شبكة عراق الخير
النتائج 1 إلى 10 من 21

الموضوع: القضية الشائكة في العراق ماهي حقائقها

Share/Bookmark

مشاهدة المواضيع

المشاركة السابقة المشاركة السابقة   المشاركة التالية المشاركة التالية
  1. #1

    افتراضي القضية الشائكة في العراق ماهي حقائقها

    القضية الشائكة في العراق

    [frame="6 75"][align=justify]
    ان قضية الشيعة والسنة قضية شائكة الى اقصى حد – سيما في العراق – هذا البلد الذي يصح ان يسمى " بلد الجلآوزة " . حيث كان العراق موئل هذه القضية من اول امرها ولايزال يعاني منها مايعاني . ولم ينهمك بلد من البلاد الاسلامية في شئ بمثل ماانهمك العراق في هذه القضية ... وعندما اتحدث عن هذا الموضوع لم اعني انه مخصص للجيل القديم من ابناء العراق ... فهؤلاء سوف لايفهمون منه شيئا , اذ ان كل فريق منهم واثق بأن الحق بجانبه وحده وان الباطل كله من نصيب غيره , وهو قد ورث هذا الاعتقاد الجازم من آبائه . فهو لايفهم الا مانشأ عليه من تقاليد وعقائد وطقوس . شأنه في ذلك شأن اي مجتمع جامد – دأبه ان يقول : " انا وجدنا آبائنا على ذلك وإنا على اثارهم مقتدون " انما اكتب من اجل الجيل الجديد – هذا الجيل الذي سئم من هذه التقاليد البالية وادرك بأنها مصدر بلآئه وأساس ضعفه . وأن الملاحظ اننا نجد في هذا الجيل الكثير من المدركين الواعين يلاحظون هذا النزاع الطائفي ومافيه من سخف وتخابث فتتقزز نفوسهم منه .. فالمجتمع رازح تحت اعبائه الثقيلة بينما اهلوه قد انهمكوا فيما لاطائل وراءه من جدل عقيم ... حيث ان المنطق الاجتماعي يستسخف هذا الجدل ويضحك على ذقون اصحابه فهو يعتبره جدلا قبليا اكثر منه جدلا مبدئيا .
    كان المنطق القديم يعد الحق والباطل صنفين متضادين فأذا كان امر من الامور حقا فلابد ان يكون نقيضه باطلا . وهذا هو مايدعي بالتصنيف الثنائي وهو تصنيف لايستسيغه المنطق الحديث ... حيث ان الحق والباطل في نظر المنطق الحديث امران اعتباريان والنزاع فيهما هو في اساسه نزاع على المقاييس اكثر منه نزاعا على الحقائق كما ان المنطق الحديث قد قلب الافكار رأسا على عقب ومن شديد الاسف ان نرى مفكرينا المعاصرين لايزالون يعيشون في خيالات التفكير القديم..
    تحدثنا الاساطير ان غرابا رأى زميلا له من نوعه فهاله ماوجد في وجه زميله المحترم من سواد كالح انه امتعض مما وجدفي وجه زميله من سواد وهو لو نظر الى وجهه في المرآة لرآه لايقل سوادا وقبحا عن وجه زميله .. والمشكلة آتية من كون الغراب لايملك مرآة ليرى وجهه فيها ... وهذه هي مشكلة البشر جميعا .. فكل فريق يرى مساوئ غيره ولا يدري انه مبتلي بمثل تلك المساوئ على وجه من الوجوده
    اننا عندما نتحدث عن هذه المشكلة الاجتماعية المستأصلة في مجتمعنا حيث لاتجد من يقف حائلا دون استمرارها على الرغم من تفاهتها لا ابغي من خلالها اقناع من لايرغب ان يقتنع بل اريد منها اقناع من اراد ان يقتنع حيث من لايريد ان يقتنع فلاحيلة لنا من امرنا حياله فأن من نشأ في بيئة اجتماعية معينة وقد تربى على تقاليدها وماييسها الفكرية يصعب عليه ان ينظر في الامور نظرة مجردة لكون ان المقاييس الفكرية الخاصة بمجتمعه قد انغرزت في عقله الباطن واصبحت توجه تفكيره من حيث لايدري فتفكيره محاط بهالة من الشرود لايفهم غيرها ضانا بانه حر في تفكيره يعيش حالة من الوهم حيث انه لايختلف في قيوده الفكرية عن غيره من الناس لكونه يرى قيود غيره ولايتمكن من رؤية قيوده الخاصة به فهو يقول لغيره يااسود الوجه ويغفل سواد وجهه مع الاسف الشديد
    ان من ما يزعج البعض ان بعضا من رجال الدين حين تراهم يكتبون ويخطبون معلنيين للناس انهم يطلبون الحقيقة المجردة – غير انهم يطلبون الحقيقة كما يشتهونها والانسان لايفهم من الحقيقة الا ذلك الوجه الذي لايلائم عقده النفسية وقيمه الاجتماعية ومصالحه الاقتصادية . اما الوجوه الاخرى من الحقيقة فهو يهملها باعتبار انها مكذوبة او من بنات افكار الزنادقة – لعنة الله عليهم فهو لايتمكن من الوصول الى الحقيقة الكامله الا ذلك المشكك الذي ينظر في كل رأي نظرة الحياد حيث ان الشك هو طريق البحث العلمي ولم يتمكن العلماء المحدثون ان يقتفوا اسلافهم في البحث الا بعد ان اتبعوا طريق الشك ... اما اولئك المتحذلقون الذين آمنوا بتقاليد آبائهم ثم جاؤونا مطالبين بالحقيقه المجردة وهم اساسا يرفضون ما سيصل الهم منها فهم لايستحقون في نظر العلم الحديث غير البصاق في وجوههم ... نحن لانضع اللوم على رجال الدين على ايمانهم الذي يتمسكون به ولكننا نلومهم على التطفل في البحث العلمي وهم غير جديرين به حيث ان الايمان والبحث على طرفي نقيض ولا يستطيع المؤمن ان يكون باحثا ومن يريد ان يخلط بينهما فهو بلاشك سيضيع المشيتين
    ان رجال الدين من الشيعة واهل السنة يتنازعون على اساس قبلي كما يتنازع البدو في الصحراء .. فكل فريق ينظر الى مساوئ خصمه وكل حزب بما لديهم فرحونحيث قد يستغري القارئ ان كلتا الطائفتين كانتا في اول الامر من حزب واحد وان الذين فرقوا بينهما هم الحكام ومن كان يعظهم ففي عهد الدولة الاموية كان الشيعة واهل السنة يؤلفون حزب الثورة حيث كان الشيعة يثورون على الدولة بسيوفهم بينما كان اهل السنة يثورون عليهم بأحاديثهم النبوية – هؤلاء كانوا ينهون عن المنكر بالسنتهم واولئك كانوا ينهون عنه بايديهم .. ومما تجدر الاشارة اليه ان مصطلح اهل السنة ( اهل السنة والجماعة ) لم يظهر في التاريخ الا في ايام المتوكل وكانوا قبل ذلك يدهون ( اهل الحديث ) و( الحديث ) و ( السنة ) لفظتان مترادفتان من بعض الوجوه ومن يدرس سيرة اهل الحديث اثناء الحكم الاموي يجدهم كانوا على عداء مستحكم ضد ذلك الحكم الطاغي.. وما لايخفى مرت اثناء الحكم الاموي فترة قصيرة امدها سنتان تقرب فيها اهل الحديث من الدولة وايدوها – هي تلك الفترة التي حكم فيها عمر بن عبد العزيز .. وعمر هذا لم يكن في اعماق نفسه امويا انما كان راشديا متأثرا بسيرة جده من امه عمر بن الخطاب حيث دخلت عليه عمته ترجوه ان يتبع سنة بني امية وينزع عن سنة جده عمر بن الخطاب فأبى فلما خرجت من عنده قالت لقومها من بني امية " تزوجون ابنكم عبد العزيز من آل عمر بن الخطاب فإذا نزعوا الى الشبه جزعتم ؟ اصبروا له وذوقوا مغبة امركم " ولتكونوا على ثقة اذا قلنا بأن اهل الحديث لم يكونوا اقل من الشيعة عداء للآموييين يجمعونه ويصقلونه ليحاربوا الظلم والترف والطغيان الذي كان سائدا في ذلك العهد .
    ان الثورة بوجه عام تحتاج الى نوعين من السلاح هما السيف وسلاح القلم .. ولم تنجح ثورة في التاريخ من غير اقلام قوية او السنة تدعوا اليها وتنشر مبادئها بين الناس .. فالسيف وحده لايكفي لتدعيم مبدأ من المبادئ الثورية فإذا لم تتبدل القيم الفكرية ويخلع الناس عن عقولهم طابع الخضوع والجمود عجز السيف عن القيام بثورة ناجحة.
    ان العباسيين لم يكونوا يختلفون عن اسلافهم الامويون من حيث الترف والطغيان او من حيث السفك والنهب .. انما اختلفوا عنهم بالمظهر فقط حيث ان اولئك كانوا ينفرون من اهل الحديث ويضطهدونهم وهؤلاء يبجلونهم ويذرفون الدموع الغزيرة عند حضورهم .. وإن مايلفت النظر ان كبار الفقهاء واهل الحديث لم ينخدعوا بهذا المظهر الخلاب فقد كانوا اذكى من ان تنطلي عليهم الحيلة حيث بقى هؤلاء على دأبهم الاول يدعون للثورة ويؤيدون اصحابها .. ووجدناهم ينشرون فضائل علي بن ابي طالب بين الناس ويبثون مبادئه الاجتماعية التي ثار من اجلها هو واولاده من بعده.. ولو درسنا سيرة الائمة الكبار الذين عاشوا في اواخر العهد الاموي وأوائل العهد العباسي لوجدناهم يتشيعون لعلي ولمبادئه الثورية تشيعا عجيبا رغم الظروف المثبطة التي كانت تحيط بهم .....

