رسالة لابنتي المهاجرة

[عامر العمار]

رسالة لابنتي المهاجرة

ابنيتي
اصبحت وامسيت بخير
اينما تكونين واينما تحلين قدرنا ان نفترق
قدرنا ان يهجر احدنا الاخر على الرغم منا
قدرنا ان احتظنك عند الوداع واحشائي تتقطع
ولكنني اثرت ان اجعلك لاتشعرين بما اعاني
اثرت ان اكبت دموعي داخلي
اثرت ان اقطع قلبي بيدي
واتظاهر بانني لاابالي….. لايهمني …. لا اكترث
لكن لو شققت قلبي لوجدت انني الف ابالي
والف يهمني … والف اكترث
ارغب بان يقطع جسدى الف قطعه على ان لايحكم القدر بأن تهاجري
ايه ياسخرية الايام
عجيب امرك يابغداد كل شئ فيك تغير
شعبك … حكامك … قيمك …. حضاراتك
كل شئ… حتى بت .. اقسى علينا من هجمات المغول
كنت تحتضنين كل من هب ودب وتبثين في عقولهم الثقافة والانسانيه
بكل ما اقتضاه الاسلام
واصبحت كالقط يأكل اطفاله
بات فيك الانسان يقتل على اسمه
بات فيك الانسان يقتل على انتمائه
اصبح فيك الامان حلم … نسعى اليه
تكالبت عليك الامم … كما تكالب الاكلة على قصعتها
قادها الاذلاء
وتصرف فيها النذلاء
كل من قادها جاء ليصفي حساباته منها
الفرس … الروم …. اليهود …
وحتى قسم من العرب ساهم في خذلان بغداد
الفرس لهم عملاء …. اليهود لهم عملاء …. الروم لهم عملاء
الى ان اودوا بان يكون القتل على الاسماء

