السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
هناك مدرسة من مدارس كتاب الانساب اسمها مدرسة التفكيك والتوليف (اي مدرسة تصنيع القبائل والانساب ) ومهمة كتاب هذه المدرسة هي تفتيت القبائل الحالية وانشاء قبائل جديدة لم يكتب عنها سابقا او كتب عنها ولكنها دالت ومن داخل هذه المدرسة كتاب لديهم القدرة والاستعداد على تصنيع القصة بحيث ياخذ بعض القصص المشهورة فيربطها بنسبه او هو ينشئها فلابد لنا ان نكون حذرين من هذه الكتابات
المناقشة في الانساب لاتعني الطعن بل هي لزيادة في التوضيح
من كتاب الانساب من جامع او راوي او ناقل ومنهم الباحث الذي له منهجه الواضح في الكتابة ومنهم المحقق وهو اخطر من السابقين ان لم يكن ورعا تقيا لديه مخافة الله
ان كل انسان على وجه البسيطة له نسب عرفه من عرفه وجهله من جهله (الا سيدنا عيسى لانه معجزة)
الانساب ليست غاية بل هي وسيلة الى غاية اكبر وهي صلة الرحم فبعض كتاب الانساب اليوم يساهمون في قطع الرحم فالحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم قال : تعلموا من انسابكم ما تصلون به ارحامكم فان صلة الرحم محبة في الاهل منسأة للاجل مثراة للمال مرضاة للرب او كما قال ... فالمطلوب الشرعي من معرفة النسب هو ما نصل به الارحام
الاصل الذي حدده الباري عز وجل للشعوب والقبائل هو التعارف (وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا) فالقبائل المشهورة معروفة ومعرفة فاغلبها يكون زيادة التعريف فيها تجهيلا
ليس هناك عشيرة او قبيلة وضيعه وقبيلة اعلى الا في قربها وبعدها عن منهج الله فسلمان منا ال البيت والكل يسأل يوم القيامة عن هذه الاية (وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون) ولا يسألنا عن الانساب الابالقدر الشرعي الا وهو صلة الرحم
الانساب تاريخ وفي التاريخ والانساب من المختلف والمؤتلف كثير ومن ضمن مدرسة التوليف من التفتيت تجميع المتشابه وصنع اواصر وهمية فيما بين المتشابه وصنع امارات وزعامات لاتاريخ لها
هناك الكثير ممن كان بالامس القريب يبحث عن اجداده واصله ثم من خلال استجداء النسب من كتب الانساب اذا هو علامة دهرة ومعلم الناس انسابهم واصولهم
والانساب تعرف من خلال اربعة طرق شرعية وعلمية هي
1. الرقعة اي المكتوب وشرط الرقعة ان تكون صحيحة قطعية الدلالة على المقصود ليست من المؤتلف والمختلف وخالية من العلل القادحة من فحص لاداة الكتابة ونوع الحبر والورق ونوعه فكثير من الورق نعرف متى صنع وكثير من الحبر نعرف متى ظهر ونوع الخط يعرف من قبل المختصين
2.الشهرة وشرط الشهرة ان تكون مستفيضة غير مستحدثة تم التثقيف عليها فالقبيلة الفلانية كتب عنها من سبق بانها من النسب الفلاني وبعد مدة ودون سابق انذار ولا معرفة ولاشهرة لدى القبيلة ودون رقعة صحيحة اذا هم من ال البيت الكرام
3. الاقرار وهو ان تقر القبيلة او العشيرة باجمعها دون مخالف معتبر انها من النسب الفلاني ثم يقر لها اصحاب النسب المنتسب له بصحة هذا الاقرار اي ان يكون الاقرار متبادلا
4. تحقيق المحقق الثبت بطرق البحث العلمية ويصل الى نتيجة تتبناها القبيلة او العشيرة وان يكون البحث في القبائل المختلف في نسبها لا في القبائل التي عليها شهرة وتوتر انها من النسب الفلاني
اما من ينقل ما ذكره الفقهاء في ثبوت النسب ويجعله يصدق في نسب القبائل فهذا ليس من هذا بطبق فالفقهاء ذكروا اثبات نسب الطفل الذي لايعترف به ابوه او نسب القاتل لكي تثبت عليه الدية اما شهادة الشهود العدول في نسب القبائل فلا تصح لانها ابعد عن علم هؤلاء فعلمهم قريب وانساب القبائل بعيده
هناك بعض كتاب الانساب يستعمل تقريب تفسير المسميات مع انها اعلام لرجال صنعوا احداثا كان يقول شمر ليس اسم رجل وزبيد نسبة الى واد ولا يفرق بين زبيد بالفتح وزبيد بالضم ولا يفرق بين تيم وبين تميم
كل من كتب في الانساب يسجل له موقفه ويشكر ولكن ليس كل ما يكتب صحيح وليس كل ما يكتب منها مقدس فكل يؤخذ عنه ويرد الا صاحب هذا القبر (محمد صلى الله عليه وسلم)
الله سبحانه وتعالى اعطى لغالبية ذرية المصطفى صلى الله عليه وسلم مهمة الدعوة والتبشير فتراهم في القبائل هم سادتها وموجهيها الى منهج الخير والصلاح ولذلك تجد غالبيتهم بيوتات بين القبائل في المشرق والمغرب في البلاد العربية وغير العربية ويميزون لكي يأخذوا دورهم الدعوي لكن ان تكون كل هذه القبائل اليوم بجموعها علوية فهذا تشتيت لدور هذه العصبة
والقول ان الناس مامونون على انسابهم ليس بحديث لان الواقع يكذبه فالقبائل مختلفة في اقوالها فمن هو منهم المامون على نسبه فلان ام فلان الذي يخالفه
للبحث بقية باذن الله
منقول
بقلم الباحث خليل الدليمي