العراق بين اهله والجيران
مشكلة العراق بين اهله ( سياسييه ) وجيرانه تمتد جذورها الى أزمنه بعيدة , مترابطه متواصله حتى يومنا هذا , فلا الجيران أكتفوا بالضريبه التي دفعها العراق من سيادته وجغرافيته وثرواته والعزيز من دماء ابناءه , ولاسياسييه وصلوا الى نقطة الندم عن ادوراهم في فتح ابواب الاختراقات امام اطماع الجوار الأقليمي وأحياناً الدولي ... واستمر العراق مسحوقاً يجتر حالة ضعفه ووهنه وانتكاساته بين مطرقة اطماع خارجية وسندان تبعية داخلية .
الذي جعلني استذكر تلك الحقيقة المؤلمه , هو حجم الاخطار غير المسبوقه في محاولات البعض من سياسيية لتنفيذ اجندات وارادات اقليمية ودولية لا غبار عليها تهدف الى تمزيق العراق وتجزءته طولاً وعرضاً والغاء هويته ثم مسح معالمه كدوله وأمه وتهميشه داخل كانتونات يطلق عليها على سبيل الضحك على ذقن العراق وشعبه ( نظام الاقاليم ) تلك التي تكشف حقيقة , على ان العراق قد تم اصطياده دستورياً , اي قد وقع فعلاً في مصيدة دستوره .
الايجابي الذي ورد خجولا بين مواد الدستور بغية تغطية او تمرير الاكثر سلبيه فيه , تم الاحتيال عليه وتجاهله بعد ان وضعوه على المهمل من رفوف العمليه السياسيه , ولم يبقوا منه الا ما يذكر الناس احيانا بأيجابيات وردت بين مواد الدستور , الغرض منها لتخفيف الضغط الذي يفرضه طغيان السلبي منه على الشارع العراقي .
ان اخطار تجزئة العراق الى اقاليم وعلى الشكل المطروح طائفياً وعرقياً , لن تتوقف كوارثها عند توتر العلاقات بين المحافظات فحسب , بل ستمتد حالة التفسخ لتشمل كيان كل محافظة ( اقليم ) بذاتها وهنا سوف لن يقف الصراع - الذي قد يكون دامياً أحياناً – عند حدود المتنازع عليها الان بين المناطق العربيه والكورديه , بل ستغطي الفوضى والعنف أغلب مساحة العراق , بين المناطق السنيه والشيعيه مثلاً وكذلك المناطق المسيحية وغيرها . ولا يوجد ما يمنع مناطق التركمان والايزيديين والكورد الفيليين - كحق دستوري – عن اعلان اقاليمها وفدرالياتها ومناطقها المتنازع عليها مع غيرها , انها حالة تفسخ سرطاني هائل سيصبح فيه العراق كعكه متنازع عليها اذا ما استلسم مصطاداً في مصيدة مواد دستوره التي يصعب الافلات من بعضها .
هل بأمكان الساده من سياسيي مرحلة الضعف العراقي ان يقنعوا الجماهير ومن بينها ناخبيهم , على ان خلف دعوتهم لاقلمة العراق وفدرليته ثمة اهداف ونوايا وطنيه واجتماعية , وليس توقيت مشبوه لمشروع اطماع واجندات خارجية ...؟
ان دعاة وادوات تطبيق مشروع تجزئة العراق الى كانتونات هامشيه ( أقاليم ) , ان لم يخجلوا من وطنهم فهل توجد على جباههم بقايا نقطه حياء تجعلهم يخجلون من انفسهم , ليعيدوا التفكير بمراجعة ادوارهم وافعالهم داخل المشروع الاقليمي الدولي لانهاك واضعاف العراق ثم تقسيمه وبيع اجزاءه محميات وربما مشيخات متهالكه في اسواق الجوار وتحت رحمة اطماعهم ...؟
احياناً نتسائل : هل ان دعاة ذبح العراق وتقطيعهه والتنازع على اسلابه دستورياً , تم انتخابهم فعلا من قبل عراقيون ...؟
هل هناك ثمة غصة ندم في نفوس اللذين منحوا ثقتهم واصواتهم لمن ينقلب الان على وعوده وادعاءاته وبتلك الطريقة الفضه ... ؟
هل هناك مراجعه واعيه تجعل الناس يصلحون اخطاءهم ثم يحسموا امرهم الى جانب وطنهم ومحاولة انتشاله من هاوية التمزق والضعف ثم التقسيم , وتكون صناديق الاقتراع لانتخابات 2014 نقطة تحول في حاضر العراق ومستقبله ... ؟
هل ستبلغ نهضة الوعي الجمعي عند الملايين الى مستوى خلع غمامه الجهاله والضياع والتحرر منها عبر العودة الى صميم اشكالات واقعها المأساوي ومواجهة تعقيداته بعيداً عن مكاتب الوكلاء , وينهض العراق ايضاً لينتف عيوب المرحله عن جسده ويغتسل من داخله بهياً زاهياً على طريق وحدته وتماسك مكونات مجتمعه ويترك خلفه طغم الدخلاء والدلالين مكبلين بملفات فسادهم وتبعية ادوارهم ...؟

نعم ... سيحصل هذا عاجلاً ... ونحن نلاحظ الان اشراقاته على وجوه واحاديث وردود افعال الناس , صارخاً في عمق صبرهم وصمتهم الواعد