أرسل قارئ يسأل، زوجتى تعاملنى بجفاء عاطفى، لا تتقبلنى ولا تتقبل حبى أو كلماتى الرومانسية طوال الوقت، ولا أعرف السبب وهل ارتكبت خطأ جعلها تعاملنى بهذه الطريقة؟ فماذا أفعل؟

يجيب عن هذا التساؤل الدكتور محمود عبد الرحيم غلاب أستاذ علم النفس السابق بجامعة القاهرة، قائلا إن الجفاء والقسوة ومقابلة الحسن بالسيئ، ليس وليد اللحظة ولا يمكن أبدا الحكم على الزوجة بالجفاء، وهناك أزمة حقيقية فى فكر أغلب الرجال والنساء، وهى مشكلة إدراك الخطأ وعدم معرفة منبعه وأساسه، فقد يكون الزوج السائل هو الأساس وهو منبع الجفاء وبالرغم من محاولاته الجيدة ظاهريا إلا أنها قد تحمل للزوجة مشاعر سلبية.

هل سألت نفسك يوما لماذا لا يكون السبب من ضعف إدراكى للموقف بشكل عام، ولأخطائى بحقها؟ التى قد تراها من وجهة نظرك حسنات وتراها هى سيئات.

علم النفس يرصد مشكلة نعانى منها جميعا وهى أن الشخص الذى يقوم بفعل جيد يجب أن يحصل على مثله ومقابله تماما، وهو أمر شديد الخطأ، ويحمل خطورة نفسية على الإنسان ذاته، لأنه يحمله ضغطا فوق طاقته، فهو ينتظر أمرا مجهولا مترتبا على فعل (جيد) قام به، ولكن هذا الفعل المقابل بيد شخص آخر، فيحمل نفسه أعباء نفسية إذا لم يحدث، فقد يشعر بالحزن أو الانكسار.

وهذا ما يحدث فى علاقة هذا الزوج بزوجته، لماذا ينتظر منها الكثير؟ ولماذا ينتظر منها مقابلا لأفعاله الجيدة من وجهة نظره؟، وينصحه الدكتور غلاب قائلا "قم أنت بالفعل الجيد لمجرد قيامك به، ولا تقوم به لمجرد الحصول على مقابل، فهذا الانتظار سوف يسبب لك أزمة نفسية حقيقية، غير أن الصراحة فى مثل هذه المواقف والمصارحة بين الطرفين علاج ذاتى فعال فى أغلب هذه المشكلات إذا كانت الزوجة تعانى من جمود عاطفى حاد ومنذ معرفتك بها وهى مصاب به، وهنا يتطلب الأمر تدخل مختص، فتصارحا واعلم السبب، وانظر لنفسك وأفعالك قبل محاسبة الطرف الآخر.



لمزيد من أخبار الصحة:


من البالغين يتعرضون لإجهاد العين بسبب شاشات الكمبيوتر والمحمول%70

تعرف على الأسباب الجراحية للإمساك عند الأطفال حديثى الولادة

مقاومة الأنفلونزا بالليمون الساخن والثوم والبصل




أكثر...