[size="6"]بقلم الجشعمي ال ثويني

عقاب بن سعدون العواجـي فارس من أعظم من أنجبتهم الجزيرة العربية ...
في القوة والصلابة والجلادة والفروسيـه ...
ولكن قبل الحديث عنـه ...
يجب عدم تجاوز والده الشيخ سعدون العواجي

كان يتميز بالشجاعة والبسالة والفروسية مما جعله يتزعم قومـه ...
تزوج من الفدعـان من عنزة ...
وأنجبت له زوجتـه
وحجاب ...
ثم حصل بينهمـا خلاف شديد دعـت زوجتـه للحاق بأهلهـا في الشام والذين ارتحلوا من الشمـال طلبا للكلأ ...
وكان أخوال
عقاب وحجاب مشهورين بين قبائل الفدعان ...
وقد تربا عقاب
وحجاب مع خوالهم التربيه الحسنه ...
وبعد أن بلغا سن الرشد تعلموا الفروسيه ...
وأصبحوا فارسين مشهورين يضرب بهما المثل رغم أنهما بعيدان عن أبيهما
وقد ألتف حولهم بعض من جماعتهم آل سليمان النازحين من نجد إلى
الشام
وأصبح
عقاب وحجاب يترأسان قسماً من عشائرهم بالشام
أما الشيخ سعدون العواجي بعد تقدمه في السن فقد بقى شيخٍ على جماعته في نجد
إلى أن برز أحد أبناء عمه , وأسمه شامخ العواجي ,
وأخذ ينازع الشيخ سعدون على الشيخه ويعرقل نفوذه على قبيلة ,
وأخيراً أستفحل أمره وخفر ذمام الشيخ سعدون مراراً وتكراراً مستهتراً بأوامر الشيخ ,
وأخذ يتحداه في كل مناسبه ويقلل من قيمته عند القبيله ,
ويضع العراقيل في وجهه حتى أنهى شيخة الشيخ سعدون العواجي وتزعم القبيله ...
وأخذ يعامل الشيخ سعدون العواجي سوء المعامله وذله ...
وقد وصل به الأمر أن حقره وحظر عليه أن يورد ابله على أي ماء ترده القبيله
إلا بعد القبيله كلها !!
ولم يجد الشيخ سعدون العواجي أي نصير من قبيلة أو سند يدفع عنه الضيم ,
وبقى بينهم محتقراً يتجرع ويلااات الذل ..
وقد قال قصيدة في ذلك ...

الله مـن هـمٍ بكبـدي سعرهـا
دلّى يمل القلـب مـل الشواتـي
وش خانة الدنيا سريـعٍ دورهـا
لـو أقبلـن سنينهـا مقفياتـي
ومن عقب ماني مقفيٍ عن نحرها
اليوم بين القين هـو والحذاتـي
ومن عقب مانلبس غرايب شهرها
من فوق قـبٍ عندنـا مكرماتـي
يوم أن خيـال النـدم ماقصرهـا
عمن جذت به نفهـق الاولاتـي
واليوم طيبا على الشيـل مرهـا
ياحيف مانستاهـل المعسراتـي
حـلال عقـداتٍ كبـارٍ عبـرهـا
وخالق نجومٍ بالسماء ساهراتـي
ما مـالٍ إلا فـارغٍ مـن زبرهـا
ولا حـي إلا مقتفيـه المماتـي
يارازق إللـي مابعشـه ذخرهـا
طيور الهوى في قدرتك عايشاتي
تفرج لمن عينه تزايـد سهرهـا
ألطـف بنـا ياعالـم الخافياتـي
ياللي خلقت أقفارها مـع بحرهـا
يامن بحكمك تجـري الكايناتـي
أوجست من حر الليالي سعرهـا
وذكرت طيب أيامنـا الفايتاتـي
ونشدت وين إللي ينثـر حمرهـا
وقمت أتذكر وين حروة شفاتـي
إللي إلى جاء الخيل
]خبثٍ كدرهـا
صوته ذعار القـرح الصافناتـي
عِقَابَ السبايا كان جاها ذعرهـا
عوق العديم ومشبـع الحايماتـي

ولكن لم يكن هذا بحل لأمره ...
فهو إذا أبتعد عن قبيلة آل سليمان سيكون لاجئاً عند أحدى القبائل ...
وهذا يرى أن فيه نقصاً عليه بعد العز والترفيع والمشيخه الذي كان عائشاً فيه ...
وإذا أنفرد وحده في فيافي نجد فسوف يكون لقمه سائغه لبعض الغزاه من الصعاليك ...
وهو لايستطيع وحده حماية نفسه بعد تقدمه بالسن ...
ولذلك فقد رجع بعد أن رحل مرغماً بهذه الظروف مستسلما للأقدار ...
زاد شامخ بطغيانه وتجبره على الشيخ سعدون العواجي ...
جرى هذا على سعدون وأبنائه عقاب
وحجاب عند أخوالهم بأراضي الشام ولهما
((مخصصات)) عند الدوله العثمانيه لقوتهم وجبروتهم ومخوفة الدولة من اي إظطرابات قد يعملونهـا
والمواصلااات كانت بينهم وبين أبيهم مقطوعه ..
وأخيرا وكما قيل ضاقت فلمـا أستحكمت حلقاتهـا ...
فرجـت وكنت أحسبهـا لاتفرج ...
أتى شخص للشيخ سعدون العواجي ورأى حالتـه ...
وحزن لهـا وأشفق ...
الشيخ سعدون العواجي بعد العز والجاه والمكانه والشيخه يصير هذا مآله !!
فقال له : أولادك قابضين الشام بفروسيتهم وكل القبائل تهابهـم لشجاعتهم ...
حتى أن الدولة العثمانية خصصت لهم أعطيات لكي يكسبونهم وأنت ذي حالتك ؟
فأقترح عليـه أن يكتب لأولاده ويشكو إليهم ويخبرهم بأعتداء شامخ على جميع سلطته ..
وخفر ذمامه وإهانته بين قبائل نجد ..

