أيام في عمان قصة حسين كامل do.php?img=8216

أيام في عمان

حسين المسعودي

رن جرس هاتف الجريدة حملت التليفون الذي نقل لي خبرا صاعقا لم أصدقه أول وهلة وحسبته كذبه نيسان ... الخبر الذي صعقني وصول حسين كامل وزير التصنيع العراقي وزوج ابنة صدام الكبرى رغد واقرب المقربين إليه الذي طلب اللجوء السياسي في الأردن ... وأشارت الأخبار المتسربة أن حسين كامل حل ضيفا على القصر الملكي الأردني وانه حمل معه شاحنات من الدولارات والذهب ... وان المصارف الاردنيه قد عطلت سبعة أيام لتتمكن من جرد تلك الاموال العائلية وقد خمن احد الخبراء الماليين تلك الاموال بين 30/50 مليار دولار في ذالك الحين يقول الصحفي وصاحب دار صحاري للطباعة والنشر الأردني فخري النمري أن تلك الاموال وزعت على عدد من المصارف الاردنيه الحكومية والمصارف الاجنبيه فقد وضع حساب في البنك العربي الاردني وقسم وضع في البنك الكويتي الأردني ووضع حساب اخر في البنك البريطاني فرع الأردن وفي ستي بنك وظلت البنوك الاردنيه تجرد في الأموال العراقية لمدة سبعة أيام وهي مغلقه ومعطله لهذا الغرض وفد عين حسين كامل ابن عمه عز الدين مديرا ماليا وسكرتير للإشراف على هذه الامبراطوريه المالية التي جاءت
فغادرت اليه عافيته فانتعشى الدينار الأردني الذي ترنح مرات عديدة في سوق الاوراق الماليه في بورصة عمان الدولية ... وبدأت العجلة تدور بتحرك عز الدين الذي بدا كالنحلة وهو ينتقل بين عواصم العالم من اسطنبول إلى قبرص إلى دبي فابرم صفقه ناجحة مع إحدى الشركات الضخمة لبناء مصنع لخياطة البدلات الرجالية أبرمت مع إحدى الشركات الايطالية وحصل على عقد لشراء خمس طائرات للنقل توزعت على الخطوط االتاليه (طيران الخليج )وعاليه والقبرصية إذ تم استئجارها وضمت للعمل في هذه الخطوط ثم بنى مصانع للدخان وقسم منها في المنطقة الصناعية في الأردن والقسم الآخر كان ينتج هذه إلانواع من خلال العمل في بواخر أعدت لهذه الأغراض وقد تعرف العرب على أنواع جديدة دخلت الأسواق منها عشتار وبرنس وثري فايف واستأجر ثلاثة بواخر من حفيده المليارديراوانسيس التي تعاقد معها أول بعقد سرعان ما تحول العقد إلى بيع وتم ربط البواخر بأسطول النقل البحري التركي وشركه قبرصية للنقل البحري ثم اشترى عز الدين قطع أراضي في منطقة عبدون الاردنيه وثلاثة عمارات في شارع الجاردنز وقصرين فارهين في منطقة الشميساني والدوار السابع وتضخمت هذه الامبراطوريه لتضم قسما كبيرا من الأسهم في السوق الاردنيه للأوراق المالية فأصبح بين عشيه وضحاها من ابرز اثرياء العالم تتهافت عليه الشركات لتغرف من هذه الدولارات المسروقة والمنهوبة من الشعب العراقي حمل الهاتف هروب حسين كامل وكنت في ذالك الحين اعمل في صحيفة البلاد الذي يراس مجلس إدارتها وتحريرها الصحفي الأردني نايف الطوره ابو طارق الذي بلغني بالخبر وكلفني بإعداد عدد مميز ونقلت التبليغ إلى السيد شاكر الجبوري الذي كان يعمل سابقا في المخابرات العراقية قبل هروبه إلى عمان وتقاسمنا إعداد الموضوع فاخترنا المانشيت الرئيسي الذي حمل عنوانا (( العصفور الذهبي يحل ضيفا بعمان !! وتوزع العمل بجرد عن سيرة حسين كامل وتسلقه المناصب القيادية وتدرجه من فرد في حماية صدام الى وصوله الى هرم السلطة وزواجه من ابنة صدام وصعود لحجة السياسي ... وقد احدث العدد ضجة في الشارع الاردني وقد تم ترجمته الى مجلتي تايم ونيوزلويك وصارت الأخبار المتداولة تنقل ما نشر في هذا العدد .... وحصل رئيس التحرير نايف الطوره على بطاقة دعوة لزيارة إلى أمريكا المصيبة التي وقعت على رأسي اني كنت اعمل في جريدة صوت المراة التي كان يرأس تحريرها جمال المحتسب والذي كان يراس تحريرها الصحفي
وقد دبت الغيرة في أوصاله وعنفني على هذا النجاح وطلب مني ان اكتب على حقيقة شائعة النظام الصدامي وكان السيد حميد المختار الصحفي العراقي يشرف على عملية التصحيح في الصحيفة وكتب مواضيع تقشعر منها عما فعله صدام بناظم كزار فأصبحت ااوازان بين الكفتين بين ما اكتبه في البلاد وانشره من فضائح وأهوال في جريدة صوت المراه ...