اقسموا على ان لاتقوم لبغداد قائمة
احلاف … ومعاهدات …. وقيود
تلك بغداد التي كانت عاصمة العالم
اقسموا ان يدمر كل شئ فيها حضارتها … انسانها
زرعها … شمسها …. جوها … وحتى كلابها
اقسموا ان لابغداد بعد اليوم
اقسموا ان انتقامهم لايضاهيه انتقام
اهاجوا الصحراء … وجففوا الماء … وامتصوا النفط .. وقتلوا الارض
لكنهم لم يفلحوا بان يغيروا انسان العراق
استوردوا انسانهم من دول الجوار… ليفتعل التفرقة … قتلوا على الجنسية
قتلوا على الهويه …. قتلوا على الاسم …. قتلوا على الانتماء
لالشئ … الا ليكون العراق بلا انتماء ولا جنسيه ولا انسانيه
سرقوا امواله ىبحجة اعمار العراق
دمروا انسانه بحجة الارهاب
اختطفوا حضارته بحجة ابدال حضارته بالديمقراطية المزعومه
ليس هذا وحده وانما اصبح من يدعي الاسلام وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم
مشاركا رئيسيا في دمار الانسان العراقي
بدأ يقتل على الجنسية .. وعلى اللقب … وعلى الانتماء
تهافت على المصالح الشخصية وسرقة اموال العراق
وتسابق على الكرسي تحت ظل العملاء
ونسي ان الدين الذي يزعمه سيقوده الى جهنم وبئس المصير
وقد تناسى ان الكتلتين المتناحرتين عاشتا الفا واربعمائة سنة
تحت ظل الاسلام لايفرق بينهما مذهب من جميع المذاهب التي اعتلت صفة الاسلام
الف واربعمائة سنة ونيف … يقاتل الجميع لحماية العراق
يعمل الجميع لبناء العراق
يجهد الجميع للحفاظ على حضارة العراق
تصوروا ان حضارة العراق كلمة يمكن محوها بقطعة من الاستيك
المصنع في مصانع الشرك والجاهلية
تصوروا ان ابناء العراق الاصلاء يمكن لهم ان يتنكروا لوطنهم
تصوروا ان ابناء العراق الاصلاء يمكن ان يتنكروا لوطنهم الكبير
لا والف لا … لاامتلك الدليل … سوى ان اقول ان غد لناظره قريب
وان موعدهم الصبح اليس الصبح بقريب
نحن مؤمنون وامنا بالله ورسوله .. وآمنا بان الدين عند الله الاسلام
وقد وعدنا الله الذي لايخلف الميعاد … بان النصر لنا … بان النصر
للآأسلام … فهل وعدهم الله حقا كما وعدنا حقا
ابنيتي
وانت مهاجرة الى دولة الكفر والخنازير
من جور وظلم ابناء جلدتك ودينك
لتنعمي بالسلام في دويلة الكفر والالحاد التي اصبحت احن عليك
من مسقط رأسك …. لاتقنطي من رحمة الله … ولا يقنط من رحمة
الله الا القوم الظالمين …. لن تبقى الامور على ماهي عليه
ان رحمة الله شملت كل شئ … وان وعد الله حق
قد تعودين ولا تجدين اباك
او قد تعودين ولا تجدين اهلك
او قد تعودين .. وتجدين كل شئ كما كان قبل ولوج التتار الينا
ولو اني اعلم جازما … انك سوف لن تلقي من يعوضك عن اباك
ولا من يعوضك عن امك … ولا من يعوضك عن العشير
وعندما تصلين الى حالة اليأس … لاتأخذك العزة بالاثم
عودي الى احضان اهلك … ولا يهمك شئ … فان احضان
اهلك هي الاحضان الوحيدة التي تبقى مفتوحة تنتظر احتضانك
بشوق ولهفه
تمسكي بما انت عليه … من العزة والكرامة
فعزتك وكرامتك … من كرامة الاهل والعشير
ولاتنسي … اننا دعونا لك ان تكوني في كنف المولى عز وجل
توكلى عليه يحصنك من كل مكروه
وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم امام ناظريك !
بكل مبادئه … بكل اخلاقه … بكل رسالته … كما عودناك
ان ترجعي الى سننه … فهي الطريق الى الخلاص من جحود
الحياة الدنيا … والامل لنيل وعود الاخرة
لاتدعي مفردات الحياة التافهة في وطنهم تنسيك مكارم الاخلاق
التي نشأت عليها
لاتقدمي على شئ حتى تضعي امامك … ان الله يراك
ان لم تكوني ترينه
اكتسبي ماهو جيد وابتعدي عما هو خبيث
اعلمي ان الحياة بدون كرامه … لاتساوي عند المرء شيئا
واعلمي ان الموت بعزه لاهون من العيش بهوان
علمي ابنك مفاخر امته العربيه
وحاولى ان تمنعيه عن الانجرار في متاهات حضارتهم التي يدعونها
حاولي ان تنشئيه عربيا كريما شجاعا انسانا مسلما
خير له من ان ينشأ بين صالات الدسكو وطاولات الخمور
علميه بان العراق بلده وبغداد ام الدنيا … خضعت لها جميع
امم الدنيا … وعندما سمحنا للآعاجم الدخول اليها
دمروها … واصبحت تبعا للآعاجم
ازرعي في مخيلته … بان سبب وجودكم هنا بعيدا عن الاهل
والعشير هم الاعاجم
واعلميه ان وجودكم هنا بسبب خشيتك على ابيه لان اسمه
( سفيان )
علميه ان يعشق كل العراق من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه
واخيرا عزيزتي التي لا ولن انساها
واخيرا يامن تعلق قلبي بك
واخيرا يامن سلبت اخر ومضة من عمري
فليس لي الا ان اقول
لا اله الا الله

المصدر: منتديات عراق الخير والمحبة - من قسم: منتدى الخواطر وبحر الاحساس