ياراكـبٍ مـن عندنـا فـوق مهـذاب
مأمون قطـاع الفيافـي إلـى أنويـت
عند الفضيلـه عـدّ يوميـن بحسـاب
أول قراهـم قـول ياضيـف حّيـيـت
حرٍ صغيـر وتومـا شـق لـه نـاب
وعقب القرا ودع رجـالٍ لهـم صيـت
وليـا ركبتـه ضربـه خـل الأجنـاب
وأنحر لنجم الجـدي وإن كـان مديـت
وأسلم وسلم لي على عقـاب وحجـاب
سلم على مضنون عينـي إلـى ألفيـت
بالحال خص عقـاب فكـاك الأنشـاب
ينجيك كان أنـك عـن الحـق عديـت
قله ترى شامخ شمـخ عقـب ماشـاب
وياعـقـاب والله ذلّلـولـي وذلـيـت
وياعقاب حدوبي علـى غيـر ماطـاب
وقالوا تودر مـن ورى المـا وتعديـت
من عقب ماني سترهم عنـد الأجنـاب
ولـيـا بلتـهـم قـالـة ماتتقـيـت
مـادام شامـخ مالـكٍ جـرد الأرقـاب
لـو زيـن الفنجـال لـي ماتقهويـت
ياعقاب حـط بثومـة القلـب مخـلاب
من العام في نـوم العـرب ماتهنيـت
الجفن عـن نـوم المـلا فيـه نتـاب
وعـد الطعـام مـدوس بـه حلاتيـت
عقب المعزه صرت ياعقـاب مرعـاب
والنـاس حييـن وأنـا عقبكـم ميـت
من الضيم ياعقاب السرب عارضي شاب
وأذويت مـن كثـر العنـا وأستخفيـت
فاتن ثـلاث سنيـن والنـوم ماطـاب
وشكواي من صدري عبـار وتناهيـت
البيـت مايبنـى بـلا عمـد وأطنـاب
متى يجينا عقـاب يبنـي لنـا البيـت
مالي جـدا إلا عضـة البهـم بالنـاب
وراعيت كثر الحيف بالعين وأغضيـت
أرجي بشير الخيـر مـع كـل هبـاب
ومتى يجونا أخوان (نشمة) على الصيت
بعد أن وصلت هذه القصيده لعقاب وحجاب أخوان (نمشة) ...
ثارت ثائرةعقاب
وأمر أخاه حجاب أن يتجهز للرحيل من بلاااد الشام ...
وترك كل مايملك من سلطه ومن مقرارات لدى الدوله العثمانيه وكل العز ..
عزم على الرحيل هو وأخيه لأباهم وقال عقاب هذه الأبيات مناجياً صديقه عيد
الذي كان يمتلك فرساً ليست من الخيل
الأصائل ...
وأشار عليه عقاب
بالقصيده أن يبيعها لأنهم ذاهبون لنجد وليس في نجد إلا الخيل
العتاق والرماح والطعان ...
وخشى على صديقه عيد أن يخوض معمعه على جواده الهجين ...
ويكون ضحيه بالميدان وينهزم ثم يعد من الجبناء ...
وقال لصديقه عيد سوف أهدي لك أول جواد أصيل أكسبها في المعركه بنجد :

ياعيد أجلب مهرتك عفنـة الذيـل
لاعاد ماتكسب حذا قـول خيـال
رحنا لنجد ولا بنجـدٍ محاصيـل
نطعن ونطعن فوق عجلات الأزوال
إن طعتني ياعيد بدل بهـا كيـل
ودور لها من غاية السـوق دلال
إن نرت قالوا عيد عيل هل الخيل
وإن هشت قالوا رد منهم بخيـال

طاع عيد مشورة عقاب وباع الفرس ورحل عيد وحجاب وعقاب ومعهم بعض الخدم ...
وأستغرقت رحلة عقاب
والذين معه إلى نجد 30 يوم ووصلوا بعدها بالقرب من عد ماء
يسمى الحيزا ...
وهو ماء يمتلكه قبيلة آل سليمان وباتوا على مقربةٍ منها ...
بعد أن تأكدوا أن قبيلة آل سليمان تارد هذا الماء لسقي حلالهم ...
في الليله نفسها وبعد طلوع الفجر الأول قام عقاب
وتقلد سيفه وأمر أخاه ومن معه أن يتبعوه بظعينتهم مختفياً ...
وأخذ يبحث عن بيت والده الشيخ سعدون ...
وكان قد أستوصف من الناس مايدله على بيت أبيه ...

وقد قيل له إن شامخٍ أمر على أبيه بأن لا يرفع بيته بين بيوت القبيله إذلالاً له ...
وكذلك أمر راعي أبله قليلة العدد , أن لاترد على الماء إلا بعد أن ترد أبل القبيله بأكملها ...
وعندما وصل بيت والده قبل طلوع الشمس ...
وقبل أن يرد أحد على البئر وجد والده نائماً ...
وكذالك راعي أبل والده نائماً بين الأبل فأيقظ الراعي ...
وقال له قم أورد أبلك على الماء فقال له الراعي : لا أستطيع لأن الشيخ شامخ سيضربني ...
وقد أمرني أن لا أرد الماء إلا بعد أن ترد القبيله ...
فنهره عقاب
بشده وحاول الراعي أن يعتذر لانه لايعرفه
فأكد عليه وقال له أورد ابلك وأنا معك ولا تخف ...
ومشى الراعي قسراً بالأبل إلى البئر وأختفى عقاب بين الأبل ...
وعندما وصلوا شاهد شامخ أبل سعدون ترد أول الأبل عاصين لأمره ...

