يرتفع صوت المؤذن مخترقا شارع المنشية فى منطقة فيصل للإعلان عن صلاة الجمعة.. يتجمع المسلمون فى المسجد ويصطف الأقباط فى الخارج منتظرين لحظة "الصفر" مع السلام الأخير للصلاة، يرفع الجميع ما استطاع من السلاح ولكن اليوم ليس لفتنة طائفية جديدة.. اليوم لإعلان شارعهم "منطقة خالية من المخدرات".

مثلما تتضافر زينة رمضان بين المنازل تزين "بلكونات" شارع المنشية الآن عبارات واضحة "ممنوع بيع المخدرات نهائيا" و"لا للمخدرات بيع أو شراء" وقوله تعالى "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان"، وأسفلها تتناثر الحكايات على النواصى وقهاوى المنطقة العتيقة عن الشارع الذى كان قبل أيام "سوق للمخدرات ولا سوق الجمعة"، قبل أن يرفع أهله الآن كما يقول محمد قطب- المتمترس مع مجموعة من أهل الشارع فى دورية حراسة شعبية- شعار "الدخول للجدعان فقط".

"المشكلة بدأت مع الانفلات الأمنى بعد الثورة" يلتقط عم سعد أحمد، مبيض المحارة الخمسينى، أطراف الحديث من المحامى الشاب ليشرح بداية المشكلة "إحنا قريبين من الدائرى والمنطقة كلها مواقف ميكروباصات غير أن فى شباب من الشارع اشتغلوا فى المخدرات وبدأوا يجيبوا زمايلهم لحد ما المنطقة بقت تجمع لبياعين المخدرات من كل مكان والبيع عينى عينك بكل الأصناف والأشكال، والمعاكسات والخطف بقى نشاط عادى، واستنينا الحكومة تتحرك ما اتحركتش ومكنش قدامنا غير أننا نتحرك إحنا، اخترنا يوم جمعة بعد الصلاة واجتمعنا مسلمين ومسيحيين وطردنا كل البياعين".

السيد أحمد، 14 عاما، هو واحد من المسئولين عن دورية الحراسة الصباحية، الجميع هنا له مهمة مثلما يقول "شارعنا ولازم كلنا نحافظ عليه" ويتابع بفلسفة طفولية ولهجة مليئة بجدعنة أولاد البلد "الشارع هيبقى بتاعنا إحنا بعد كام سنة ولو كان استمر على حالة مكناش هنلاقى مكان نعيش فيه، عشان كده لازم نقف ونساعد أنه يفضل من غير مخدرات لأن لو بطلنا نقف قبل ما الحكومة تيجى وتعمل دوريات كل حاجة هترجع زى ما كانت".

اللافتات التى تزينها جميعا آيات القرآن الكريم، هى فكرة وتصميم القبطى فؤاد صومائيل، الذى يقول عنه محمد قطب "فوجئنا به جايب اليفط وبيعلقها" قبل أن يتحدث صومائيل "كلنا هنا أخوات، ولما قررنا نشيل المخدرات من الشارع أتحركنا مسلمين ومسيحيين زى أهلنا ما ربونا وكبرنا كلنا مع بعض ما بنعرفش مين المسلم من المسيحى، وكنت عايز أشارك بحاجة فى اللى بيحصل وجتلى فكرة اليفط ونفذتها كده وكان ليها عامل كبير أن يبقى الكلام واضح سواء للى هيحاول يبيع ثانى أو حتى اللى بيفكر يشترى".

يبتسم الشاب القبطى بفخر قبل أن يتابع "الأجمل أن اليفط الواضحة ساعدت أن الموضوع يتنفذ فى أماكن ثانية، بقى موجود فى المدبح، وفى مصر القديمة، المعلمين هناك عملوا يفط شبه ديه وشالوا المخدرات من المناطق بتاعتهم".

طلب واحد فقط يطلبه جميع من فى الشارع الآن يقوله محمد نور "عايزين دورية شرطة تعدى علينا، عملنا الحملة من 3 أسابيع وروحنا النقطة وقالوا لنا أن الدورية هتعدى من أول الأسبوع ولحد دلوقتى ما جتش والحل أن كل الناس بتاخد من وقتها ووقت أشغالها عشان تحرس المنطقة، بس ده مش حل، وفى الآخر لو أى مشكلة تطورت مع حد من بياعين المخدرات ممكن توصل لمراحل خطر سهل ما تحصلش لو بس دورية شرطة عدت عشان تكمل الشغل اللى بدأناه".

لمزيد من أخبار المنوعات..

"الشبّة".. الحل الأمثل لإزالة رائحة العرق الكريهة بطريقة طبيعية

بالصور.. اصنع تقويمًا خاصًا لمكتبك من غلاف الـ "CD"

حمل أى أغنية من Sound Cloud بكل سهولة على متصفح "فاير فوكس"



أكثر...