سلاما .. نلتقي غـــــــــــــدا .
تهامس الشبان وهم ينظرون الى الوان الطيف الشمسي ترتسم على وجه همام .. اخذت الدهشة منهم مأخذا, الا واحد أشاح بوجهه الى الارض واخذ بالتظاهر بإشعال سيجارة وتمتم بعدها هيا لنذهب مازالت الشمس ترتفع في كبد السماء .. ترتفع تبعا لها درجة حرارة الجو بخار الماء يرسم صورة تمتد عبر الاثير للسراب فوق المروج الزاهية ..
نظر بعضهم الى همام شزرا واطلق ضحكة مدوية ، ربت على كتف همام وهو يقول: بسيطة, سهلة بإذن الله,لا تهتم, سنتان فقط تعود بعدها سالما الى ارض الخير لم يعلق همام واكتفى باطلاق زفير طويل ..
في المساء .. لوحت الشمس لابناء القرية بتحية التوديع فأجابتها الطيور بالصمت الذي يوحي الى الاحترام .. واستقبلتها مصابيح القرية بالتوهج .. كانت حبات اللوبياء والقرع والباميا تختزن كل طاقتها لتفجرها في الصباح عبر الحقول .. لتغمر قلب همام واخوته فرحا سرمديا ..
تحتضن اسماء شجيرات الطماطم بيديها كما تحتضن الام وليدها تدفع التراب على جذورها لتمنحها الدفء وتمكنها من التوغل في التربة اكثر فاكثر, لكي تزداد نظارة واخضرارا وتعطي منتوجا كثيرا .. لا تعلم اسماء انها تساهم برسم هذه اللوحة الفسيفسائية العجيبة التي تمتد على مرمى البصر تطرز بها ارض القرية المعطاء وتمنحها تلك الخيرات المثيرة .. تمتد الفضاءات البصرية عبر الحقول الوان لم تتحكم بها ريشة فنان لتعبر عن مخيلته المتقدة .. انها صرخات لونية لا ارادية لمئات الفنانين الذين اسهموا بإخراجها لكل مخيلته لكل ذوقه الخاص لكل رؤياه لكل احلامه وللطبيعة احلامها التي تصبها في بوتقة الالوان .. لوحة خرافية تتغير في كل يوم فلا حدود للمساحات اللونية ولا حدود للتدرج التضاريسي وكأن كل فلاح يحمل ريشة ليرتق ما انفتق من حنايا اللوحة ..
ســـــــــلاما تلتقــــــي غــــــــدا