فثارت ثائرته ونادى الراعي وتهدده فقال عقاب
للراعي بصوت لا يسمعه
شامخ أمض لسبيلك ولا تجبه ...
وعند ذلك أشتدد غضب شامخ منه وأخذ عصاه وأقبل من بيته يعدو ...
ليشبع الراعي ضرباً كعادته وعندما وصل شامخ للراعي خرج عليه ((عقاب))
من بين الأبل ...
ولما شاهد شامخ عقاب
وشاهد شاربيه الذي يقال أنها على حد أذنيه ...
عرف أنه لن ينفعه الهروب ولا المقاومه فرمى نفسه في البئر ...
وقال له عقاب
أخرج فقال لن أخرج هذا قبري إلا أن تعهادني أنك لن تقتلني ...
فقال له لن أسامحك حتى أن يسمح لك الشيخ سعدون العواجي ...
فترك عقاب راعي الأبل يسقيها وأمر من حوله أن يخرجوا شامخ من البئر ...
ورجع عقاب أن رأى أخاه وظعينتهم قد وصلوا لبيت أبيه وأمرهم عقاب
بأن يبنوا البيت الكبير وأن يرفعوا أعمدته ...
وبعد أن سلموا على أباهم تهلل وجهه بشراً وسر برؤية أبنائه ...
ورجعت الشيخه لسعدون العواجي من جديد ...
وأشاد أبناء سعدون العواجي مجد والدهما وراح شامخاً بعد أن عفى عنه سعدون العواجي منسياً منذلا ...
وبعد أن رجع عقاب
وحجاب لأباهم وعززو شيختة من جديد ورفعوا من شأنه أمام
جميع قبائل نجد ...
وقد ظهر صيت عقاب
وأخاه حجاب في نجد بأكملها...
ذات يوم وصل للشيخ سعدون العواجي خبر أن أراضي ((بيضاء نثيل )) مخصبه ...
وهذه يملكها الشيخ مسلط التمياط شيخ قبيلة التومان من شمر ...
ألتفت سعدون على ولديه عقاب
وحجاب , وقال لهم أنني أريد أن أرحل بقبيلتنا إلى بيضاء نثيل
وأخذها عنوه من مسلط التمياط وجماعته
فأجابه أبنائه بالسمع والطاعه وقالوا عليك أن تأمر ونحن نلبي أوامرك
فأمر سعدون العواجي فرسان القبيله بالرحيل لبيضاء نثيل وأخذها من مسلط التمياط جبراً ..
وقال سعدون العواجي سأرسل هذه القصيده له لعل أن يترك بيضاء نثيل ويرحل منها
بدون حرب...
لأنه يحب أن يدلل إبله بالمراعي وأراضي بيضاء نثيل مخصبه.
قال سعدون العواجي :

ياراكب إللي ما لهجهـا الجنينـا
ماهي وحدهـا ثامنـه لـه ثمانـا
فـج النحـور محجـلات اليدينـا
من ساس عيراتٍ وابوهم عمانـا
يلفـن لمصلـط ترثـة الغانمينـا
قل أرحلوا عن جوكـم صارمانـا
نبـي ندلـه مقرعـات الحنيـنـا
أذواد من رعي المخافـه سمانـا
ماهم بـورث أجدودنـا المقدمينـا
كسبٍ بالأيدي من حلايـب عدانـا
نفكهـن مـن لابــةٍ معتديـنـا
ومن دونهن عود العريني عصانـا
يرعن بظل عقاب
مروي السنينـا
إللي ليـا صـارت علينـا حمانـا
وقولـوا ترانـا يمهـم مقبليـنـا
ويقصر عن الطولات كانـه بغانـا
عدونـا نجيـه لـومـا يجيـنـا
ونضفي على عدونا مـن خطانـا
ونركب على إللي كنهـن الشنينـا
خيل الصحابه ما أعترضهن حصانا
والموت عند أقطيهن وإن حدينـا
وياسرع رد وجيههن مـع قفانـ]

لما وصلت للتمياط تشاور مع ربعـه ...
وقالوا من هو اللي يقدر يقف في وجهه عقاب
ورحلوا عنهـا وتركوهـا للعواجيه ...
وفعلاً أخذوا بيضاء نثيل من مسلط التمياط ...
وأتسعت حدود سعدون العواجي هو وقبيلتة ...
إلى أن بلغت من خيير إلى قرب جبال طي وشمالاً تيماء والنفود ....
\

/
\

ذات يوم غزى غزوه ورجع من غزوته ...
فأعترضته فتاة تسأله عن حليلها وكان من الفرسان المرافقين له فقالت :

ياعقاب ياحبس الضعن باللقا الشين
ياللـي حريبـك بالهزيمـه يمنّـا
عيّنت ذيب الخيل
يـوم الأكاويـن
نور العيون بغيبـة الشمـس عنـا
هـو سالـم ولا رمـوه المعاديـن
يا عقـاب خبرنـي تـراي اتمنـا

فأجابها عقاب
قائلا :

يا بنت ياللي عن حليلـك تسأليـن
حنـا لنـا حيّـي يسألـون عنـا
خمسة عشر ليله على الوجه مقفين
نـدور وضـح بالأباهـر تحـنـا
وشفنا هل البل شاربين الغلاويـن
مـن دون رخـم للحويّـر تحنـا
جونـا ثلاثميـة وحنـا ثمانـيـن
مثل المحوص الشلف منهم ومنـا
وبانت رديتهـم وشفنـا الردييـن
وكل عرفنـا عزوتـه يـوم كنـا
ليتك تراعي يـا عـذاب المزاييـن
يـوم أن عيـدان القنـا يطعننـا
منا حليلك طـاح بيـن المثاريـن
في ديرة فيهـا الوضيحـي تثنـا
ومنهم جدعنا عند شوقـك ثلاثيـن
وكم خير من راس رمحـي يونـا
في ساعة فيها تشيـب الغلاميـن
انطح نحـور الخيـل يـوم اقبلنـا
ياما نقلت الدين والحقتـه الديـن
وحريبنا فـي نومتـه مـا تهنـا
أرسي لهم يا بنت وانتي تعرفيـن
لياما حمام النصر رفـرف وغنـا
وأردهـا وألحـق ربـوع مخليـن
بوجيـه قـوم يطلقـون الأعـنـا
عاداتنا نخلـي سـروج المسميـن
ونـروي حـدود مصقـلات تجنـا
وقلايعي من نقوة الخيل
عشريـن
قـب ولا فيهـن ثـبـار ودنــا

