الأفكار الانتحارية أكثر انتشاراً وأكثر عمومية مقارنة بالسلوك الانتحارى، حيث أوردت الدراسات المجتمعية أن حوالى 6.7% إلى 12% من الأطفال والمراهقين لديهم شكل أو آخر من الأفكار الانتحارية الجادة، كما قال الدكتور مدحت عبد الحميد أبو زيد، أستاذ ورئيس قسم علم النفس بجامعة الإسكندرية، إن التصورات الذهنية المتعلقة بالانتحار تعد أحد أشكال التشويه المعرفى والتى تتميز بالتفكير فى الانتحار، والانشغال الذهنى به، والاستغراق فى معانيه وما يرتبط به من خيال.

وتحتوى تلك التصورات على أفكار خاطئة عن الذات والآخرين، وتعميمات خاطئة وأحكام ذاتية سلبية، وتوقعات ذهنية سيئة، وتتمثل خطورة الأفكار الانتحارية فى أنها مختبئة داخل ذهن الفرد، وغير معلنة إلا إذا أفصح عنها، وعادة لا يفصح الفرد عنها إلا بعد أن تختمر الفكرة داخل ذهنه تماماً وتنضج وقد يعلن عنها فى مرحلة الإنذار.

وتابع "أبوزيد" ولكن ما دامت الفكرة غير معلنة فهى ما زالت داخل مفكرها مثل الخلية السرطانية تنمو وتتكاثر بسرعة وفى هدوء حتى تقع الكارثة والإعلان عن الفكرة رهين بالتركيب للشخص، فليس كل محاول انتحار يعلن عن فكرته الانتحارية مسبقاً خاصة فى مستشفيات الصحة النفسية والعقلية ومراكز علاج الإدمان حيث يندهش كثير من المشتغلين بالميدان عند انتحار شخص ما كان منذ ساعة قبل انتحاره عادياً أى انتحار دون سابق إنذار، ولكن فى الواقع كان هناك إنذار ولكن خفياً.

واوضح مدحت أن الفكرة الانتحارية كانت قابعة داخله لا تبرح مخيلته وظلت تنمو حتى كان السلوك الانتحار، وذلك من خلال تدرج السلم الانتحارى وتسلسله وإن التصورات الذهنية الانتحارية تعنى تقويماً متطرفاً للحياة والموت، وإدراك فارق كبير بين الحياة والموت ذى مغزى لصالح الموت، وقلب الترتيب الهرمى للحياة والموت، وتفضيل أولوية الموت على الحياة.

لمزيد من أخبار الصحة..

علاج ارتفاع درجة حرارة الطفل بعمل حمام ماء دافئ وليس باردا

نصائح سحرية تجنبك الإصابة بـ"حساسية المهبل"

وهم العلاجات البديلة كالألوان والموسيقى فى الطب النفسى



أكثر...