لم يكن أمامه إلا أن يتغلب على محنته بحيلة ذكية، فاترينة زجاجية جمع فيها عدة "الشغل"، ووضع عليها صور أيام الشباب والصبا، وفى القلب منها علق "كف" زرقاء اللون ومقولة "ما شاء الله" لتبعد عنه عيون الحُساد.

هو الأسطى محمد نجيب، سباك منطقة درب التبانة بمصر القديمة، الذى يهوى مهنته حتى وإن عاكسته الظروف، يستقر على كرسيه بجوار فاترينة صغيرة، هى آخر ما تبقى من محله المفقود ولسان حاله يقول "تضىء شمعة خير من أن تلعن الظلام"، ويقول لـ"اليوم السابع": "لما ولاد الحرام أخدوا منى محل السباكة اللى عملته من شقا عمرى اشتكيتهم ولما لقيت مفيش فايدة عملت الفاترينة دى".

جيران الأسطى نجيب، كان لهم دور كبير فى قصة كفاحه، حيث أقنعوا صاحب زاوية المسجد المقابل لمحله أن يقتطع جزءا منه ليتخذه مكانا بديلا لمحله المسلوب قائلا: "أهل الحتة عرفنى من زمان وهم من اقترحوا عليا أعمل فاترينة جنب الجامع"، ويكمل بعد تنهيدة طويلة "الأرزاق على الله، أعمل منذ صغرى فى السباكة ورثت الصنعة من عمى"، بهذه الكلمات يفسر نجيب سر تمسكه بصنعته رغم أنها تخلت عنه.

ويضيف: "عندى ثلاث بنات عايز أجوزهم وأطمئن عليهم والحال نايم مافيش قدامى غير صنعتى اللى ساترانى".
للمزيد من أخبار المنوعات..

مسئول المعاقين فى رابطة "جيكا" يدعوهم للتصويت بـ"نعم" لتحقيق مطالبهم

دراسة ترصد عادات وتقاليد الأوروبيين فى مواجهة البرد

تقليص الولادة بين المراهقات عن طريق البرامج التليفزيونية بأمريكا




أكثر...