نسب امير البيان شكيب ارسلان

النسب الأرسلاني، بقلم أمير البيان شكيب أرسلان، ويعود النسب للأمير أرسلان بن مالك اللخمي من جشعم المناذره تنوخ ( ت 171 هـ)



الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن والاه .



أما بعد، ترجم له الزركلي في " الأعلام " فقال : أرسلان بن مالك بن بركات بن المنذر ابن مسعود، من بني الملك المنذر بن ماء السماء اللخمي (109 - 170 هـ ) : رأس الأسرة الأرسلانية في لبنان وإليه نسبتها، كان مقيماً هو وبعض أقاربه في معرة النعمان (بسورية) أيام المنصور العباسي، ولمّا قدم المنصور إلى دمشق أقطعهم مساحات في جبال بيروت الخالية - يومئذ - فانتقلوا إليها وعمروها، واستقر أرسلان في المكان المعروف بسن الفيل، وقاتله سكان لبنان فحالفه الظفر، واشتهر، ومدحه الشعراء. وكان موصوفاً بالحزم والشجاعة. تفقه على الإمام الأوزاعي، وتوفي بسن الفيل، ودفن ببيروت . اهـ .


قال الأمير شكيب أرسلان ( 1286 – 1366 هـ ) رحمه الله في " السِّجل الأَرْسَلاني " ( ص 13 / ط . الدار التقدمية ) ( قال أبو معاوية البيروتي :وهذا الكتاب هو فصلٌ كتبه شكيب في مقدمة ديوان أخيه نسيب أرسلان، وسمّاه " روض الشقيق في الجزل الرقيق " ) معرِّفاً بالسجل :
... سجل محفوظ لدى عائلتنا متضمّن نسبها المتسلسل منذ سنة 142 للهجرة إلى هذا العصر، مثبتاً لدى القضاة والحكّام بشهادة العلماء الأعلام عصراً فعصراً بدون انقطاع، مؤيّداً ما نقلته عن السجل الأرسلاني بروايات الكثيرين من مؤرِّخي لبنان؛ حتى من أعدائنا وممّن يغصّون بنا،
... لم نقصد لا افتخاراً ولا ابتهاراً، ولكنها شنشنة العرب المركوزة في فطرتهم لا يبتغون عنها حِوَلاً، وهي المحافظة على أنسابهم، والبحث عن أُصولهم، والتنقيب عن ماضيهم، ولم ينفرد بذلك العرب، بل هو عند غيرهم من الأمم، وإنْ كانوا هم فيه أبعد مدى وأزهر منتدى، وأصحّ الأقوال في هذا الباب هو قول القائل :


كن ابن من شئت واكتسب أدباً ....... يُغنيك مضمونه عن النسبِ
إن الفتى من يقول ها أنذا ....... ليس الفتى من يقول كان أبيجنيف، في 19 رمضان 1353 هـ



نسب الأمير نسيب أرسلان ( أخ الأمير شكيب ) بحسب سجل نسب العائلة الأرسلانية المحفوظ عندها





