التاريخ عند العرب بين الخيال والاسطورة
كتب الأستاذ أسد الدين الصقري العامري يقول :
كلنا نعرف أن التاريخ هو ذلك العلم الذي يتناول دراسة الأحداث الماضية لمجتمع معين له حدود جغرافية معينة في فترة زمنية معينة من أجل فهم الحاضر ومستقبل أفضل ..
ولهذا فالتاريخ هو سرد حقائق ووقائع حدثت في الماضي ، في مكان ما وزمان وقوعها ..
ومن فوائد هذا العلم : استخلاص العبر والعظة من أخطاء الماضي وتأمله لتفادي الوقوع فيها في الحاضر وتجنبها في المستقبل ..
والمؤرخ هو ذلك الشخص الذي كتب ودون تلك الأحداث والوقائع بمكانها وزمانها ..
فهل ما وصل إلينا عن أخبار العرب وماضيها كان مكتوبا بموضوعية وصدق ، أي هل صدق المؤرخون فيما كتبوا ، وهل جلهم كانوا محايدون في كتاباتهم ، أم متحيزون لفئة . وهل كانت كتاباتهم مخلصة للتاريخ
أم لها أهداف أخرى ..
فمن هم كتاب التاريخ العرب وغير العرب ؟
كتاب التاريخ :
1- كتب السيرة والمغازي الذي كتبت في عهد النبي عليه الصلاة والسلام وكذلك الخلفاء الراشدون .
2- كتب التاريخ التي كتبت في عهد الدولة الأموية
3- كتب التاريخ التي كتبت في العصر العباسي
4- كتب التاريخ الذي كتبت في عصر الدويلات الإسلامية الخارجة عن الخلافة العباسية
5- كتب التاريخ التي كتبت في عصر الدولة الأيوبية / المماليك / الأتراك
6- كتب التاريخ التي كتبها المستشرقون الأجانب
7- كتب التاريخ التي كتبت في عصر الدول العربية المستقلة
أقلام المؤرخون :
يعتبر المؤرخون المسلمون الذين كتبوا ودونوا سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، والخلفاء الراشدون الأربعة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم .. أول فئة تحظى بمصداقية وموضوعية حول كتاباتهم
مذاهب المؤرخون :
1- السنة
2- الشيعة
هنا لكل مذهب مؤرخوه وكتابه ، فكل مذهب منهما يكذب الآخر ، ويشكك في كتاباته ..
المؤرخون المأجورون :
هذه الفئة هي الفئة الأكثر تكذيبا ونصبا واحتيالا على الناس ، فهؤلاء قد عاثوا فاسدا في كتاباتهم ، لأنهم لم يكتبوا ما يرونه أو يسمعوه ، ولكنهم كتبوا ما يلي :
1- اختلاق بطولات وقصص إسطورية لم يكن لها وجود
2- تزوير الحقائق والمعلومات
المؤرخون المندسون :
هذه الفئة هي الأكثر كفرا وخيانة ، فهم لم يكونوا مؤرخين ولكنهم عملاء وجواسيس ، فمنهم عربا ومنهم غير العرب (المستشرقون) فكانت لهم أهداف وغايات منها :
1- تزييف المواقع والآثار
2- التخطيط والإعداد للمنظمات الاستعمارية
3- التجسس وجمع المعلومات والمراقبة والتقصي
المؤرخون السياسيون :
وهذه الفئة ، الأكثر مرواغة ونصب واحتيال ، لأنهم سطروا ونقشوا قصصا من نسيج خيالاتهم للحصول على مكاسب سياسية وأهداف خاصة وشخصية ، فكبوا سيرة ناصعة جميلة تمدح هذا الحاكم وتذم في ذاك ، وتبيض صورة هذا الوزير وتشوه آخر ، حسب الأهواء والغايات والمنافسات ..
المؤرخون القبليون :
هؤلاء هم المنافقون والدجالون ، وهم أولائك الذين كتبوا تاريخ قبائلهم وأنسابهم ، فكل شخص منهم يظهر فرسان قبيلته وبطولاتها ..إلخ حتى وجدناهم جميعا أبطال وفرسان وشجعان وفطاحلة ..
المؤرخون المرتزقة :
هؤلاء كانت كتاباتهم خاصة وبناءا على الطلب ، فهم مختصون للهجوم على شخص أو فئة أو جماعة وتدليس الحقائق أو تبييضها (بناءا على الطلب والرغبة) فهؤلاء ممكن أن يفعلوا الآتي :
1- جعل الهزيمة نصر ساحق
2- إظهار شخص أو جماعة – لم تكن – على انها كانت وفعلت
3- انكار شخص أو جماعة – كانت – على أنها لم تكن ولم تفعل .
نتج عن كل هذا التزييف ماذا ؟؟
1- قصص أسطورية خيالية
2- تزييف وتزوير
3- تضييع أمم وشعوب وقبائل وسحقها
4- ظهور الاستعمار وتغلله وسيطرته
5- تدمير حضارات وضياع انجازات
6- ظهور المذاهب والطوائف والأحزاب المتناحرة
7- ظهور الفرقة والانحطاط
8- أصبح الكذب قيما راسخة يحتذي به الآخرون
9- ضياع الثقافات والتراث وحل محله الدخيل والغريب
10- أصبحت الهزيمة نصرا يتفخر بها فضاعت طرق البحث عن الانتصار