى تجعلها امرآة تنافس البطل (كلكامش) الذكر بل ربما تفوقه سحرا. (سميراميس) بجمالها الخلاب اطلقوا اسمها (سميراميس) على بعض ملكات عصور تالية منها (ماركريت) ملكة الدانمارك والسويد والنرويج 135-1412 التي اطلقوا عليها (سميراميس) وكذلك (كاترين الثانية) قيصرة روسيا 1729-1796 اعتبروهما (سميراميس) اوربا. في العصور الحديثة طغت شخصيتها على عقول وافئدة العالم بشكل لم يسبق له مثيل، حيث كتبوا ونشروا في العالم العديد من الكتب والروايات والاوبرات العالمية والمسرحيات، حنى هوليوود كرنها باكبر افلامها. اسم (سميراميس) يطغي في جميع انحاء العالم وفي جميع اللغات ما لايحصى من المراكز السياحية والفنادق ودور التجميل والانوثة والمتعة. يصفها الكاتب (ويفي ميليفل) في ثنايا روايته (ساركادون.. اسطورة الملكة العظيمة) يقول ( كانت فائقة الجمال، لا شك في الامر، ذلك الجمال الذي تعجز الكلمات عن وصقه، انه الجمال المنتصر، ليس باقل من الجمال الذي يذعن له الآخرون مرغمين).

الآشوريون اول من ابتدع الالوان، عرفوا صبغات مستخلصة من اصول نباتية ومعدنية منها الوان البرتقالي والاصفر والاسود والاخضر، تولوا تثبيتها بمواد كيمياوية ومركبات خاصة استخدمها الفنان الاشوري قبل خمسة الاف عام لتكون اساساً لتنفيذ الالوان وخلطها ومزجها حتى الزمن الراهن. منحوتات الفنان الكبير النحات الانكليزي الذائع الصيت (هنري مور) بتجريدياته المنحوته وعبقريته الفنية الفذة، ان هي الا تلك الملامح الاشورية التي خرجت من الفنان الاشوري وازميله، هذه اولى مقومات التأثير المباشر للحضارات القديمة في مسارات الفنون المعاصرة، ينبعث في حاضرنا من خلال اتصال روحي بين فنان الحداثة في عصر الالفية الثالثة وفنان الكلاسيك الذي عاش وانتج وابدع في عصور ما قبل التاريخ،