    يتبــــــــــــع

    [/align][/frame]

    التعديل الأخير تم بواسطة عامر العمار ; 01-12-2012 الساعة 11:40 AM

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. مخاوف من اعصار تيج في العراق والسعودية ماهي الدول التي يضربها
    بواسطة rss_net في المنتدى منتدى اخر مواضيع شبكة عراق الخير
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 10-22-2023, 10:10 AM
  2. ماهي حقيقة نقل “خليجي 25” من العراق إلى الكويت
    بواسطة rss_net في المنتدى منتدى اخر مواضيع شبكة عراق الخير
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 03-16-2022, 07:33 PM
  3. ماهي القنوات الناقلة لمباريات العراق في مونديال كاس العالم 2022؟
    بواسطة rss_net في المنتدى منتدى اخر مواضيع شبكة عراق الخير
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 05-06-2021, 11:50 PM
  4. المحاضر التي ادهشت امريكا و اوروبا ماهي النفس و ماهي الشخصية علي منصور كيالي
    بواسطة عامر العمار في المنتدى مكتبة الفلمية والوثائقية
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 07-09-2016, 04:10 PM
  5. العراق والصين يؤكدان تطابق مواقفهما نحو القضية السورية والملف الإيرانى
    بواسطة حسام علي في المنتدى منتدى أخر خبر ودلالاته
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 02-23-2014, 05:21 PM

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

جميع آلمشآركآت آلمكتوبه تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكل من الاشكال عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى