عذرة
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

بنو عذرة: إحدى قبائل العرب الشهيرة، في التاريخ العربي، عاصرت ما قبل الإسلام و إستمرت إلى اليوم ممثلة في بطونها التي تمتد اليوم في شمال الحجاز و الأردن و فلسطين و سوريا و مصر و السودان. و إليها ينتسب طائفة من فحول الشعراء العرب أشهرهم جميل بثينة، و عرفت بالحب و الغزل العفيف الذي أطلق عليه الحب و الغزل العذري، و هو وصف فيه معنيان، فهو نسبة إلى قبيلة عذرة التي إشتهرت به، و أيضا وصف لهذا النمط من الشعر بالعذرية، أي العفة و البعد عن الأوصاف الحسية و الغزل الفاحش. و هذا النوع من الشعر أجازه الرسول، ص، و إستمع إليه. و قد ذكر أبو الفرج الأصفهاني في الأغاني أن أحد شيوخ بني عذرة قال: "نحن من قوم إذا أحبّوا ماتوا".

على إن هناك قبيلة أخرى أسمها عذرة تنتسب إلى بني كلب بن وبرة بن ثعلب بن حلوان بن عمران بن الحافي بن قضاعة، فهي من قضاعة أيضا، و ذكرها القلقشندي كالأتي:

بنو عذرة - بطن من كلب من قضاعة من القحطانية وهم بنو عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب وكلب يأتي نسبه عند ذكره في حرف الكاف كان له من الولد عوف والعبيد بطن وفي عذرة هذا ينسب كنانة عذرة دون عذرة الآتي على ما سيأتي ذكره في حرف الكاف‏. إنتهى ما ذكر القلقشندي عن عذرة من بني كلب بن و برة القضاعية. و من بني عذرة الكلبيين: بنو كعب.


1 نسب عذرة
2 ديار عذرة
3 معتقدات عذرة
4 بطون عذرة
5 من مشاهير عذرة
6 المصادر



[تحرير] نسب عذرة
ذكر القلقشندي و غيره من النسابة، نسب عذرة كالتالي:

عذرة بن سعد بن هذيم بن زيد بن ليث بن أسود بن أسلم بن الحافي بن قضاعة بن مالك بن عمرو بن مرة بن زيد بن مالك بن حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان. فهي قبيلة قضاعية حميرية سبئية قحطانية يمنية، فهي يمانية العصبية، و كان علم اليمانية في بلاد الشام في القرن الثامن عشر الميلادي هو اللون الأبيض.


[تحرير] ديار عذرة
أقامت عذرة قبل الإسلام في الحجاز و بخاصة في وادي القرى من أعمال المدينة بدأت بطونها في النزوح من الجزيرة العربية، كغيرها من القبائل التي عربت الدول المحيطة بجزيرة العرب، فسكنت أيضا بلاد الشام و العراق و السودان.

في مصر:

سكنت عذرة الفسطاط و في الحوف الشرقي ( محافظة الشرقية حاليا) في عهد الدولة الأموية و العباسية، و نزلت بعض فروع عذرة دمياط ( مخالطين لسنبس الطائية) كما ذكر الحمداني، و في بحري مصر و صعيدها. و في العصر العثماني وفدت لمصر من فلسطين و بلاد الشام و باديتها بعض بطون عذرة، فمن بطون عذرة بني عامر (أو العوامرة و يطلق عليهم أيضا العمارنة)، و يحتمل أن يكون على إسمهم أسميت بلدة تل العمارنة بمحافظة المنيا بصعيد مصر. كما أن من بطون عذرة بني حسن، و التي تقيم ببحري و صعيد مصر، و توجد بمصر بلده إسمها بني حسن بمحافظة المنيا.

في الأردن:

تتمثل عذرة في الأردن اليوم، بقبائل بني حسن القوية، التي تنتشر في منطقة الزرقا و غيرها بالمملكة الأردنية الهاشمية، و قد لعبت دورا كبيرا في تاريخ المملكة الأردنية، و لازال لها دور مؤثر في الحياة العامة السياسية و الإقتصادية الأردنية، و يتمثل منها عدد من الأعضاء بمجلس النواب و الأعيان و يشغل بعض أبنائها مناصب رفيعة في سلك الأمن و الجيش و الوظائف العامة.