عندما استاجر حسين كاملالقاعة الكبيرة في الأردن استأجر القاعة الكبيرة في فندق عمره التي كان يجلس فيها لوحده محيطا بحاشيته وهو يشاهد الأفلام الكارتونية ألحديثه التي كانت تصله أولا بأول من استوديوهات الانتاج مباشرة وكان مغرما بمشاهدة هذه الأفلام وكانت القاعة مملوءة بكل ما لذ وطاب من الصباح الباكر وحتى آخر الليل وعندما يروم النوم والخروج من القاعة كانت جميع محتويات هذه القاعة من المأكولات الشهية ترمى في النفايات .... رن جرس هاتفي ذات يوم رفعت سماعة الهاتف فاخبرني المتحدث وهو صبحي الكردي الذي اخبرني بان حسين كامل سيسافر مع الملك الأردني في زيارته الى بريطانيا ولكن بصورة سرية بحيث لا يظهر في الإعلام والحفلات والتوديع ولا يظهر أمام الكاميرات والتلفاز وإنما نتيجة دهاء الملك وخشيته من غضبه صدام فضل ان يسلك هذا الطريق حتى لا يظهر إن له دور في عملية هروب حسين كامل وقد فشلت عملية تسويق حسين كامل من قبل صناع القرار في برطانيا وتم رفضه كليا لهشاشة موقفه السياسي وعدم وضوح رؤاه السياسية ... رجع حسين كامل إلى عمان كسيرا ذليلا وقد عاني العزلة من قبل الأمراء الأردنيين الذي كانوا لا يرتاحون له سواء في الحديث أو إقامة العلاقات نتيجة طباعه لخشونة ظل يعاني أزمات متتالية فالدعوات كانت تنهال على زوجته بينما ظلت مرات عديدة تتجاهله .
كانت علاقته يسعد البزاز ر توتره لأنه يعرف حقيقته أما مشعان ركاض الجبوري فكان سليط اللسان معه لا يتوانى من توجيه الاتهامات له والهتكم عليه والتندر من الخطاط مستوى تفكيره كم عجبت لأمر إلا وهو كيف أصبح مثل هذا الرجل الإمعة قائدا سياسيا وكيف تسلق هذه المناصب وهو لا يعرف ربط جملتين مع بعضهما وظلت أحلام حسين كامل مرتبطة ومعلقة في سلة بغداد ما يرده من اخبار وتسجيلات تاتيه مسجلة على شريط كاسيت يحملها إليه السمسار والتاجر العراقي رئيس شركة الإيمان الاستثمارية سطام الكعود وهكذا ظل هذا الأمل يتأرجح في الصعود والهبوط حتى وصلت حالته المعنوية إلى مستوى خطير يؤشر الى التازم لوضعه النفسي والمعنوي ذات يوم بلغني رئيس التحرير باختياري للتشرف بمقابلة حسين كامل صعقت للوهلة الأولى إذ إنني لا أريد المغامرة بمستقبل عائلتي فبناتي شيماء كانت في المرحلة الاولى في كلية الطب في الانبار والثانية في طب الكوفة ووالدتي على قيد الحياة وأخي زاهر كان يكافح شظف العيش في العراق في محل الوالد الذي رحل بهدوء دون ان يكحل عينيه برؤية ولديه المعتقلان لدى السلطات العراقية محسن ومنعم وليس إمام تلك المصاعب التي كنت أواجهها إلا القبول ومن الحماقة والغباء ان اقبل بالمهمة التي كانت في طياتها ا تمثل لخطر الداهم فاعتذرت وأمام إلحاح الطورة وتهديداته لي بالفصل من الجريدة رضخت للأمر على مضض ولكن بشروط هي أن احصل على ضمانات تعفيني من الحساب لأني اعرف سيكولوجية النظام فقال لي نحصل لك على مثل هذه الضمانات من السفارة العراقية وتم جلب الأسئلة الموجهة لحسين كامل مطبوعة من السفارة العراقية .



