اعتبر معارضون سوريون فى الداخل اليوم الأربعاء، أن ورقة العمل التى قدمها وفد النظام خلال مفاوضات جنيف-2، تناقض بند التفاوض الرئيسى المتمحور حول تشكيل هيئة حكم انتقالية، مبررين رفض الوفد المعارض المشارك فى المفاوضات لهذه الورقة.

وتقدم الوفد الرسمى المشارك فى جنيف-2 الاثنين، بورقة من خمسة بنود أبرزها احترام سيادة سوريا، ورفض "التدخل الخارجى" و"الإرهاب التكفيرى". ورفض الوفد المعارض هذا الطرح، مشددا على أولوية البحث فى تشكيل هيئة انتقالية ذات صلاحيات كاملة.

وقال عضو المكتب التنفيذى فى هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطى أحمد العسراوى، إن "المبادئ التى تقدم بها وفد النظام السورى، هى مبادئ عامة يتبناها عموم الشعب السورى، وليس هناك خلاف عليها، إلا أنها ليست مادة من مواد مؤتمر جنيف".

ورأى أن هدف جنيف-2 "تطبيق المقررات التى جاءت فى جنيف-1، وبالتالى البحث فى قضية حكومة انتقالية ذات صلاحيات كاملة"، معتبرا أن "وفد النظام السورى جاء ليقلب طاولة المفاوضات".

واعتبر أن بنود الورقة "مبادئ عامة يريدها الشعب، ولكنها ليست مادة من مواد مؤتمر جنيف، وبالتالى فعندما يرفض وفد الائتلاف هذه المبادرة، يرفضها ليس لأنها صحيحة أوغير صحيحة، يرفضها لأنه يريد موقفا آخر"، وذلك خلال مؤتمر صحفى عقده فى مقر الهيئة بدمشق.

وينص اتفاق جنيف-1 الذى تم التوصل إليه فى مؤتمر غاب عنه كل الأطراف السوريين فى يونيو2012، على تشكيل حكومة من ممثلين عن النظام والمعارضة بصلاحيات كاملة تتولى المرحلة الانتقالية.

وتعتبر المعارضة أن نقل الصلاحيات إلى الحكومة يعنى تنحى الرئيس السورى، إلا أن النظام يرفض مجرد التطرق إلى مسالة تنحى الرئيس، معتبرا أن هذا الموضوع يقرره الشعب السورى من خلال صناديق الاقتراع. كما يشكك فى تمثيلية المعارضة.

وحذرت الهيئة اليوم فى بيان من أن "سيطرة التعنت ولغة التصعيد على أجواء المؤتمر وتجاهل تمثيل قوى المعارضة الداخلية فى وفد المعارضة، وكذلك تجاهل تمثيل القوى المتحالفة مع النظام فى وفد النظام، سيؤدى إلى فشل المؤتمر فى بداياته".واعتبرت أن هذا الفشل "سينعكس سلبا على الجميع وقد يؤدى إلى ضياع الفرصة التاريخية المتاحة لإنقاذ البلاد".

واعتبر المنسق العام للهيئة حسن عبد العظيم مفاوضات جنيف-2 "خطوة تحول نوعية من الصراع المسلح والاقتتال والفوضى إلى الحديث عن الحل السياسى التفاوضى"، معتبرا أن "محاولة تغييب وإقصاء أطراف هامة لا يؤدى إلى نجاح المؤتمر".

وكانت الهيئة رفضت دعوة الائتلاف الوطنى السورى المعارض للانضمام إلى وفده فى جنيف، معترضة على "اختزال" واشنطن "صوت المعارضة"، فى إشارة إلى حصر تمثيل المعارضة بالائتلاف.



أكثر...