يطرأ فقدان الصوت, أو البحة (التهاب الحنجرة) عند تورم الأحبال الصوتية, أو التهابها, وعدم اهتزازها بشكل طبيعي, فيصدر عنها صوت غير طبيعي، وقد لا يصدر عنها أي صوت على الإطلاق.

إضافة إلى البحة قد يشعر المصاب بألم عند التحدث, أو بتشوّك في الحنجرة, وفي بعض الأحيان يبدو الصوت أعلى أو أكثر انخفاضا من العادة.

ثم لنعرج إلى الأسباب المسببة لحدوث بحة الصوت, ومن أهمها:

- حالات الزكام أو الأنفلونزا.

- التحسس.

- الإجهاد الصوتي الناجم عن التحدث لفترة طويلة, أو الصراخ.

- التدخين.

- الارتداد المريئي المزمن: فمن شأن ارتداد محتوى المعدة الحمضي إلى المريء أن يصل إلى داخل الحنجرة, فتلك هي أهم الأسباب العضوية, والمرضية.

وأما الأسباب غير المرضية فقد تحدث بحة, والأغلب انحسار الصوت بالكلية لأسباب نفسية, وصدمات عاطفية, وما شابه ذلك, وقد يكون سبب البحة هو الإجهاد الصوتي الناجم عن التحدث لفترة طويلة,

وهذه البحة لن تزول من تلقاء نفسها أو بدون علاج, ولكن هناك بالطبع سبل للعلاج, وهي متدرجة حسب قوة البحة, وسببها, وما أدت إليه من تأثير على الأحبال الصوتية:

1- إذا كان الأمر في بدايته, والبحة خفيفة, فيمكن مواجهة هذه المشكلة باتباع النصائح التالية:-

- خفف من التكلم, ومن الهمس أيضا؛ لأنه يجهد الأوتار الصوتية بقدر ما يفعل التحدث.

- اشربيالكثير من السوائل الدافئة غير المحتوية على الكافيين؛ للحفاظ على رطوبة الحلق.

- تجنب تنظيف الحلق, والنحنحة, والتي من شأنها إجهاد الأحبال الصوتية.

- امتنع عن التدخين الإيجابي أو السلبي، بتجنب التعرض للدخان ومجالسة المدخنين, فهذه العوامل تجفف الحلق, وتهيّج الأحبال الصوتية.

- استعمل معدلا للرطوبة لترطيب الهواء الذي تتنفسيه, ولمنع تراكم البكتريا.

- استعمال الوسائل الطبيعية مثل السوائل الدافئة كالزنجبيل, والينسون.

2- إن استمرت البحة لأكثر من أسبوعين بالرغم من اتباع الإرشادات, وعدم التكلم، فقد نصف لك بعد الكشف على الحنجرة عقاقير لعلاج العدوى أو الالتهاب المتكون على الأحبال الصوتية, وكذلك لعلاج التحسس, مثل: حبوب (كلاريتين) حبة كل مساء, مع مضاد حيوي مثل: (ايموكس500مج) حبة كل 8 ساعات, مع استنشاق البخار الناتج عن تسخين صبغة الجاوة تحت ملاءة, أو ما شابه لاستنشاق ذلك البخار, مع عدم التعرض لأي تيارات باردة, أو شرب مياه مثلجة.

3- إذا لم يجدِ كل ذلك, وكانت الحالة متقدمة لوجود نتوءات على الأحبال الصوتية بسبب الإجهاد المستمر للأحبال الصوتية, والذي دائما ما يشكو منه المدرسون, والمقرئون, والمغنون، فقد يستلزم الأمر عمل منظار على الأحبال الصوتية لإزالة النتوءات المتكونة, وأخذ عينة لتحليلها بمعمل (الباثولوجي), للتأكد من سلامة العينة, وعدم وجود أي أورام سواء حميدة أو غيرها, والأغلب في حالات الإجهاد مثل: المدرسين, والمغنيين, أن تكون مجرد نتوءات, وإن راحة الصوت, وترشيد الطاقة الصوتية هو أفضل علاج لها, ولكن بسبب طبيعة المهنة, وأنهم لا يمكن استغناؤهم عن التكلم والتحدث لمدة طويلة وبصوت مرتفع, ومع استمرار هذه النتوءات في الكبر في الحجم, فلذا نضطر لإزالتها بالجراحة (الميكروسكوبية) أو بالليزر.

وليكن معلوما أن إزالة هذه النتوءات لا يعتبر علاجا نهائيا؛ لاحتمال رجوع وتكون تلك النتوءات إذا استمر سبب وجودها الأول ألا وهو الإجهاد المستمر للأحبال الصوتية.

منقول