استفحل أمر عقاب
العواجي وجندل عددا كبيرا من فرسان وشيوخ قبيلة شمر ...
( في وقائع تجاوزت ذكرهـا لأنه ليس من المناسب ذكرهـا هنـا ) ...
لذا إجتمع شيوخ شمر كلهم واتفقوا على أن يصبوا فنجانا من البن ...
ويضعوه بينهم ويقولون لفرسانهم : الذي يشربه في مجتمعهم هو المسؤول عن قتل عقاب..
في أول معركة نخوضها معه ,
لإنه لا يمكن أن يتجرأ على شربه ...إلا من كان قوي الجنان ,
وعنده الثقة بنفسه , فقام شاب من بين الصفوف يسمى ( أبا الوقيّ)
ولم يكن من عائلة لها ماض بالفروسية ...
فأخذ الفنجان وشربه , في مجلس شمر ,
وقال أنا شارب فنجان عقاب
وسأقابله على ظهور الخيل
وعندما التحم شمر في معركة مع ولد سليمان جماعة عقاب العواجي ,
وعندما رأى ( أبا الوقيّ ) عقاب بين الخيل دفع جواده ...
وكان عقاب لا يظن أن احدا يتجرأ ويهجم عليه ...
خاصة مثل هذا الشاب الصغير , فلقيه عقاب
ولما اقترب كل واحد من الآخر
أطلق كل منهما سهمه على الآخر , ولكن لم يصب أحدهما
والتصقت جواداهما , وتماسكا بالأيدي على ظهور الخيل 6..
ثم وقعا على الأرض , فهجمت فرسان قبائل عنزه ...
لتخليص عقاب وهجمت فرسان شمر هي الأخرى لتخليص أبا الوقيّ
الشاب الذي ضرب أروع مثل بالبطولة , ونفذ ما التزم به ...
ودارت المعركة وحمى الوطيس وثار غبار الخيل
وغطى كل شيء حتى أن الفارس لا يبصر الآخر وتخلص عقاب من الشاب أبا الوقيّ ...
وقام من الأرض والغبار يحجب كل واحد عن الآخر ...
ووقعت يد عقاب على سيف بالأرض وأمسك بجواد واقف فوق رأسه .
وكذلك أبا الوقيّ هو الآخر . أخذ سيفا , ووجد جوادامن حوله , فأخذه ,
وعندما افترقا إذا بالسيف والجواد اللذان مع عقاب هما لأبا الوقي ّ
وأبا الوقيّ وجد أن الجواد الذي معه والسيف هما سيف وجواد عقاب
وانفصلت المعركة بعد ذلك وكانت النتيجة خيبة أمل للشيخ سعدون ,
لأنه رأى بالأمر غضاضة عليه ...
حيث أن جواد ابنه وسيفه يأخذهما شاب صغير من قبيلة شمر ,
ليس معروفا , ولم يكن له ماض , وليس كفوا لمقابلة عقاب في نظره ,
وقد قلق للأمر وسهر ليلته ولم ينم ,
فجاءوا إليه شيوخ قبيلة ولد سليمان وقالوا له لا تقلق يا أبا عقاب على فقدان الجواد والسيف ,
فكل خيلنا وسيوفنا نقدمها لعقاب , عوضا عن جواده وسيفه ,
فقال : أنا لا يهمني جواد عقاب أو سيفه , ولكن الذي يشغل بالي ,
ويحز في نفسي وأخشى منه ,
هو أن شاعر شمر ( مبيريك التبيناوي ) , قد القى بيت من الشعر , عالق بذهني الآن
فقالوا له : وما هو هذا البيت الذي تخشى أن يجده شاعر شمر ؟
فقال لهم : هو هذا البيت :

السيف من يمنى عقاب خذيناه
والخيل بدّل كدشها بالأصايـل

وفعلا وقع ما كان يخشاه سعدون ...
حيث بعد انفصال المعركة , قال شاعر شمر مبيريك التبيناوي
قصيدة من ضمنها البيت الذي أشار إليه سعدون !!!
وهو ثاني بيت من القصيدة الآتية :

أبا الوقي يالبيض خضّبن يمنـاه
وأنا اشهد انه من عيال الحمايـل
السيف من يمنى عقاب خذينـاه
والخيل بـدّل كدشهـا بالأصايـل
هـذي سلـوم ٍ بيننـا يالقرابـاه
يا زين بيع المنسمح يا بن وايـل
وعقاب ما سبّه ولا سـب حليـاه
أن جو على قب المهار الأصايـل
يركض على الصابور ولابه مراواه
شي ٍ تعرفه كـل سمـو القبايـل
لا شك عندي لـه فهـود ٍ مغـذاه
عيال شمر فـوق قـب السلايـل

وذات مره غزى هذلول الشويهري وهو عقيد حايف وهو من السويد من سنجاره من زوبع من شمر ..
وبلغ بعض الرجال من العطش الشيء الكثير ...
ودخلو في غيبوبه وياردون موقع يقال له العويج وهم محزمين على الجيش
وعندما طلع على العويج ناظر وإذا على الميراد محمد وفهيد العواجيه معطنين على الماء ...
وهو يجر رسن الذلول ، وقال حسين الذنيب ويش عندك يا هذلول اخو سمرى)
قال الماء عليه العواجيه وانا هلي تشوف اكثر ربعي مشنفين محزمين من العطش
وهم راوين ومرتوين و يطبخون غداهم يقصد العواجيه
ونبي نقلب مع اثرنا ندور لنا مورداً ثاني غير هذا ،
قال حسين الذنيب اخو هدلا) ، وين هذلول وين اخو سمرى عنزه يذبحون مننا 10-15-30 راح يخلون مننا تالي ...
مار الظما (العطش) ما يترك لنا باقي وين هذلول واين اخو سمرى
وهذلول يصعق صيحة الحرب ...

وينتصر شمر وياكلون غداهم غدا العواجيه ويقتلون فهيد ومحمد العواجي
وقال حسين الذنيب :

فهيد وقع بالجر يا فقدينه
ويا حيف ركبن تروح خفافي

قال عقاب العواجي ما ينزل لبن نياقي على كبدي قبل ما اذبح هذلول
وترى المنع ممنوع على هذلول واسمعوا يا عنزه قالو ما يخالف ...
وقالوا شمر ياهذلول قال يا خير قالو اترك عنزه تشوف المنع مرفوع عنك ...
ويجدعون عليك البشاير قال هذلول اما عنزة ماني تاركهم ...
اما بني ادم فهو لايحيا ولايموت الاعمار فهي بيد الله ماهيب بيد عقاب العواجي
وبعد فتره غزى هذلول مره ثانيه على عنزة ،
و سبحان الله يصير له مثل ماصار له في المره الاولى ويشنفوا الرجال مع هذلول
ويارد احد المياه وهم عطشى ويمنعه ابن نوبان من عنزة
وقال بوجهي وانا ابن نوبان وقال هذلول انا هذلول الشويهري متحلفنبي عقاب العواجي
قال انا اعرفك انك هذلول ولكنك بوجهي وانا ابن نوبان ما على من العواجي ،
قال هذلول اخاف ان العواجي ماحدن يرده ،
وبلغ الخبر عقاب العواجي قال اما شمر فيعطيهم رواكبهم ويطقهم .
اما هذلول فيرسله لي ابن نوبان
ويوم درى ابن نوبان ان الطلابه صحيحه من عقاب

