بعد مرور عامين على انعقاد أولى جلسات مجلس الشعب المصرى بعد ثورة يناير المجيدة، والذى لقب ببرلمان "النيام" أو "الإخوان"، لم يخرج الشعب المصرى بأى نتيجة ملحوظة تنعكس على حياته بشكل إيجابى خلال مدة المجلس النيابى، إلا بعض المواقف الطريفة لبعض ممثلى الشعب تحت قبة البرلمان.

وكان على رأس تلك المواقف، حين رفع النائب السلفى ممدوح إسماعيل أذان العصر أثناء انعقاد الجلسة، ما أثار اندهاش زملائه، وتسبب فى خروج الدكتور محمد سعد الكتاتنى رئيس البرلمان السابق عن الجلسة بقوله: "لست أكثر إسلاما منا"، الأمر الذى تسبب فى ردود أفعال محلية ودولية واسعة عن أداء نواب الثورة.

فى حين تداول نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعى "الفيس بوك" و"تويتر" بالسخرية والاستهجان، طلبا تقدم به النائب الوفدى أحمد عطا الله بتعويض شهداء الثورة بـ100 ناقة لأسرة كل منهم، على اعتبار أنها دية القتيل تطبيقا للشريعة الإسلامية بدلا من دفع 100 ألف جنيه، بحجة أنه لا يصح شراء روح إنسان برىء بالمال.

من ناحية أخرى حصدت إحدى الماركات العالمية للحلوى شهرة واسعة بعد أن أشار إليها رئيس مجلس الشعب السابق الدكتور محمد سعد الكتاتنى فى إحدى جلساته، حيث أهدى واحدة منها للنائب سيف رشاد من أجل استرجاع صوته الذى بُح من كثرة نداء الأخير عليه للسماح له بكلمة.

ولم يكن الأداء الهزلى لنواب "الثورة" وليد اللحظة، فقد حفل البرلمان منذ زمن بالعديد من المواقف الطريفة التى أثارت العديد من اللغط وانتقادات الرأى العام، ففى جلسة مجلس الشعب فى يونيو 2008، رفع أعضاء البرلمان الموقر أحذيتهم فى الجلسة بناء على طلب النائب على لبن، فى محاولة الرد على اعتداءات العدو الإسرائيلى المتكررة على غزة، فأوقفه معترضا على الفور رئيس مجلس الشعب الأسبق الدكتور أحمد فتحى سرور، ودعاه للتأدب فى الجلسة.

يقول الدكتور محمد كمال، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، لـ"اليوم السابع": "الأداء البرلمانى لنواب المجالس النيابية الفائتة، اتسم بالوهن بشكل عام، وبوجه خاص برلمان الثورة، لأنه جمع عددا كبيرا من النواب حديثى العهد بالعملية السياسية، ولم يكن لهم خبرة سابقة بالعمل البرلمانى، وبالتالى كانت بعض تصرفاتهم لا تتماشى مع قواعد البرلمان المصرى أو الدولى".

ويضيف "كمال": "كل المواقف الطريفة التى وقعت فى جلسات مجلس الشعب دللت على ضرورة انتقاء النائب الذى يمثل الشعب بشكل أكثر اتزانًا فى الفترة المقبلة، مع أهمية أن يراعى التوجهات السياسية المختلفة، والالتفات إلى دور الأحزاب فى تدريب النائب على آليات العمل البرلمانى، واحترام الجلسات، وطرق التعامل مع المناقشات وتقديم الأسئلة وطلبات الإحاطة.

أما الدكتور طارق فهمى، الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، يقول لـ"اليوم السابع": "الأمر المستغرب فى معظم جلسات النواب أنها لا تخلو من الدعابة والخروج عن النص، فى خلاف واضح للأعراف البرلمانية، وكان من غير المقبول أن يرفع نائب حذاءه أو صوته داخل قاعة البرلمان لما لها من قدسية".

ويضيف "فهمى": "البرلمانات المقبلة تحتاج نوابًا جادين، وهى مسئولية الشعب فى اختيار ممثل لا يعبث بعملية التشريع، ويعمل وفقا لضوابط معينة".




لمزيد من أخبار المنوعات..

بالصور.. شباب ينجحون فى إنقاذ سلحفاة بحرية نادرة ببورسعيد

10 نصائح من الخبراء لاختيار منزل العمر المثالى

مهرجان ثقافى يحتفى بتراث مدينة جدة السعودية



أكثر...