أيام في عمان قصة حسين كامل do.php?img=8217







فشخرة فارغة
حملنا أوراقنا وتوجهنا إلى فندق عمره إنا وسمر حدادين الصحفية الاردنية وعند نزولنا استقبلنا سكرتيره الخاص الذي رحب بنا وطلب منا ان نصوره ونظهر صورته ضمن المقابلة وعندما اطل علينا حسين كامل بادرته بالسلام ولكنه طار صوابه عندما قلت له " شلونك استاذ ابو علي " ظننت على سجيتي ان التحية لاتمس شخصيته لكنه اعتبرها اهانة له فقد استشاط غضبا عندما علم من سكرتيره ان الذي سيقابله عراقي سالني اول الامر انت عراقي فقلت نعم عراقي اصلا وفصلا فقال لي ياجربوع ياابن الجربوع اخر زمن تاتي انت وامثالك الجرابيع لتقول لي ابو على خاف ولك اني وزير ضربته طراك بنص الجسر امام مراى الجميع يقصد وزير الاسكان السابق فاحتملت اهانته وتحاملت على نفسي كثيرا وسالته ثلاثة اسئلة مكتوبة وردتني من السفارة العراقية وجدت امامي انسانا شبه امي لا يعرف ربط جملتين انه اشبه بالمخبول ذلك اثار فضولي الصحفي واستذكرت ما فعله بالحضرة الحسينية المطهرة الذي رجمها بالصواريخ فاصاب قبتها الشريفة في التسعينيات فغلي الدم في عروقي واستجمعت شجاعتي وهزمت ضعفي وتخاذلي وبادرته بالسؤال القاتل ، انت الم تضرب القبة الحسينية الشريفة بالراجمات التي أحدثت ضررا بالغابقبتها ودخلت العتبة الحسينية ببسطالك وجنودك وقلت أنت حسين وأنا حسين فمن ترى انتصر ؟ وقف امامي بالطور الشامخ وهمّ بضربي وقبل ان تصل يده الى خدي وجدت يد السكرتير تصدم بها فتحول الى ثور هائج : مذعور لا يعرف ماذا ينطق ولا تعرف نوع السباب والشتم ، انتم كاوليه ، اولاد شوارع ... انتم الكفرة انا أحب الحسين والدليل على ذلك سميت ابني علي تيمنا بحب الأمام علي الذي ننتسب إليه أشارت الصحفية سمر حدادين علي بان أسجل سبه وغلطه بفتح جهاز التسجيل الذي ينبهه سكرتيره الخاص بفتح جهاز التسجيل ، أشارت علي بان اقطع المقابلة ونشر غلط وسب حسين كامل بحقي وفعلا أجبت بكل أدب واحترام أشكرك على كل هذا لخطأ وهو خطأي القاتل الذي قادني الى اللقاء بك فقد وقعت بين السندان والمطرقة أن قابلتك سألقى الذي لقيته وان لم التقيك كان الفصل بانتظاري وأمام هذه المعادلة الصعبة أنا ، وفعلا صعدنا السيارة والزباد يتطاير من فم حسين كامل فهددته سمر بان المقابلة ستنشر حرفيا وان للصحفي حصانة دبلوماسية بحسب القانون الاردني ، واذا مانشرت المقابلة التي ستشير حفيظة الملك الاردني الذي لا يقبل باهانة أي مواطن أردني او عربي يعمل في السلك الصحفي مهما كانت الذرائع فأرسل مرافقيه وطلبوا مني النزول وإكمال اللقاء ولكني كنت مصرا على المغادرة مما دفع حسين كامل إلى اللحاق بنا الى باب الفندق وقبل ان تنطلق السيارة أوعز إلى حارس باب الفندق بعدم خروجنا مما دفعنا إلى التريث وقبول الاعتذار واستكملنا اللقاء بعد ان ادارت سمر حدادين باقي الإجابات على الأسئلة وقبل انهي اللقاء سألته عن حقيقة مرض صدام فأجاب بالنفي وعندما سالته عن ضخامة أمواله وان البنوك الأردنية أغلقت أبوابها سبعة أيام لعدها : أجابني ببرود قاتل ماذا يعني ذلك هل أنا حمال اعمل في