قال والله ما اقدر ما دام السالفه به عقاب العواجي انتهت خلاص ويرسله الى عقاب
وعندما حضر هذلول عند عقاب قال عقاب يحيالله هذلول
لاواهني عيني قال هذلول ويش هل الغنيمه الي تهني عينك به
قال عقاب والله انه اكبر غنيمه واكبر كسب يا هذلول الشويهري
يوم الله جابك لي وانا حي اراعى بعيوني قال هذلول ابي اشري روحي منك قال يالله ،
قال خمسين بسلاحهن قال لا ما دفعت شي قال طيب ميه بسلاحهن
قاله عقاب اسمع عاد ابي اقصره لك والله لو تعطيني حلال شمر من اليمن الى سنجار فلا يساوي
صيحه عنزيه
تاخذ حلايبه ابوك انا حليب نياقي مالزى على كبدي من العام وتبيني امسك واطلقك
ويلتفت سعدون وقال : قال هلون قال هلون..
قال هذلول ابيك تسمحلي اصلي ركعتين قال عقاب ما يخالف صل ركعتين ...
قال سعدون العواجي لولده ياولدي أطلقه وسامحه
قال لايايبه تامرني بكل شيء إلا ذي وحلفي
وبعدها قال هذلول ابيك تسمحلي وقال ويش بعد النوب قال ابي اصوتلي صوتين ...
وقال خلوه يفتح فويهه وراه واختص هايس القعيط اخوى سعدى
وقال اليوم هايس واين اخو سعدى هايس خيار صبحي زوبع ويقوم ينتدب شمر وفي الاخير
ختمهم بالسناعيس
وعقبها يذبحه عقاب ..
بلغ الخبر شمر وكان هذلول من أعظم فريسهم ...
فرثاه شاعر بهذه القصيدة :

الكبد يبست وايبسه هـم هذلـول
والشـرب عيـا لايبـرد غليلـه
والراس شاب وشيب القلب هذلول
والعيـن عيـا لايكمـل هميلـه
البارحه قامت تنـوح ام هذلـول
مثل الخلوج اللي تزايـد عويلـه
والله فلاجابنـه البيـض هذلـول
مثل الفهد ياطب فـرق الجميلـه
والله فلا يطلع لنا مثـل هذلـول
حمـاي تالـي شمـر ٍ بالدبيلـه
ليا ركب ريمه على
الخيل هذلول
كم عزبه ٍ بالقيض يطوي صميله
يامن خبر نيـه عقـابٍ بهذلـول
من يذبح البارد وهو مع دخيلـه
والله فلا تبـر مساميـر هذلـول
وعقاب ما رزت عليـه النصيلـه
يالله وان ترمي عقـابٍ بهذلـول
يـارب يامنطـي العطايـا لــه
وأعوذ بالله من دعاء المظلوم )
بلغ الخبر هايس القعيط وهو يغزي العواجيه بجيش عرمرم من شمر ...
إلا واحد شمري وخواله من ولد سليمان من العواجيه ويح الخيل بالحيل ...
وهو يروح وينذره وسماو عايلته بالنذره لحد الأن
لما جاء هايس إلا وعقاب وربعه متجهزين له ...
ويأسرون منهم 70 ويفرون الباقين على رأس هايس القعيط ...
ويلحق بهم عقاب ويتبعه أخوه حجاب ... ويبقى الآخرون منشغلين بالغنايم
وكما هو معلوم أن عقاب يقف للجيش لوحده لايابه به ...
لما ناظر هايس القعيط إلا عقاب جاي لوحده فنخى شمر وقال نحن جيش وهو لوحده اليوم يومكم ...
فـ تربصوا له وأطلقوا عليه السهام كرمية رجل واحد وقتلوا فرسه ...
ثم رموه وقتلوه ... وجاء أخوه وفعلوا به مثل أخيه ...
كل هذا والعواجيه منشغلين ولم يدركوا أن عزهم وقوتهم قد راحت بها الأقدار ...
يوم تأخر عقاب وحجاب لحقوهم والين إنهم ميتين عند زبار وريك ودفنوهم هناك وسموها لحد الأن أبرق الشيوخ ....
وحينمـا وصل الخبر لسعدون نعاهم بالقصيدة التالية :

ياونـة ونيتهـا تسـع ونــات
مع تسع مع تسعين مع عشر الوفي
مع كثرهن باقصى الحشا مستكنات
عداد خلـق الله كثيـر الوصوفـي
ونة طريح طاح والخيـل عجـلات
كسره حدا الساقين غـاد سعوفـي
على سيـوف بالملاقـى مهمـات
سيفين أغلى ما غدا مـن سيوفـي
وعلى محوص بالمـوارد قويـات
أسقي بهن لـو القبايـل صفوفـي
احشم بحشمتهم لو هـن بعيـدات
وأنام لـو ان الضـوارى تحوفـي
خليتني ياعقاب مـا بـه مـروات
عيالك صغارٍ والدهر بـه جنوفـي
من عقبكم ما نبكي الحي لو مـات
ولاني على الدنيا كثير الحسوفـي
ياطول ما جريت بالصـدر ونـات
على فـراق معطريـن السيوفـي
ياعقاب عقبك شفت بالوقت ميلات
واوجست انا من ضيم بقعا حفوفي
مرحوم يا نطاح وجيه المغيـرات
لاجن كراديس السبايـا صفوفـي
مرحوم يا مشبع سبـاع مجيعـات
وعز الله أنه عقبكـم زاد خوفـي
الخيل تدري بك نهـار المثـارات
ياللي على كل المـلا فيـك نوفـي
والخيل تقفي من فعولك معيفـات
تاطا شخانيب الرضم ما تشوفـي