الأمير نسيب أرسلان المتوفى في عشر جمادى الثانية سنة 1346 عن 59 سنة ( الولادة عام 1277 )،
ابن الأمير حمود ( 1247 – 1305 )،
ابن الأمير حسن ( 1215 – 1269 )،
ابن الأمير يونس ( 1177 – 1237 )،
ابن الأمير فخر الدين ( ت 1195 )،
ابن الأمير حيدر ( المتوفى في أواسط رمضان 1135 )،
ابن الأمير سليمان ( 1057 – 1107 )،
ابن الأمير فخر الدين ( 1025 – 1063 )،
ابن الأمير يحيى ( المتوفى في أواسط شوال سنة 1042 )،
ابن الأمير مذحج ( ت 1026 )،
ابن الأمير محمد ( 944 – 1014 )،
ابن الأمير جمال الدين أحمد ( 894 – 994 )،
ابن الأمير بهاء الدين خليل ( المتوفى عاشر ذي الحجة سنة 916 )،
ابن الأمير صلاح الدين مفرج ( المتوفى في غرة جمادى الآخرة سنة 888 )،
ابن الأمير سيف الدين أبي المكارم يحيى ( 769 – 827 )،
ابن الأمير نور الدين أبي السعادات صالح ( ت 790 ) ( والقاضي تقي الدين السبكي من جملة العلماء الموقّعين على هذا الإثبات ) ،
ابن الأمير سيف الدين مفرج ( المتوفى 22 صفر 747 )،
ابن الأمير بدر الدين يوسف ( ت 690 )،
ابن الأمير أبي الجيش زين الدين صالح ( المتوفى لسبعٍ بَقِين من شعبان سنة 695 عن نيّف وتسعين سنة ) ( والإمام النووي من جملة العلماء الموقّعين على هذا الإثبات )،
ابن الأمير عرف الدولة قوام الدين علي الملقّب بأرسلان ( المتوفى 13 رجب سنة 627 )،
ابن الأمير ناهض الدين أبي العشائر بحتر ( المتوفى 15 شوال سنة 561 )،
ابن الأمير عضد الدولة علي الشهيد المقتول في حصار بيروت سنة 504 )،
ابن الأمير شجاع الدولة أبي الغارات عمر ( 418 – 480 )،
ابن الأمير أبي المحامد عيسى ( ت 444 )،
ابن الأمير عماد الدين موسى ( 396 – 428 )، ابن الأمير أبي الفضل مطوع ( المتوفى في جمادى الأولى سنة 410 )،
ابن الأمير عز الدولة تميم ( المتوفى في العشر الأول من رمضان سنة 387 )،
ابن الأمير سيف الدولة أبي تميم المنذر ( المتوفى 24 شعبان سنة 360 عن نيّف وستين سنة ) ( والمحدّث ابن جميع الصيداوي من جملة العلماء الموقّعين على هذا الإثبات )،
ابن الأمير النعمان أبي حسام ( 227 – 325 )، ابن الأمير عامر ( المتوفى 26 ذي القعدة سنة 272 )،
ابن الأمير هانئ ( المتوفى صباح يوم الخميس رابع رمضان سنة 238 )،
ابن الأمير مسعود ( المتوفى ليلة السبت 13 محرم الحرام سنة 223، الولادة عام 145 )،
ابن الأمير أرسلان ( المتوفى في خمسة ذي الحجة سنة 171 عن ستين سنة، الولادة عام 111 )،
ابن الأمير مالك ( المتوفى في جمادى الأولى سنة 134 عن 68 سنة، الولادة عام 66 )،
ابن الأمير بركات ( ت 106 )،
ابن الأمير منذر – الملقّب بالتنوخي – ( 18 – 78 )، ابن الأمير مسعود ( ت 45 )،
ابن الأمير عون، شهيد واقعة أجنادين التي جرت يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة بقيت من جمادى الأولى سنة 13 هـ، ويُقال ليلتين خلتا من جمادى الأخرة من السنة المذكورة . اهـ .





والناظر إلى السجل يجد أسماء العديد من العلماء الذين وثّقوه عبر العصور،
فعائلة أرسلان ليست درزية في الأصل،
بل هي من أهل السنة والجماعة وطرأ عليها الاعتقاد الدرزي لاحقاً،
وكانت العائلة موجودة في لبنان قبل نشأة الدروز بقرون،
ووقفتُ اليوم على توقيع الإمام الطحاوي على النسب في زمانه،
ووُجِدَ فيهم مجاهدون حموا الثغور وحاربوا الكفار ببسالة وتضحيات عبر العصور،
بل ووُجِد فيهم من حفظ صحيح البخاري وحدّث به،
وأحدهم كان فقيهاً وألّف في فقه الإمام الأوزاعي،
لكن السؤال الذي يطرح نفسه :
متى دخلت عقيدة الدروز إليهم ؟


وسؤال أوجّهه أولاً إلى أخي الباحث أبي الطيب أحمد وغيره من الباحثين :
ماذا قال الأمير شكيب أرسلان رحمه الله عن عقيدة الدروز ؟؟؟



