من مبارك الى مبارك جديد !

[المؤرخة]

من مبارك الى مبارك جديد !

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


هل سيكون هذا هو حالنا فى السنوات القادمة ؟؟ هل تخلصنا من حكم مبارك

حتى نجد أمامنا أكثر من مبارك ؟؟

هذا هو ما يبدو لى فى الأفق

نعم فقد تخلص المصريون بعد ثورة مصرية شعبية خالصة من نظام مبارك

واستبداده ولكن كثير من متزعمى الثقافة والفكر والسياسة قفزوا على

مجهود ملايين البشر الذين شاركوا فكونوا الائتلافات التى نسبوها للثورة

وأوهموا الناس بأنهم هم الزعماء وتواصل ظهورهم على الفضائيات مرة

لتهديد المجلس العسكرى وأخرى للتحدث باسم الشعب والثورة

كل زعماء المعارضة الآن صاروا يبحثون عن مصلحتهم ومصلحة الأحزاب سنأخذ

كم مقعد فى البرلمان ؟؟ وكم حقيبة وزارية ؟؟

وبعد أن كانت مصر كعكة فى أيدى مبارك ورجاله صارت كعكة فى أيدى متزعمى

الفكر والثقافة والعلم والسياسة

هل يعقل أن يخرج علينا مهندس عالمى ليقول " اللى عاوز يمشى من التحرير

يشترى طرحة " ؟

هل هذه لغة حوار رجل مفترض أنه مثقف ويشاع أنه متعلم ومهندس عالمى ؟؟


هل يعقل أن يهدد المجلس العسكرى بضرورة تشكيل مجلس رئاسى يكون هو عضو

فيه ؟؟

ولا أدرى بأى وجه يطلب ذلك ؟؟ ومن الذى فوضه بهذا الأمر ؟؟


هل خرجت الملايين مثلا هاتفه باسمه ومطالبة به رئيسا علينا ؟؟


لقد أصبح المهندس العالمى يفكر بطريقة فيها لأخفيها "

"

وثمة شىء آخر اصبحنا نلاحظه وهى أن اصبح كل معارض للوزارة ومعتصم

بالتحرير هو فى نظر الاعلام الانسان المثقف الواعى بينما من يقول " دعوا

المجلس العسكرى والحكومة تعمل فهو أما جاهل أو من فلول الحزب الوطنى

ان ما يمارسه البعض اليوم هو ما كان يمارسه مبارك ورجاله من فرض رأيهم

بالقوة وعدم احترام رأى الآخر وتقبله وعدم وجود أدنى امكانية لديهم

لمحاورة الآخرين فلا يسمعون الا أنفسهم ولا يرون من مصر الا ميادين عدة

أهمها التحرير

أنه الهزل بعينه فحتى الاعلام تحول من نفاق مبارك ورجاله الى نفاق

الائتلافات والنخبة التى تدعى أنها صاحبة الفضل فيما وصلنا اليه اليوم .


فعندما تخرج ممثلة تطالب بالأعتصام حتى تتحقق المطالب هل ستمكث مع

المعتصمين أم ستتركهم لتصور مسلسلا يعرض فى رمضان وتنام وخزانتها مملوءة

وجيوب الناس فارغة

عندما تعرض لى صحيفة صورة 3 أفراد وتقول لأن اللجنة ... انتهت من

صياغة دستور ! فهل هذا معقول ؟؟

الدستور تضعه المؤسسات المنتخبة عندما تتوطد دعائم البرلمان وليس أفراد

لا نعرف لهم عملا أو مؤهلا فلم اسمع يوما أن افرادا وضعوا دستورا لبلد ما

دون أن يطلب منهم ذلك وعلى كل نشكرهم على مجهودهم ووقتهم الذى أهدروه

هباء

قد لا يفهم البعض ما يجرى لكن الأمر ببساطة أنه حدث تغيير فى كل شىء

فانتقلنا من استبداد مبارك الى استبداد النخب المختلفة وتغيرت لغة

الحوار من الجزمة الى الطرحة وتحول المتغنين بمبارك وأمجاده الى تمجيد الثورة والثوار و
من حكومة تحكمنا بالقبضة الحديدية الى حكومة لا تدر كيف تحكم ولا تعرف الفرق بين الشدة والحزم وتحل كل المشكلات التى تواجهها بالمجالس العرفية -

رحمة الله على القانون - و تحول المصرى من مواطن رياضى لاحديث له الا عن

الأهلى والزمالك الى مواطن سياسى لا حديث له الا عن التحرير والدستور

ورئاسة الوزراء والمجلس العسكرى .