وقال أيضا في نعاهم :
بيبان قلبـي والضمايـر عونـي
اعواي مع ماضي سبيب الربابـه
أعوي عوا اللي يوم يقنب بونـي
ذيب تعاوا لـه ضـواري بغابـه
في راس مرفوع الحجـا يقنبنـي
تجاذبن الصـوت رمـل الذيابـه
أنا عويت ومثلهن قمـت اونـي
عزي لمن عكف الشوارب ذهابـه
زمل المحامـل بالمهمـة غدنـي
وأنا بعد من عرض جملة اطنابه
لا والله اللي ليثها غـاب عنـي
ما عاد يرجع ليثها مـن غيابـه
الخوف من عقب الفرح به مكني
تحطمت عقب "العقـاب" المهابـه
أيامهـا وسنينـهـا خسـرنـي
ليث يجنـدل مقحميـن الحرابـه
صوته ذعـار مشمـراتٍ تعنـي
درع المتلـي والصوافـن تهابـه
سيفه بهامات العـدا مـا يونـي
إن جا نهارٍ طال واظلـم ضبابـه
الموت سحبه هشمـن وارعبنـي
وارزم خياله يـوم رودم سحابـه
رجف الحوافر بالفـوارس يرنـي
والسيف يصرخ بالجماجم ذبابـه
إليا برز لـه فـارسٍ مـا يثنـي
صاحن عليه ملويـات العصابـه
يشهد على ما قلت ريع المغنـي
وتشهد على قولي شوامخ هضابه
يرمس على الموت الحمر ما يكني
حبسٍ بحومات الوغى يلتجي بـه[
عقاب الخيل (اخو نمشة)

عقاب بن سعدون العواجـي فارس من أعظم من أنجبتهم الجزيرة العربية ...
في القوة والصلابة والجلادة والفروسيـه ...
ولكن قبل الحديث عنـه ...
يجب عدم تجاوز والده الشيخ سعدون العواجي

]
كان يتميز بالشجاعة والبسالة والفروسية مما جعله يتزعم قومـه ...
تزوج من الفدعـان من عنزة ...
وأنجبت له زوجتـه عقاب وحجاب ...
ثم حصل بينهمـا خلاف شديد دعـت زوجتـه للحاق بأهلهـا في الشام والذين ارتحلوا من الشمـال طلبا للكلأ ...
وكان أخوال عقاب وحجاب مشهورين بين قبائل الفدعان ...
وقد تربا عقاب وحجاب مع خوالهم التربيه الحسنه ...
وبعد أن بلغا سن الرشد تعلموا الفروسيه ...
وأصبحوا فارسين مشهورين يضرب بهما المثل رغم أنهما بعيدان عن أبيهما
وقد ألتف حولهم بعض من جماعتهم آل سليمان النازحين من نجد إلى
الشام
وأصبح عقاب وحجاب يترأسان قسماً من عشائرهم بالشام
أما الشيخ سعدون العواجي بعد تقدمه في السن فقد بقى شيخٍ على جماعته في نجد
إلى أن برز أحد أبناء عمه , وأسمه شامخ العواجي ,
وأخذ ينازع الشيخ سعدون على الشيخه ويعرقل نفوذه على قبيلة ,
وأخيراً أستفحل أمره وخفر ذمام الشيخ سعدون مراراً وتكراراً مستهتراً بأوامر الشيخ ,
وأخذ يتحداه في كل مناسبه ويقلل من قيمته عند القبيله ,
ويضع العراقيل في وجهه حتى أنهى شيخة الشيخ سعدون العواجي وتزعم القبيله ...
وأخذ يعامل الشيخ سعدون العواجي سوء المعامله وذله ...
وقد وصل به الأمر أن حقره وحظر عليه أن يورد ابله على أي ماء ترده القبيله
إلا بعد القبيله كلها !!
ولم يجد الشيخ سعدون العواجي أي نصير من قبيلة أو سند يدفع عنه الضيم ,
وبقى بينهم محتقراً يتجرع ويلااات الذل ..
وقد قال قصيدة في ذلك ...

الله مـن هـمٍ بكبـدي سعرهـا
دلّى يمل القلـب مـل الشواتـي
وش خانة الدنيا سريـعٍ دورهـا
لـو أقبلـن سنينهـا مقفياتـي
ومن عقب ماني مقفيٍ عن نحرها
اليوم بين القين هـو والحذاتـي
ومن عقب مانلبس غرايب شهرها
من فوق قـبٍ عندنـا مكرماتـي
يوم أن خيـال النـدم ماقصرهـا
عمن جذت به نفهـق الاولاتـي
واليوم طيبا على الشيـل مرهـا
ياحيف مانستاهـل المعسراتـي
حـلال عقـداتٍ كبـارٍ عبـرهـا
وخالق نجومٍ بالسماء ساهراتـي
ما مـالٍ إلا فـارغٍ مـن زبرهـا
ولا حـي إلا مقتفيـه المماتـي
يارازق إللـي مابعشـه ذخرهـا
طيور الهوى في قدرتك عايشاتي
تفرج لمن عينه تزايـد سهرهـا
ألطـف بنـا ياعالـم الخافياتـي
ياللي خلقت أقفارها مـع بحرهـا
يامن بحكمك تجـري الكايناتـي
أوجست من حر الليالي سعرهـا
وذكرت طيب أيامنـا الفايتاتـي
ونشدت وين إللي ينثـر حمرهـا
وقمت أتذكر وين حروة شفاتـي
إللي إلى جاء الخيل خبثٍ كدرهـا
صوته ذعار القـرح الصافناتـي
عِقَابَ السبايا كان جاها ذعرهـا
عوق العديم ومشبـع الحايماتـي

ولكن لم يكن هذا بحل لأمره ...
فهو إذا أبتعد عن قبيلة آل سليمان سيكون لاجئاً عند أحدى القبائل ...
وهذا يرى أن فيه نقصاً عليه بعد العز والترفيع والمشيخه الذي كان عائشاً فيه ...
وإذا أنفرد وحده في فيافي نجد فسوف يكون لقمه سائغه لبعض الغزاه من الصعاليك ...
وهو لايستطيع وحده حماية نفسه بعد تقدمه بالسن ...
ولذلك فقد رجع بعد أن رحل مرغماً بهذه الظروف مستسلما للأقدار ...
زاد شامخ بطغيانه وتجبره على الشيخ سعدون العواجي ...
جرى هذا على سعدون وأبنائه عقاب وحجاب عند أخوالهم بأراضي الشام ولهما
((مخصصات)) عند الدوله العثمانيه لقوتهم وجبروتهم ومخوفة الدولة من اي إظطرابات قد يعملونهـا
والمواصلااات كانت بينهم وبين أبيهم مقطوعه ..
وأخيرا وكما قيل ضاقت فلمـا أستحكمت حلقاتهـا ...
فرجـت وكنت أحسبهـا لاتفرج ...
أتى شخص للشيخ سعدون العواجي ورأى حالتـه ...
وحزن لهـا وأشفق ...
الشيخ سعدون العواجي بعد العز والجاه والمكانه والشيخه يصير هذا مآله !!
فقال له : أولادك قابضين الشام بفروسيتهم وكل القبائل تهابهـم لشجاعتهم ...
حتى أن الدولة العثمانية خصصت لهم أعطيات لكي يكسبونهم وأنت ذي حالتك ؟
فأقترح عليـه أن يكتب لأولاده ويشكو إليهم ويخبرهم بأعتداء شامخ على جميع سلطته ..
وخفر ذمامه وإهانته بين قبائل نجد ..