وهاكم صورة عن شجرة نسب للأرسلانيين





الصور المرفقة


: أعيان التنوخيين الذين تولوا حكم بيروت وجبال العرب قبل سقوط المدينة بيد الفرنجة عام ١١.jpg‏
: 29.0 كيلوبايت
: jpg
: 6
: اضغط هنا


: سلسلة أعيان الأرسلانيين من ذرية بحتر بن علي.jpg‏
: 32.7 كيلوبايت
: jpg
: 5
: اضغط هنا







قال د . حسان حلاق في مقاله عن العائلات اللبنانية ذات مذاهب متعددة :


أسرة أرسلان:
أسرة بيروتية ولبنانية وعربية تنقسم في بيروت وخلده ولبنان والعالم العربي الى عدة فروع منها:
1 – أسرة أرسلان السنية اللبنانية والعربية.
2 – أسرة أرسلان الدرزية اللبنانية.
3 – أسرة أرسلان السنية البيروتية.
4 – أسرة أرسلان الشيعية اللبنانية.
5 – أسرة أرسلان المسيحية في بيروت والجديدة وسواهما.




فليست كل العائلة تحوّلت إلى معتقد الدروز ...



الأمير شكيب أرسلان ( 1286 – 1366 هـ ) لم يكن درزيًّا بل مسلماً سنيًّا



يسود الاعتقاد عند كثير من الناس أن الأمير شكيب أرسلان ( 1286 – 1366 هـ ) رحمه الله كان من الدروز – وهم فرقة باطنية حكم العلماء بردّتها – بحكم كونه من عائلة أرسلان الدرزية، وهذا اعتقاد خاطئ، فالأمير شكيب كان مسلماً سنيًّا مقيماً للعبادات، فأحببتُ أن أصحِّح هذا الاعتقاد الخاطئ ببعض الإشارات التي تدل على دين الأمير شكيب رحمه الله :
- ولد الأمير شكيب بن حمود أرسلان في أول ليلة من رمضان سنة 1286 هـ ( 25 / 12 / 1869م )، وبعد بلوغه سن الخامسة انتدب له والده معلِّماً اسمه أسعد أفندي نادر يقرئه القرآن الكريم، قال شكيب في " سيرته الذاتية " ( ص 39 / ط . الدار التقدمية ) : فحفظنا منه سوراً كثيرة . اهـ .


- قالت زوجته سليمى الخاص بك حاتوغو الشركسية الأصل ( وهي مسلمة سنية ) التي تزوجها سنة 1916م في حديثها للدكتور أحمد الشرباصي : أن الأمير شكيب كان متديّناً محافظاً على الصلاة . ( شكيب أرسلان داعية العروبة والإسلام، ص 47 / ط . دار الجيل )


- مطالعة الأمير شكيب للمبادئ الكلية في الفقه الإسلامي، قال عن نفسه في مقالة بجريدة الشورى ( عدد 25 / 11 / 1926م ) : " أنا لست فقيهاً، ولا قرأتُ في الأزهر، ولا دارت العمامة برأسي في يوم من الأيام، وما طالعتُ من الفقه إلا المبادئ الكلية " . ( شكيب أرسلان داعية العروبة والإسلام، ص 53 / ط . دار الجيل )


- ألّف الأمير كتاب " الارتسامات اللطاف في خاطر الحاج إلى أقدس مطاف " يصف فيه رحلته لأداء فريضة الحج سنة 1348 هـ / 1929م، قال في مقدمته ( ص 35 / ط . دار النوادر ) : مضت عليّ حججٌ كثيرة وأنا أهمُّ بأداء فريضة الحج، والعوائق تعوق، والموانع من حول إلى حول تحول، إلى أن يسّر الله بلطفه وحسن توفيقه لي أداء هذا الفرض في سنة 1348 هـ ... اهـ .


قال أبو معاوية البيروتي : وهذا الكتاب يكفي مَن طالعه كدليل على أن الأمير شكيباً على اعتقاد أهل السنة والجماعة؛ بل ويُظهر بعض ما عند الأمير من العلم الشرعي والفقه .