العراق ان اصغر عراقي يملك رصيدا ماليا كبيرا والعراق بلد غني ولا عجب من هذا الثراء .. أوعز إلى مرافقيه أن يدعوننا إلى تناول طعام العشاء ولكننا قررنا العودة ورفضنا الدعوة جملة وتفصيلا وهمس في إذن سكرتيره بكلمات ليست مسموعة وعندما اقترب مني سكرتيره دس يده في جيبه وضعت يدي فوق يده وقلت " تجوع الحرة ولا تأكل من ثديها " أن أموري المادية جيدة وراتبي يكفيني وراتب زوجتي انتصار الغريب التي كانت تعمل مترجمة في صحيفة أخبار الساعة التابعة لمؤسسة شيحان والحمد لله فقد دخلت الأردن أنا وزوجتي وابني حيدر " 450" دينارا بهذا المبلغ الزهيد فقط وبثلاثة بطاقات مرجعة من بغداد الى عمان وقضيت ثلاثة ليالي .في فندق الحرمين .في الساحة الهاشمية ثم نمنا ثلاثتنا على أرضية الغرفة التي استأجرتها في دار أبو الراغب وكافحنا كفاحا مريرا حتى حققنا جزءاً يسيراً من أحلامنا وتطلعاتنا نحتنا بالصخر حتى أدمت الصخور ايدينا لا نقبل مطلقا دولارات مغمسة بدماء العراقيين لانها حرام علينا فغر السكرتير فاه وهو غير مصدق نوعية البشر التي يلتقيها فقال لي صحيح : أيوجد من أمثالك الكثير قلت : بلى الكثير من العراقيين يملكون عزة النفس ولا يبيعون أنفسهم للشيطان وبقيت انشر الإخبار القصيرة التي كنت مسؤلا عنها للنشر في الصحيفة في الصفحة الثانية نتفا من اخبار وحكايات حسين كامل وما نشر في مؤتمره التي عقدها في قاعة فندق عمره وحضرها عددا كبيرا من الصحفيين الأردنيين والعرب والأجانب حدثنا عن إستراتيجية التغيير المنشود وكانت خطته غير واضحة لا يمكن تطبيقها الا في خيال مريض مثل عقل حسين كامل فيقول في رده على سؤال وجهه إليه الصحفي مشعان ركاض الجبوري عن كيفية تغيير نظام الحكم فأجابه حسين كامل قائلا : بما أنني ارتبط بعلاقة عائلية بصدام حسين لا يمكنني أن الجأ إلى التغيير الدموي بل الى التغيير السلمي فأجابه مشعان عن كيفية التغيير السلمي ، كيف وصدام لا يؤمن الا بمنطق القوة كيف يسمح بالتغيير السلمي ؟و عندما تقول ارحل فسرعان ما يستل سيفه ويقطع رقبتك وينهي حياتك فارتبك حسين كامل متلعثما وأصبح أضحوكة للحاضرين يعني ان مشعان كشف عن حقيقة واضحة في سلوكية حسين كامل الذي كان يعاني من شرخ واضح في مستوى تفكيره : بادره مشعان قائلا : انك تحيرني بطريقة تفكيرك فاما انك تمثل علينا وتكذب وانك عميل للنظام او انك مخبول لا تعرف منهجا قويما للتفكير فضجت القاعة بالضحك واصبح حسين كامل سخرية للحضور فقد كثر عليه اغلب الحاضرين وحاول جاهدا ان يبين انه المنقذ الجديد للوضع العراقي وان طريق الخلاص من سطوة صدام حسين وان الله اختاره لينهي عصر صدام حسين وسطوته وجبروته مجرد تسطير شعارات فضفاضة فارغة تدور في حلقة مفرغة لا نهاية لها فقد فشل حسين كامل فشلا ذريعا وسخر منه الشارع الأردني فأقواله لا تنطبق على أفعاله وهي غير قابلة للتطبيق وعندما تستمع لأحاديثه تجد المتناقضات واضحة لان جميع مجريات أحداثها تنتهي بنهايات سعيدة وظل حسين كامل يعيش ازمة نفسية خانقة فهو مرفوض من الشارع الاردني والصحافة الاردنية والعربية ومعزولا عن الآخرين الذين كانوا يرون فيه مجرد دمية تتحرك بلا ارادة دون تفكير أخذت العزلة من قبل المحيطين به تزداد يوما بعد يوم بينما تزداد المساعي التي كان التاجر العراقي سطام الكعود يقوم بها وتجسير الهوة التي كانت تفصل بينه وبين الحكومة في ذلك الوقت .