ياراكـبٍ مـن عندنـا فـوق مهـذاب
مأمون قطـاع الفيافـي إلـى أنويـت
عند الفضيلـه عـدّ يوميـن بحسـاب
أول قراهـم قـول ياضيـف حّيـيـت
حرٍ صغيـر وتومـا شـق لـه نـاب
وعقب القرا ودع رجـالٍ لهـم صيـت
وليـا ركبتـه ضربـه خـل الأجنـاب
وأنحر لنجم الجـدي وإن كـان مديـت
وأسلم وسلم لي على عقـاب وحجـاب
سلم على مضنون عينـي إلـى ألفيـت
بالحال خص عقـاب فكـاك الأنشـاب
ينجيك كان أنـك عـن الحـق عديـت
قله ترى شامخ شمـخ عقـب ماشـاب
وياعـقـاب والله ذلّلـولـي وذلـيـت
وياعقاب حدوبي علـى غيـر ماطـاب
وقالوا تودر مـن ورى المـا وتعديـت
من عقب ماني سترهم عنـد الأجنـاب
ولـيـا بلتـهـم قـالـة ماتتقـيـت
مـادام شامـخ مالـكٍ جـرد الأرقـاب
لـو زيـن الفنجـال لـي ماتقهويـت
ياعقاب حـط بثومـة القلـب مخـلاب
من العام في نـوم العـرب ماتهنيـت
الجفن عـن نـوم المـلا فيـه نتـاب
وعـد الطعـام مـدوس بـه حلاتيـت
عقب المعزه صرت ياعقـاب مرعـاب
والنـاس حييـن وأنـا عقبكـم ميـت
من الضيم ياعقاب السرب عارضي شاب
وأذويت مـن كثـر العنـا وأستخفيـت
فاتن ثـلاث سنيـن والنـوم ماطـاب
وشكواي من صدري عبـار وتناهيـت
البيـت مايبنـى بـلا عمـد وأطنـاب
متى يجينا عقـاب يبنـي لنـا البيـت
مالي جـدا إلا عضـة البهـم بالنـاب
وراعيت كثر الحيف بالعين وأغضيـت
أرجي بشير الخيـر مـع كـل هبـاب
ومتى يجونا أخوان (نشمة) على الصيت

بعد أن وصلت هذه القصيده لعقاب وحجاب أخوان (نمشة) ...
ثارت ثائرة عقاب وأمر أخاه حجاب أن يتجهز للرحيل من بلاااد الشام ...
وترك كل مايملك من سلطه ومن مقرارات لدى الدوله العثمانيه وكل العز ..
عزم على الرحيل هو وأخيه لأباهم وقال عقاب هذه الأبيات مناجياً صديقه عيد
الذي كان يمتلك فرساً ليست من الخيل الأصائل ...
وأشار عليه عقاب بالقصيده أن يبيعها لأنهم ذاهبون لنجد وليس في نجد إلا الخيل
العتاق والرماح والطعان ...
وخشى على صديقه عيد أن يخوض معمعه على جواده الهجين ...
ويكون ضحيه بالميدان وينهزم ثم يعد من الجبناء ...
وقال لصديقه عيد سوف أهدي لك أول جواد أصيل أكسبها في المعركه بنجد :

ياعيد أجلب مهرتك عفنـة الذيـل
لاعاد ماتكسب حذا قـول خيـال
رحنا لنجد ولا بنجـدٍ محاصيـل
نطعن ونطعن فوق عجلات الأزوال
إن طعتني ياعيد بدل بهـا كيـل
ودور لها من غا[/
]الخيلوإن هشت قالوا رد منهم بخيـال

طاع عيد مشورة عقاب وباع الفرس ورحل عيد وحجاب وعقاب ومعهم بعض الخدم ...
وأستغرقت رحلة عقاب والذين معه إلى نجد 30 يوم ووصلوا بعدها بالقرب من عد ماء
يسمى الحيزا ...
وهو ماء يمتلكه قبيلة آل سليمان وباتوا على مقربةٍ منها ...
بعد أن تأكدوا أن قبيلة آل سليمان تارد هذا الماء لسقي حلالهم ...
في الليله نفسها وبعد طلوع الفجر الأول قام عقاب وتقلد سيفه وأمر أخاه ومن معه أن يتبعوه بظعينتهم مختفياً ...
وأخذ يبحث عن بيت والده الشيخ سعدون ...
وكان قد أستوصف من الناس مايدله على بيت أبيه ...

