علامة فارقة ... في بحر الفساد!
حسين المسعودي
لا نغالي القول اذا ما قلنا ان محافظ بابل السابق سلمان ناصر الزركاني هو أفضل وأنزه المحافظين الذين تسلموا مسؤولية المحافظة نظرا لنزاهته التي لا تشوبها شائبة وقد قامت الدنيا ولم تقعد عندما ارجع المبالغ الفائضة الى خزينة الدولة ولم يعمل على نهج المحافظين السابقين الذين كانوا يبعثرونها في مشاريع وهمية لا تقدم او تؤخر في المصلحة العامة او تقديم الخدمات للمواطنين بأسباب وأهمية وطرق صرف فيها مكر وسيطنه السراق المحترفين لأموال الشعب وذهبوا في مسار مختلف عن الحقيقة التي تبرهن نزاهته ولم يعوا الدرس الذي قدمه الزركاني على طبق من ذهب لكل من يعشق العمل بنزاهته وأخلاص فقد ذهب الجميع دون رجعة لكنهم لم يتركوا أثرا جميلا وخالدا كالذي تركه الزركاني ذات ليلة شتائية واهمتني نوبة الجلطة الدماغية راجعت مركز الطوارئ في مستشفى الحلة الجمهوري وأثناء دخولي الى الطبيب الخفر أقتحم الغرفة رجلا أنيقا بصحبته رجلا مقيدا ينزف من رأسه ويديه ويحيط به أربعة رجال الشرطة وطلب الرجل الأنيق الذي علمت فيما بعد انه محافظ بابل السيد الزركاني الذي طلب من الطبيب الخافر ان يفحص الرجل المصاب ويشخص حالته بكل دقة ويدون ذلك في تقريره الخاص وكانت الساعة تشير الى الثانية والنصف بعد منتصف الليل وفهمت فيما بعد ان الرجل المصاب الذي تعرض ضرب مبرح من شرطة المحاويل فكلف احد أقاربه من أفراد الشرطة بأخبار عائلته وذويه والاتصال بهم وأخبارهم عما جرى له ويخبرهم بهذه الحادثة فما كان منهم الا ان يتصلوا بمحافظ بابل في مثل هذه الساعة المتأخرة الذي أصدر أمرا لادارة المركز بفتح تحقيقا فذهب مع المجنى عليه الى الحلة وفتح تحقيق شامل حول هذه القضية في مثل هذه الساعة المتأخرة من الليل وأشرف بنفسه على فحص المصاب وتقديم الشرطة الذين تجاوزوا على القانون الى العدالة كل ذلك جرى امام عيني وكنت شاهد اثبات عما فعله الزركاني؟ من قدم المتجاوزين على حقوق الانسان والاعتداء بالضرب المبرح غير الزركاني ؟ من قدم شكوى ضد افراد من الشرطة خرجوا على القانون وتقديمهم للعدالة غير الزركاني وبعد ذلك ادخل المصاب المستشفى حسب تقرير الطبيب لسبعة ايام وأدخل المعتدين سبعة في سجن المستشفى الذين نقلوا الى توقيف مركز شرطة المحاويل التي عايشتها بنفسي ولم يرويها لي أحد .. لم تغير المادة وسطوتها الرهيبة وسطوة الدولار الاخضر التي تميزت النفوس الضعيفة الزركاني الذي رفض جميع مغرياتها وأغراءتها التي ستجعله في دائرة الاتهام في فيلق الفساد الذي استشرى في مفاصل الدولة كما تسري النار في الهشيم لانه حريصا على سمعته وأنسانيته وضرب أروع مثل عندما وجد مالا فائضا في ميزانية المحافظة لم يبعثره في مشاريع وهمية وقامت الدنيا ولم تقعد عندما تم تدويره لميزانية العام القادم فقد استكثر من تسري في عروقهم بذور الفساد وبثوا أشاعات مفرضة لانهم صعقوا ان يتواجد أنسان شريف ونزيه في بحر متلاطم الامواج في الفساد في دنيانا الخاوية التي أمتلأت بالفساد الاداري وممن كانوا يتلذذون بالمال الحرام اخذوا يلوكون في سمعة الزركاني لانهم لم يجدوا مأخذا واحدا يخوضون الكلام فيه للقيل منه هذا غيض من فيض من نزاهة الزركاني الذي ضرب المثل الاروع والدرس البليغ لكل الفاسدين في كيفية التصرف السليم بنزاهة وشرف لكل المحافظين تحمل المسؤولية بأمانة وشرف فأصبح الزركاني علامة فارقة وأسمه راسخا في تاريخ المحافظة ولم نجد شخصا اخر يضاهيه في نزاهته ومحافظته على المال العام لقد خرج كل دخل ويداه نظيفتان والغريب انه قدم استقالته بنفسه و والح كثيرا على قبولها لانه رفض الكرسي الذي سيغير مبادئه لانه اكبر من هذا الكرسي الملعون في حين رأينا ولا زلنا نرى الكثيرين ممن يتشبثون بأيديهم وأسنانهم في الحفاظ على هذا المنصب الذي يعتبرونه هبة من السماء من اجل الكسب غير المشروع ممن اعتبروه بقرة حلوب تدر عليهم المال المحرم.... وكسب احترام الخيرين من اهالي المحافظة لان المناصب زائلة تتغير والوجوه تتغير ولكن الانقى والاشرف هو عمل الخير والنزاهة .