علا الشافعى تكتب.. مهرجان الأقصر وتنمية الصعيد ثقافيا.. وتحية لساويرس 126.jpg


قليلة هى المهرجانات التى تشهدها مصر، خصوصا فى ظل التراجع بالمشهد الثقافى، وفى ظل وجود قيادات لا تؤمن بأهمية المهرجانات، حيث يعتبرونها نوعا من الرفاهية التى لا عائد من ورائها رغم الدور الثقافى والترويجى لها.

وبنظرة سريعة لدولة مثل المغرب العربى، نكتشف زيادة عدد المهرجانات الفنية المختلفة بها عاما بعد آخر، وقد يصل عددها إلى 300مهرجان فنى متنوع سواء فى الغناء، ومعظمها صارت من كبريات المهرجان فى العالم، ويتهافت على حضورها كبار النجوم مثل مهرجان موازين الغنائى ومراكش السينمائى، وساهمت بشكل أو بآخر فى زيادة الدعاية السياحية للمغرب، والتى تشهد ارتفاعا فى زيادة أعداد السائحين الوافدين إليها، ليس ذلك فقط، بل استطاعت هذه المهرجانات لعب دور ثقافى مهم يتراكم عاما بعد عام حيث تزداد أعداد المتابعين للفعاليات المختلفة المتابعة والتى تثرى الحركة الفنية فى السينما الروائية والتسجيلية والقصيرة والمسرح والغناء وهى الحالة التى يدركها جيدا القائمون على "مؤسسة نون للثقافة والفنون" وأعضاء مجلس أمنائها الدكتور محمد كامل القليوبى، والدكتورة ماجدة واصف رئيس مهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوربية، والناقد السينمائى يوسف شريف رزق الله، والكاتب الصحفى جمال زايدة، وإصرارهم على تنظيم الدورة الثانية لمهرجان الأقصر للسينما الأوربية والمصرية، والذين أصروا على التغلب على كافة الصعوبات التى واجهتهم فى الدورة الأولى، وضمنوا العديد من الداعمين لهم، وعلى رأسهم رجل الأعمال نجيب ساويرس، والذى أمن هو أيضا برسالة المهرجان، وصدق أحلام القائمين عليه، لذلك لم يتردد فى دعم المهرجان.

ليس ذلك فقط بل يبدو أن ساويرس رجل الأعمال المصرى الوحيد الذى يؤمن وعن قناعة تامة بالدور الحقيقى للفن فى تنمية المجتمعات والنهوض بها، واثقا أن الحل لما تشهده مصر من تطرف لا يتم حله بالقبضة الأمنية فقط، بل بالاهتمام بالثقافة والفنون والعمل على انتشارها، لخلق جيل واعٍ مؤمن بالثقافة ويعمل عقله ويكون بعيدا عن غسيل الأدمغة الذى يقوم به للمتطرفين لجيل يعرف سوى العنف طريقا للتعبير عن قناعاته، وإيمانه بذلك هو الذى جعله يقرر إطلاق مجمع سينمائى ضخم فى الأقصر، يضم قاعات للسينما خدمة لأهالى الأقصر وما حولها التى تخلو من أى قاعة سينما تجارية، وهو الأمر الذى يعصب تصديقه.

وقد يكون اهتمام رجل الأعمال المصرى الوطنى هو بداية لتحقيق نهضة ثقافية تليق بواحدة من أقدم دول العالم، والتى تضم ثلث أثار الحضارة الإنسانية وشهدت العديد من الثقافات، وأتمنى أن يقام بالأقصر أكثر من مهرجان سينمائى وغنائى يكون دوره حفظ تراث المدينة، المليئة أيضا بالمواهب، وليت كل رجال الأعمال يعملون بمنطق ساويرس، ويدركون أهمية تنمية العقول والروح اعتبار الثقافة حقا أصيلا لأبناء هذا المجتمع، وتحديدا فى صعيد مصر والذى عانى ولا يزال من تهميش ثقافى وفنى رغم ثرائه وتنوع الثقافات به، خصوصا أن بعضها صار فى طريقه للاندثار، ويستحق الحفاظ عليه.

وقد يكون مهرجان الأقصر للسينما الأوربية والمصرية والذى تفتح فعالياته غدا الأحد، خطوة أولى فى تنمية الصعيد ثقافيا.

تحية لمؤسسة نون ولرجل الأعمال نجيب ساويرس، والذى كان أيضا من أوائل الداعمين لصناعة السينما فى مصر.


للمزيد من اخبار الفن والتلفزيون...

تامر كروان: الروح الكوميدية المصرية تسيطر عل موسيقى "هبة رجل الغراب"

محمد حمدى: انتهيت من أصعب مشاهد "سالم أبو أخته"

مهرجان "Sundance" يدخل الأطفال لعالم السينما المستقلة



أكثر...