[تحرير] معتقدات عذرة
قبل الإسلام
ربما عبدت عذرة صنم أقاربهم القضاعيين بني كلب بن وبرة، المسمي ود، و الذي كان سدنته بنو الفرافصة الكلبيين، الذين صاهرهم عثمان بن عفان،ر، و معاوية بن أبي سفيان.


وقد دانت عذرة بالمسيحية اليعقوبية، المعروفة بالمنوفيزية، مثلها مثل جميع القبائل العربية التي إعتنقت المسيحية كالغساسنة و بني جذام و عاملة و من أقام من لخم بالشام، و بنو كلب بن وبرة، و تنوخ و بلقين و سليح و أياد، و بعض طيء، وبعض قريش. و قد تميزت القبائل العربية التي إعتنقت المسيحية بإنها عندما إختارت اليعقوبية (المنوفوزية المسيحية) فإنها بذلك فصلت نفسها عن الكنيسة الرسمية الرومية (البيزنطية) المعروفة بالملكانية (و كلمة ملكانية كلمة سريانية تعني الملك أي كنيسة الملك) فحافظت بذلك على إستقلاليتها الدينية مثلما كانت حريصة على إستقلاليتها السياسية عن البيزنطيين ما أمكن. و ربما ما كان من سماح صلاح الدين الأيوبي، لبني حسن، أحد بطون عذرة، بالنزول بكامل سلاحهم إلى بيت المقدس في عيد الفصح، أكبر الأعياد المسيحية و أهمها لدى المسيحيين الشرقيين، هو أحد الرواسب التي تبقت لدى بني عذرة من فترة إعتناقهم المسيحية تماما كما نرى بعض أهل الشام و فلسطين و مصر من المسلمين يحتفلون بأعياد مسيحية و يتبركون بزيارة كنائس مسيحية بعينها لليوم، و كما يحتفل المسلمون في إيران بأعياد ما قبل الإسلام كعيد النيروز.

بعد البعثة النبوية و ظهور الإسلام
أسلمت عذرة بعد الإسلام و شارك بعض أبنائها في حركة الفتوحات الإسلامية و إستقر بعضهم في شرق مصر، في منطقة الحوف الشرقي المعروفة اليوم بمحافظة الشرقية، كما سكن بعض العذريين الفسطاط.


[تحرير] بطون عذرة
تفرع عن عذرة بطون كثيرة أصبحت قبائل فمن بطون عذرة:

كاهل : (أو الكواهلة)، يعتقد أن منهم الكواهلة بالسودان، و هي قبائل عظيمة العدد و الشأن بالسودان اليوم و لعبت دورا كبيرا في التاريخ السوداني. على أنه يلاحظ أن الكواهلة ينسبون أنفسهم إلى الصحابي الجليل الزبير بن العوام.
عامر: و منهم جاء بني عامر و الذين يعرفوا أيضا بأسماء مشتقة من الأصل منها العوامرة و العمارنة، و سكنوا فلسطين و بعض مناطق بلاد الشام و إستوطن بعضهم مصر. وهم بنو عامر بن عذرة بن زيد. على إن هناك أيضا بنو عامر بن عوف بن بكر بن عذرة بن زيد، أي من بني عذرة موضوع هذا المقال، كما إن هناك أيضا هناك بنو عامر من بني عذرة من بني كلب بن وبرة، و من بني عامر من بني عذرة الكلبيين القضاعيين بطون: بكر وعوف ومالك وربيعة وثعلبة. على إنه يجب الأخذ في الإعتبار أن هناك قبائل أخرى تحمل اسم عامر.
رفاعة: و منهم بعض الرفاعيون الذين إنتشروا في العراق و بلاد الشام و مصر، و نسب رفاعة، هو رفاعة بن عذرة. و يجب ألا يخلط بين رفاعة من عذرة، و رفاعة (بطن) من بني هلال.
حسان: و إليهم (حسب فريدريك بيك) ينتسب بني حسن سواء في بادية الشام و فلسطين و مصر و العراق. و نسب حسان هو: حسان بن معاوية بن ربيعة بن حرام بن ضبة بن عبد بن كثير بن عذرة، فحسن هو أحد فروع بطن كثير. على إنه من الواجب أن نذكر أن بعض المصادر نسبت بني حسن في بادية الشام و العراق و فلسطين و مصر و السودان إلى بني هلال، أما هم فينسبون أنفسهم إلى الإمام جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الإمام الحسين الشهيد بن الإمام علي أمير المؤمنين،س. و قد قدم بني حسن من منطقة الليث في الحجاز إلى بادية الشام و فلسطين في عصر صلاح الدين يوسف الأيوبي، و شاركوا في بعض معاركه، و إستقر بعضهم في بادية الأردن اليوم، و البعض في فلسطين بالقرب من بيت المقدس، و قد سمح لهم صلاح الدين بالنزول لبيت المقدس بكامل سلاحهم في يوم عيد النبي موسى الذي يتزامن و عيد الفصح المسيحي. و كانت نخوة بني حسن هي جعافرة و مفردها جعفري، و كانت لبني حسن بفلسطين زعامة الحزب القيسي في مواجهة الحزب اليماني التي آلت زعامته آنذاك لبني مالك، و ذلك في القرنين الثامن عشر و التاسع عشر الميلاديان. بنمو بني حسن توسع بعضهم بإتجاه العراق، و البعض منهم نزل مصر، خاصة في العصر العثماني، مع بعض العشائر الأخرى مثل بني عطية، و إستقروا في محافظتي المنيا و أسيوط على وجه الخصوص، و أيضا بمحافظات مصرية أخرى في بحري مصر و قبليها، و بهم تعرف بلدة بني حسن بالمنيا. مع ملاحظة أنه لا علاقة بين بني حسن المذكورين و عشائر الأشراف الحسنية المتواجدين بصعيد مصر و بحريها.
عوف: وهم بنو عوف بن بكر بن عوف بن عذرة، و لعوف هذا من الولد عامر الأكبر وهو بطن عظيم وامه عمرة بنت عامر بن الضرب‏. و يلاحظ أن بطن يدعى عوف من عذرة الكلبيين المتقدم ذكرهم أعلاه، و من بني عوف العذريين الكلبيين دحية الكلبي وزيد بن حارثة (الصحابي الجليل)‏. كما هناك عوف بطن من كنانة عذرة من القحطانية، وهم بنو عوف بن كنانة بن عوص، كان له من الولد عبد ود وعامر وعمرو‏.
و من بطون عذرة أيضا: أياس و كثير (و كثير هذا تفرع عنه حسان بن معاوية أبو البطن المتقدم ذكره).

[تحرير] من مشاهير عذرة
جميل بثينة.
أبو محمد العذري البدوي، أحد علماء اللغة بالحجاز، و الذي وصف بأنه كان نسيج وحده في فصاحة اللغة و جمال التعبير، كما ذكر ابن عذاري في كتابه البيان المغرب، و قد إرتحل للأندلس من الحجاز، في زمن الأمير محمد بن عبد الله الأموي الأندلسي، أبو الخليفة الأموي الأندلسي عبد الرحمن الناصر، و قد إستقدمه ابن حجاج لبلاطه، و ابن حجاج هذا هو أحد كبار زعماء العرب اليمانية بالأندلس، و أحد عظماء الأندلس، و كان الحاكم الفعلي لأشبيلية في ذلك الوقت.

[تحرير] المصادر
السمعاني: الأنساب.
ابن عذاري: البيان المغرب.
فريدريك بيك: عشائر شرقي الأردن.
ابن حزم الأندلسي: جمهرة أنساب العرب.
أبو العباس القلقشندي: نهاية الأرب في معرفة قبائل العرب.
المقريزي: المواعظ والاعتبار بذكر الخطط و الآثار، و البيان و الإعراب عما بأرض مصر من الأعراب.
عبد الله خورشيد البري: أوراق مصرية - دار الهلال، القاهرة مصر، 1985. و القبائل العربية في مصر في القرون الثلاثة الأولى للهجرة، دار المعارف، القاهرة، مصر.