ان وجه الشبه بين ممارسات الوطنى وممارسات الائتلافات والأحزاب المعارضة

ليست قليلة فكلاهما نحى الأغلبية الصامتة جانبا واعتبر نفسه الحاكم بأمره

وأن الشعب غاية السعادة من ممارساته فنصب نفسه وصيا عليه ناهيكم عن

الرأى الواحد و التخوين وعدم وجود أدنى استعداد للحوار وسياسة الصوت

العالى والاستعلاء على ابناء الوطن ففى عهد الحزب الوطنى كنا فى نظرهم غير

مؤهلين للديمقراطية وفى عهد الائتلافات اصبحنا جهلة وغير مثقفين وسذج ومجرد

أداة يحركها الأخوان المسلمين !

وتحولنا من شعب أقصى أمانيه العلاوة الى شعب يطالب ليل نهار فورا ب 1200

جنيه كحد أدنى اضافة الى التثبيت والتعاقدات واقالة المديرين والرؤساء

والعمداء والمحافظين وأصبحت عجلة المطالب والاعتصامات الفئوية لا تتوقف

وكأنى أرى بعينى " رامى قشوع " فى فيلم بطل من ورق وهو يقول " يا

حكومة مبيعرفش يوقفها مبيعرفش يوقفها

وأصبحت الائتلافات وغيرها توزع على الموطنين صكوك الوطنية وشهاداتها تماما

كما كان يفعل رجال الحزب الوطنى

ان كل منهما يؤيد الديمقراطية على الطريقة الأمريكية فهى جيدة طالما

توافقت مع مصالحه و أفكاره واذا تعارضت معها فهى لا تلزمه فى شىء

ووقتها تجد الآف الحجج لتبرير مواقفها المتناقضة

فعلى سبيل المثال يطالبون بالعدالة وفى نفس الوقت يطالبون بالمحاكمات

السريعة ولا تلق أحكام القضاء النزيه قبولهم حينما يحكم بالبراءة على

ضابط أو اثنان وتحطم قاعات المحاكم فيالها من عدالة

وكما استغل البعض ثورة يوليو 52 لتحقيق مصالحهم استغل البعض حتى من

صغار المستثمرين ثورة 25 يناير فاصبحنا نرى " فول الثورة ولحاف العلم

وشيكولاتة علبتها بألوان العلم وكشك التحرير و حتى شركات المناديل

الورقية تنافست لطبع العلم على علبها غير آبهة بأنها ستلقى فى القمامة

بعد ذلك فالمهم هو الربح بأى شكل وأى ثمن حتى لوكان على حساب العلم .

لقد رحل مبارك وترك خلفه بريق الكرسى يتنازعه النخب من مرشحى

الرئاسة وحل البرلمان للتتنازع القوى السياسية على مقاعد البرلمان

القادم ورأينا أعداد وزراء تتغير بسرعة لم نرها منذ مولدنا حيث اعتدنا

أن يبق الوزير وزيرا مدة قد تصل الى 20 سنة أو 15

لقد رحل وترك لنا عشرات منه لأنه من عدم استماعه للشعب طوال 30 سنة

أصبح كل منا لا يسمع الا نفسه فكما كان هو فخامة الرئيس الأب العطوف

الحنون المتواضع فى وجهة نظر منافقيه وقبل كل هذا هو قائد الضربة الجوية

الأولى التى فتحت باب النصر ...الخ ولأنه صاحب الضربة الجوية فلابد أن يقطف

ثمار النصر قبل الآخرين وكذلك أصبحوا هم الشجاعة والمروءة و المنادين

بالحرية وحاملى لواء التحرير ودعاة الحق وقبل كل هذا هم أصحاب الثورة

وعليهم أن يقطفوا ثمارها قبل الجميع ومن يخالف غير هذا الرأى فهو من الفلول !

لقد مللنا الوجوه نفسها التى تخرج علينا فى جميع البرامج صباح مساء وتردد

نفس الكلام ومللنا من المتسلقين على مجهود الشعب من المذيعين والممثلين

والرياضيين والصحفيين والكتاب ومللنا تدنى لغة الحوار حتى أننا وجدنا

مواطن يقول لوزير الداخلية " قهوة المعاشات اصلح لك " فلم يكن يصح

أن يقول رسالته بهذا الشكل ولم يكن يصح أن تسمح له المذيعة بالتطاول

على ضيفها .وهل لو كان العدلى وزير الداخلية لتمكن من قول العبارة

بهذا الأسلوب ؟؟
وللعلم أن كثير من ابناء هذا الشعب ربما ليسوا من النخب التى يتم

استضافتها فى التلفاز يوميا لكن لهم فكر وثقافة أكثر ممن يدعون الثقافة

والسياسة فكثيرا ما استقل المواصلات لأجد نقاشات سياسية على درجة عالية

من التحضر والفكر قد نجد اختلافا لكنهم بالأخير يطرحون الأمور بهدوء

ويقبلون بتعدد الآراء ولكن لا يلتفت اليهم حيث أعتدنا تهميش الشعب وترك

الأمور لفئة ما تدير الأمور .
وما يزيد من حنقى أن من قدموا حلقات تافهة وأخرى تتنافى مع أخلاقنا

صاروا اليوم ابطالا كأمثال التى كانت تستضيف الممثلين والراقصات وصارت

الآن تقدم " ثورة حوار " وتتحدث فى السياسة تصوروا ! وهى نفسها التى

عادت بزفة لأنها كانت منبوذة بسبب حلقة عن التوريث !