- موافقته للسلفيين على هدم القباب والمزارات وما يُتبرّك به، قال في " رحلته الحجازية " ( ص 213 / ط . دار النوادر ) : لا إنكار أن الوهابيين يبالغون في الهدم والقطع والنقض والقلع كلّما مرُّوا بقبة أو مزار أو شجرة تُعلَّقُ عليها خِرَقٌ، وتقشعرُّ جلودُهم من هذه المناظر، ولكنّي مع اعترافي بغلوّهم في هذا الأمر، لا أراهم حائدين فيه عن سُنن الشرع القويم . اهـ . وقال ( ص 215 ) : إن كثيراً من العوام أو من الخواص أشباه العوام يحبّون الصلاة بجانب القبور، وهذا ممّا ينفر منه السلفيون أشدَّ النفور، وليسوا في هذا بغالطين . ( فائدة : ذكر الأمير في " رحلته الحجازية " ( ص 219 ) حديثاً في فضل بني العباس وبقاء ملكهم إلى المحشر، وعلّق قائلاً : والوضع ظاهر كالشمس في هذا الحديث )


- وختاماً لهذه الكلمة المختصرة، لعل البعض يشتبه عليه بأن الأمير شكيب درزي بما يقف عليه في كتابات الأمير من دفاعٍ عن الدروز، فلعلّ الأنسب كلمة د . أحمد الشرباصي في كتابه " شكيب أرسلان داعية العروبة والإسلام " ( ص 20 / ط . دار الجيل )، قال : " لقد سبق أن الأمير يُعَد من الناحية الشكلية درزيًّا، ولكنه في الاعتقاد كان سنيًّا، وكان يتعبّد على مذهب أهل السنة، فهو يصوم ويصلّي ويزكّي ويحج كما يفعل جمهور المسلمين، ودفاعه عن الدروز كان سياسة، وبقصد تجميع الكلمة وعدم التفرقة بين الأمة " اهـ، والله أعلم .


- توفي الأمير رحمه الله يوم الاثنين 15 محرم 1366 هـ ( الموافق لـ 9 / 12 / 1946م )، وصلّى عليه المسلمون في الجامع العُمَري ببيروت، ونُقِل إلى قريته الشويفات حيث دُفِن بجوار أخيه عادل . إقامة الأمير شكيب في المدينة النبوية






قال الأمير شكيب رحمه الله في " سيرته الذاتية" ( ص 95 / ط . الدار التقدمية ) : أبقتني الدولة ( العثمانية ) هناك ( أي في سوريا ) لأنها كانت صممت على تأسيس دار الفنون في المدينة المنورة، ... وطاب لي أنا المناخ بالمدينة، وكان الفصل شتاء، فرأيت الشتاء هناك عبارة عن ربيع لطيف، وأقمتُ بالمدينة المنورة نحو شهرين ونصف، أسّست فيها فرعاً للجمعية الخيرية الإسلامية التي تقدّم الكلام على كوننا أسّسناها في الأستانة، وقد استأجرنا للفرع المذكور مكاناً لائقاً، واشترينا أرضاً لنبني لها دائرة خاصة، وكانت الأمور كلّها مؤاتية، وكانت السكّة الحديدية الحجازية في غاية الانتظام، وكان القطار يقطع المسافة بين دمشق والمدينة في ليلتين ويوم، وكانت المدينة تتقدم في العمران حتى بلغ أهلها نحو سبعين ألفاً، وكانت أراضيها تغلو يوماً فيوماً، ... وكان يتردد عليّ – إذ أنا في المدينة – المرحوم مأمون أفندي برى، مفتي المدينة المنورة، وكان على جانب من الذكاء والخبرة . اهـ .


وذكر د . أحمد الشرباصي في كتابه " شكيب أرسلان داعية العروبة والإسلام" ( ص 228 / ط . دار الجيل ) أن الأمير شكيب زار المدينة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام سنة 1332 هـ / 1914م، واعتنى بزيارة مكتباتها البالغة يومئذ سبع عشرة مكتبة، ثم كتب عن المكتبات معرِّفاً بها ذاكراً أسمائها وأماكنها وصفاتها وبعض ما فيها من نوادر الكتب .