كانت زوجته منغمسة بحياتها الخاصة وحضور الحفلات مع الأميرات الأردنيات وتلبية الدعوات في ذات الوقت تعمق شعوره بالعزلة الخانقة وحدوث فتور في علاقته الزوجية ودبت الخلافات بين كامل وزوجته فهو لا يتوان باطلاق التهم عليها بأنها أهملت زوجها واهتمت بالمظاهر وحضور المآدب الخيرية والحفلات .
في ذات الوقت كان عز الدين يتحرك في جميع الاتجاهات ليجعل من ماكنة النقود تتحرك نحو الأمام وأخذت الإرباح تتضخم والأسهم تزداد الى اكثر من ربعها واحيانا تتجاوز قيمة ارباحها الى النصف وقد تم تفريغ عز الدين كليا لإدارة هذه الإمبراطورية المالية الضخمة . والملاحظ ان عز الدين لا يشتري او يرشي المؤسسات الإعلامية بل كان يتعامل بواقعية يعتمد كسب بعض الأصوات المؤثرة في الشارع الاردني ويحاول كسب ودها من خلال تقديم الهدايا والسيارات والوقوف معهم وقت الأزمات والظروف الطارئة وقد لعب الصحفي طارق مصاروه دور السمسار في تقريب بعض الأصوات النشاز في الشارع الاردني ومحاولة جذبها إلى عجلة حسين كامل !!
بعد هذا المؤتمر الصاعق ذهبت للبيت لتناول الغداء والعشاء في ان واحد والاستعداد للمهمة الجيدة لم تكن مطلقا مخطط لها وتشكل فريق العمل الذي غطى رحلة العودة
حسين كامل من الصحفي القدير محمد حياوي والسيد شاكر الجبوري الذي كان يحفظ سيرة حسين كامل على ظهر قلب نتيجة معرفة المسبقه معه وسهرنا الليل باكمله ونحن نشرف على العدد المميز الذي تم طرحه قبل الساعة الرابعة صباحا في الشارع الاردني الاردنية وتحقق سيناريو العودة لحسين كامل وقد سبقني قبلها مشعان الجبوري الذي حذر حسين كامل من مخاطر هذه العودة وان مصيره سيكون البشع من مصير الدكتور راجي التكريتي




أيام في عمان قصة حسين كامل do.php?img=8218














رحلة العودة
اتصلت زوجتي أنها رجعت مبكرة من عملها للتسوق استعداد للعيد لإتمام السفر إلى اربد وعجول وقضاء فترة العيد في منتجع ماعين حاولت جاهدا انهي عملي للتمتع بهذه الرحلة التي تشوقت كثيرا لها وفي غمرت هذا الانشغال اتصل لي وكيل الطوره السيد خالد ليخبرني ان دعوة وصلت اليه من حسين كامل لحضوره مؤتمر صحفي خطير لحسين كامل التي كانت الألوان لها لأضعف فاغلب موتمراته فاشلة ولم اعر اهتماما لاتصاله وقلت له ان الاخر نافعا لا يستحق العناء لكن الأمر بدا أكثر خطورة عندما وقفت سيارة أمام مبنى الجريدة ونزل منها رجل داخل مبنى الجريدة خرج منها اغلب العاملين وبقي فيها ثلاثة أشخاص انا وخالد ومسؤل الإعلانات الذي اتصل بنايف الطوره ليخبره عن تواجدي في الجريدة فاتصل بي وبطريقته الداهية طلب حضوري هذا المؤتمر الخطير فقلت ان غدا عيد وتنتظرني إجازة الى ما عين وليس لدي اقضيه في مؤتمرات فارغة لا جريده فيها أكد لي انه سيفاجئني بأحداث لن أتصورها وان حدثا كبيرا سيحدث غدا سيكون زلزالا اخر ..