هل يعقل هذا ؟ الى هذا الحد انقلبت الموازين وصار كل من هب ودب معارض

حاربته حكومة الوطنى وابعدته !

قبل الثورة عانينا من البرامج الرياضية التى لا تبث الا الفتن والعصبية

واليوم أصبح المذيعين الذين هم بالأصل أما لاعبى أو معلقى كرة أو مدربين

أو اعضاء اتحاد يتحدثون بالسياسة وهذا من حقهم ان كانوا يتحدثون

كمجرد مواطنين ولكن أغلبهم يتحدث وفق ميوله ورأيه الخاص وقد يدخل فى

مناقشات مع غيره دون علم بخلفية الأمور فمذيع " الحطة والبطة والشيلة

والنطة يتحدث مع الشباب عن الشرعية والرئيس ..الخ وفى كل مرة لا تتلاقى

وجهات نظرهم ابدا بل يزداد الضيوف اصرارا على رحيل الرئيس السابق ! .

وما أكثر المتلونون فى المجالات المختلفة خاصة الرياضية والذين طالما

أشادوا بدعم السيد الرئيس والأستاذ جمال والأستاذ علاء ...الخ اليوم نجدهم

يخرجون بعناوين مفادها أن اتحاد الكرة نقل مباراة نهائى حوض النيل

لأستاد القاهرة عشان خاطر جمال مبارك ! لقد تذكر سيادته هذا الموضوع

للتو فشرب سبانخ باباى وانتفخت عضلاته ليقول " انا عدو النظام السابق !


لقد تناسى أعضاء الائتلافات والأحزاب تماما كما تناسى أعضاء الوطنى من

قبل أن فى هذا الوطن يعيش شركاء لهم نفس الحقوق وعليهم الواجبات عينها


ومن غير الائق تنحيتهم جانبا أو تجاهلهم .
وكثيرا ما يرددوا عبارة " البيان جيد لكنه تأخر والمطالب زادت ! "

يا أخوانى أن نبدأ متأخرين خير من ألا نبدأ

تخبط فى الأفكار بين مطلب بحكومة تكنوقراط وفى نفس الوقت يطلبون أن يصبح

وزير الداخلية مدنى!

ودائما نسمع عبارة " أنه لم يحدث أى تغيير " وبالقطع لم يحدث أى تغيير ولن

يحدث طالما أن أحادية الرؤية التى حكمنا بها مبارك ورجاله هى التى يسعى

كل قافز على مهود الشعب الى أن يحكمنا بها .

ولن يحدث أى تغيير طالما أن هناك أناس ينكرون دور المجلس العسكرى وجند

مصر البواسل فى حماية الثورة ويعتبرونه مجرد وسيط لا أكثر فلولا قادة

المجلس العسكرى لظللنا جالسين فى ميادين مصر لسنوات وليس ما حدث فى لبنان من قبل عنا ببعيد .

لم لا نترك الأمر للحكومة والمجلس العسكرى الى أن ننتخب برلمان ورئيس ونقر

دستور جديد وقتها فليعلن الجميع مطالبه وسيكون لدينا من نحاسبه وفق

خطة زمنية اذا لم تتحقق مطالب الشعب مع الوضع فى الحسبان أن أى ثورة لا

تظهر نتائجها كاملة بين يوم وليلة بل أن لكل ثورة تداعياتها ولن تظهر

نتائجها وآثارها على الشعوب الا بعد سنوات فالمجلس العسكرى والحكومة

الحالية واللاحقة ليس بأيديهم عصى سحرية تحول الأمور فجأة الى الأفضل بل

لابد من تكاتف جميع القوى فى المجتمع المصرى للنهوض به شريطة أن يجعلوا

مصر أولا قبل الحزب ومصالحه وقبل الائتلاف وطموحه .

وحينما نقبل الآخر ورأيه ونحترمه اعتقد أن الثورة ستكون قد نجحت فى اعداد

بلد ديمقراطى يتسع لكافة الأطياف طالما أن مبادئها لا تتنافى مع أخلاقيات الدين والمجتمع .

المصدر: منتديات عراق الخير والمحبة - من قسم: منتدى الرأي والرأي الاخر