بقلم
Akram Falh


ن الحديث عن الفنانة القديرة الراحلة زهور حسين أو زهرة عبد الحسين يعني الحديث عن واحده من أجمل الأصوات العراقية الأصيلة خلال فترة الأربعينيات والخمسينيات والستينيات لما تملكه هذه الفنانة من مقومات الجمال والرقة والعذوبة هذه الزهرة التي تفتحت منذ طفولتها وصباها تردد الغناء في الحفلات النسائية الخاصة وبين العوائل في المحافل والمناسبات كالأعراس والختان وكذلك في المدائح النبوية والدينية التي تقام في مدينة اللهنديه منطقة ولادتها عام 1924 او 1918 وقد اشتهرت بحسن أدائها وجمال صوتها الذي تصاحبه بحــّـه جميلة محببة ومميزة صارت فيما بعد علامة او هوية تعرف بها وترافق صوتها حين أدائها أي أغنية أو طور وكان لوالدها حسين النقاش الذي كان مولعاً بسماع الأغاني وفنونها وأطوارها وكذلك له إلالمام بأصولها وأدائها وصلته بقراء المقام العراقي وبعض المطربين السابقين ، الفضل الكبير والمحفز الاول للفنانة زهور حسين مما شجعه على شراء كرام فون أو كما يطلق عليه في العراق سابقاً القوان وهو عبارة عن جهاز يشبه المسجل تثبت في أعلاه مكبرة صوت كأنها بوق صغير ومثبت في أسفلها أبرةوتحت الابرة توضع الاسطوانة وهي قرص بلاستيكي يشبه قرص السيدي حاليا ومن خلال هذا الجهاز بدأت زهور تسمع للعديد من المطربين والمطربات المشهورين والمعروفين انذاك في بغداد والمحافظات أمثال محمد الكبنجي وحسن خيوكه ومنيرة الهوزوز وزكية جورج وصديقة الملايه وآخرين. فتعلمت أصول الغناء واستوعبتها من خلال سماعها الجيد وسرعة الحفظ وجمالية الصوت اضافة الى إلامكانيات الاخرى المتوفرة لديه اذن دور الموروث الشعبي العراقي في تأجيج روح الابداع الفني ما بين دجلة و الفرات و ما أنتجه الفنان العراقي من صور ممتعة في مجال الغناء الشعبي بأطر معبرة عن صدق ووفاء عشاق الاغنية العراقية ، و في هذا الاطار كان الغناء العراقي
قد تحدى مسافات التجزئة و اسقط هموم القطرية فوحد اللسان العربي ليغني لناظم الغزالي و حضيري أبو عزيز و كاظم الساهر و غيرهم ، و مزق الكفن الذي كان ملقى على رقاب من كان لا يسمع ابجدية الغناء العراقي الاصيل ..

و هكذا ظهرت الاغنية الحزينة و العاطفية بأصوات الرعيل الاول من الفنانين و من بينهم
من الرعيل الاول كانت الفنانة القديرة ( زهور حسين ) رحمها الله صاحبة الصوت الشجي و الحنجرة البحاء فغنت في صالات بغداد و القاهرة و دمشق و حلب و البصرة و الموصل و بيروت و انقرة و كان اول من كتب كلماتها و لحن لها الفنان الراحل سيف الدين ولائي و الفنان الراحل رضا علي ثم الفنان الراحل عباس جميل ..

ولدت الفنانة العراقية زهور حسين في مدينة الهنديه -طويريج على ضفاف نهر الفرات و كانت في بداية حياتها تقرأ المدائح في المناسبات ثم برزت بصوتها المبدع في الاعياد ثم انتقلت الى العاصمة بغداد ولما سمع بذلك مدير شركة ( جقمقجي ) و هي شركة للتسجيلات في شارع الرشيد بالقرب من جسر الجمهورية ، تعاقد معها عام 1950 لتقدم حفلات غنائية مسجلة على اسطونات تجارية ..

قدمت الفنانة زهور حسين العديد من الاغنيات داخل العراق و خارجه و من بين تلك الاغنيات ( غريبة من بعد عينج يمه ، محتارة بزماني ) ..

أما قصة هذه الاغنية فهي معروفة فالفنانة زهور حسين لا تملك في دارها في مدينة طويريج غير امها من بقايا العائلة و سمعت بوفاة والدتها و هي تقوم بتقديم حفلة غنائية لمناسبة عيد الجيش العراقي بصحبة الفنانة الراحلة لميعة توفيق من دار الاذاعةالعراقية في الصالحية بشارع حيفا ، فاجتمع معها كل الاحبة من محبي صوتها الابح و لفيف كبير من اعلام الفن امثال حضيري ابو عزيز و داخل حسن و ناصر حكيم و محمد الكبنجي و عبد الرحمن خضر و يوسف عمر و رضا علي و سيف الدين ولائي و عباس جميل و غيرم حيث مثواها الاخير في مدينة النجف على ضفاف نهر الفرات و ذلك عام 1960 ..

أما الاغنية فقد لحنها الفنان الراحل عباس جميل و تقول مفرداتها و التي صدحت بصوت الفنانة الراحلة زهور حسين و هي تندب امها التي تركتها وحدها

غريبة من بعد عينج ييمه محتارة بزماني

ياهو اليرحم بحالي ييمه لو دهري رماني

حاجيني ييمه فهميني يمه

كلبي لو فرح انت فرحت كلبي يا حبيبة

ترد الروح لو يمي كعدتي يل ريحتج طيبة

حاجيني يمه فهميني ييمه

اريدج دوم لتغيبين عني يا روحي ييمه

عذابي لو كثر و يزيد وني من يسمع الكلمة

حاجيني يمه فهميني ييمه

كظيتي لجلي ايام و ليالي سهرانة علي

لو شفت الالم اثر ابحالي رضيت بالمنية

حاجيني ييمه فهمين ييمه

كما غنت الفنانة زهور حسين العديد من الاغاني كما ذكرنا منها أغنية ( صلوات الحلوفات ) و ( عزيز الروح ) و ( مقام كن جمراً )و( سودة شلهاني ) و ( خاله شكو ) و ( هجع ) و ( جيت لاهل الهوى ) و ( سلمة يا سلامة ) و ( هذا وياك حدنة ) و ( عين بعين ) ..الخ .. انتقلت الى عالم الخلود يوم 24/ 12 / 1964 اثر حادث على طريق بغداد - الحلة اثناء زيارتها لزوج اختها وبسبب الامطار انزلقت السيارة التي كانت تركبها عن الطريق العام وقد بقيت زهور فاقدة الوعي في المستشفى لمدة 10 ايام وبعدها فارقت الحياة وهي في الاربعين من عمرها تاركة ورائها ثروة غنائية خالدة وارثا عراقيا يدعو للفخر والاعتزاز.


و بذلك فقد الفن العراقي اروع فنانة عرفها تاريخ العراق الفني رحم الله الفنانة زهور حسين


الفنانة زهور حسين 426463_2816311419093

منقول من الفيس بوك صفحة قضاء الهندية طوريج