ولثقتي بكلام الطوره خرجت من الجريدة وركبت السيارة التي حملتني الى فندق عمره وفي القاعة الرئسية وجدت حسين كامل مرتديا حزمه العسكرية وبدايتها مناشينها فارعيني المنظر وظننت ان حسين يعد العدة للقيام بانقلاب خطير في الأردن فسلمت عليه وقلت له مازحا هل تريد ان تقوم بتغير النظام بالأردن فغرق بنوبة من الضحك فقال لي حازما وثرة حادة وواثقة الم اقل لك ذات يوم ستقع في قبضتي وقد قربت تلك الساعة وأصبحت حقيقة واضحة المؤتمر أوضح حسين كامل أمام الحاضرين انه سيعود غدا إلى بغداد بعد ورود تسجيل صوتي من صدام عن عفوه عن حسين كامل واختياره وزيرا للدفاع بدا حسين كامل منتشيا في ذلك المؤتمر وذكر ان سيادة الرئيس رجاه ان يشمل العفو للجميع واشترط عليه عودة اخيه صدام كامل الذي كان يعاني من انفلونزه شديدة فقد رفض العودة فما كان من حسين كامل إلا ان شهر المرسدس عليه واجبره على العودة الى بغداد وإطاعة أوامر الريس واخيرا يستطلع اراء الحاضرين ليعطوه انطباعاتهم وتصورهم فاراد اخذ انطباع راي فقلت له انت فياي ساعة ستغادر عمان قال بعون الله الساعة الرابعة فجرا قلت ستقرأ الرأي غدا في الجريدة الطبيب راجي التكريتي الذي استدرجه صدام الى بغداد ووعده بالإعفاء عنه وعندما وصل احضر له الكلاب البوليسية
التي جوعها أياما عديدة ليشحذ قابلية الوحشية والافتراس ولم تبقى منه سوى العظام عندما مزقت لحمة اربا أربا أمام مرأى صدام ولكن السيناريو الذي يختلف في طريقة هذا الأداء قلت في هذا السيناريو ان صدام أو ولديه عدي أو قصي سيكونان بانتظاره على الحدود العراقية وستنقل زوجة حسين كامل وشقيقتها رنا وأولادهما بالطائرة التي ستنقلها إلى حيث القصر الجمهوري بينما ينال حسين كامل العقاب الصارم ويأتي مشيا على الإقدام بعد ان يشبع ضربا على المؤخرة بالرفسات ليصل جثة هامدة وقد حدث نفس السيناريو عندما حدثت مجزرة السيدية التي قادها علي حسن المجيد وتم تقييد بدي حسين كامل وربطه بحبال جرته في شوارع السيدية بعد أن ابدي مقاومة عنيفة هو وشقيقه صدام كامل وسيخشى من تلك المجزرة ابن عمه عز الدين الذي بقى مشرفا على إدارة هذه الإمبراطورية المالية وقد تميزت الجريدة في التغطية المميزة وأصبحت علامة مضيئة في ألصحافه الأردنية ولكن أضاعت مني متعة السفرة الموعودة التي كنت انتظرها بفارغ الصبر سفرة منتجع ماعين .!!