وقد قيل له إن شامخٍ أمر على أبيه بأن لا يرفع بيته بين بيوت القبيله إذلالاً له ...
وكذلك أمر راعي أبله قليلة العدد , أن لاترد على الماء إلا بعد أن ترد أبل القبيله بأكملها ...
وعندما وصل بيت والده قبل طلوع الشمس ...
وقبل أن يرد أحد على البئر وجد والده نائماً ...
وكذالك راعي أبل والده نائماً بين الأبل فأيقظ الراعي ...
وقال له قم أورد أبلك على الماء فقال له الراعي : لا أستطيع لأن الشيخ شامخ سيضربني ...
وقد أمرني أن لا أرد الماء إلا بعد أن ترد القبيله ...
فنهره عقاب بشده وحاول الراعي أن يعتذر لانه لايعرفه
فأكد عليه وقال له أورد ابلك وأنا معك ولا تخف ...
ومشى الراعي قسراً بالأبل إلى البئر وأختفى عقاب بين الأبل ...
وعندما وصلوا شاهد شامخ أبل سعدون ترد أول الأبل عاصين لأمره ...
فثارت ثائرته ونادى الراعي وتهدده فقال عقاب للراعي بصوت لا يسمعه
شامخ أمض لسبيلك ولا تجبه ...
وعند ذلك أشتدد غضب شامخ منه وأخذ عصاه وأقبل من بيته يعدو ...
ليشبع الراعي ضرباً كعادته وعندما وصل شامخ للراعي خرج عليه ((عقاب))
من بين الأبل ...
ولما شاهد شامخ عقاب وشاهد شاربيه الذي يقال أنها على حد أذنيه ...
عرف أنه لن ينفعه الهروب ولا المقاومه فرمى نفسه في البئر ...
وقال له عقاب أخرج فقال لن أخرج هذا قبري إلا أن تعهادني أنك لن تقتلني ...
فقال له لن أسامحك حتى أن يسمح لك الشيخ سعدون العواجي ...
فترك عقاب راعي الأبل يسقيها وأمر من حوله أن يخرجوا شامخ من البئر ...
ورجع عقاببعد أن رأى أخاه وظعينتهم قد وصلوا لبيت أبيه وأمرهم عقاب
بأن يبنوا البيت الكبير وأن يرفعوا أعمدته ...
وبعد أن سلموا على أباهم تهلل وجهه بشراً وسر برؤية أبنائه ...
ورجعت الشيخه لسعدون العواجي من جديد ...
وأشاد أبناء سعدون العواجي مجد والدهما وراح شامخاً بعد أن عفى عنه سعدون العواجي منسياً منذلا ...
وبعد أن رجع عقاب وحجاب لأباهم وعززو شيختة من جديد ورفعوا من شأنه أمام
جميع قبائل نجد ...
وقد ظهر صيت عقاب وأخاه حجاب في نجد بأكملها...
ذات يوم وصل للشيخ سعدون العواجي خبر أن أراضي ((بيضاء نثيل )) مخصبه ...
وهذه يملكها الشيخ مسلط التمياط شيخ قبيلة التومان من شمر ...
ألتفت سعدون على ولديه عقاب وحجاب , وقال لهم أنني أريد أن أرحل بقبيلتنا إلى بيضاء نثيل
وأخذها عنوه من مسلط التمياط وجماعته
فأجابه أبنائه بالسمع والطاعه وقالوا عليك أن تأمر ونحن نلبي أوامرك
فأمر سعدون العواجي فرسان القبيله بالرحيل لبيضاء نثيل وأخذها من مسلط التمياط جبراً ..
وقال سعدون العواجي سأرسل هذه القصيده له لعل أن يترك بيضاء نثيل ويرحل منها
بدون حرب...
لأنه يحب أن يدلل إبله بالمراعي وأراضي بيضاء نثيل مخصبه.
قال سعدون العواجي :

ياراكب إللي ما لهجهـا الجنينـا
ماهي وحدهـا ثامنـه لـه ثمانـا
فـج النحـور محجـلات اليدينـا
من ساس عيراتٍ وابوهم عمانـا
يلفـن لمصلـط ترثـة الغانمينـا
قل أرحلوا عن جوكـم صارمانـا
نبـي ندلـه مقرعـات الحنيـنـا
أذواد من رعي المخافـه سمانـا
ماهم بـورث أجدودنـا المقدمينـا
كسبٍ بالأيدي من حلايـب عدانـا
نفكهـن مـن لابــةٍ معتديـنـا
ومن دونهن عود العريني عصانـا
يرعن بظل عقاب مروي السنينـا
إللي ليـا صـارت علينـا حمانـا
وقولـوا ترانـا يمهـم مقبليـنـا
ويقصر عن الطولات كانـه بغانـا
عدونـا نجيـه لـومـا يجيـنـا
ونضفي على عدونا مـن خطانـا
ونركب على إللي كنهـن الشنينـا
خيل الصحابه ما أعترضهن حصانا
والموت عند أقطيهن وإن حدينـا
وياسرع رد وجيههن مـع قفانـا

لما وصلت للتمياط تشاور مع ربعـه ...
وقالوا من هو اللي يقدر يقف في وجهه عقاب
ورحلوا عنهـا وتركوهـا للعواجيه ...
وفعلاً أخذوا بيضاء نثيل من مسلط التمياط ...
وأتسعت حدود سعدون العواجي هو وقبيلتة ...
إلى أن بلغت من خيير إلى قرب جبال طي وشمالاً تيماء والنفود ....
\

/
\

ذات يوم غزى غزوه ورجع من غزوته ...
فأعترضته فتاة تسأله عن حليلها وكان من الفرسان المرافقين له فقالت :

ياعقاب ياحبس الضعن باللقا الشين
ياللـي حريبـك بالهزيمـه يمنّـا
عيّنت ذيب الخيل يـوم الأكاويـن
نور العيون بغيبـة الشمـس عنـا
هـو سالـم ولا رمـوه المعاديـن
يا عقـاب خبرنـي تـراي اتمنـا

فأجابها عقاب قائلا :

يا بنت ياللي عن حليلـك تسأليـن
حنـا لنـا حيّـي يسألـون عنـا
خمسة عشر ليله على الوجه مقفين
نـدور وضـح بالأباهـر تحـنـا
وشفنا هل البل شاربين الغلاويـن
مـن دون رخـم للحويّـر تحنـا
جونـا ثلاثميـة وحنـا ثمانـيـن
مثل المحوص الشلف منهم ومنـا
وبانت رديتهـم وشفنـا الردييـن
وكل عرفنـا عزوتـه يـوم كنـا
ليتك تراعي يـا عـذاب المزاييـن
يـوم أن عيـدان القنـا يطعننـا
منا حليلك طـاح بيـن المثاريـن
في ديرة فيهـا الوضيحـي تثنـا
ومنهم جدعنا عند شوقـك ثلاثيـن
وكم خير من راس رمحـي يونـا
في ساعة فيها تشيـب الغلاميـن
انطح نحـور الخيـل يـوم اقبلنـا
ياما نقلت الدين والحقتـه الديـن
وحريبنا فـي نومتـه مـا تهنـا
أرسي لهم يا بنت وانتي تعرفيـن
لياما حمام النصر رفـرف وغنـا
وأردهـا وألحـق ربـوع مخليـن
بوجيـه قـوم يطلقـون الأعـنـا
عاداتنا نخلـي سـروج المسميـن
ونـروي حـدود مصقـلات تجنـا
وقلايعي من نقوة الخيل عشريـن
قـب ولا فيهـن ثـبـار ودنــا

استفحل أمر عقاب العواجي وجندل عددا كبيرا من فرسان وشيوخ قبيلة شمر ...
( في وقائع تجاوزت ذكرهـا لأنه ليس من المناسب ذكرهـا هنـا ) ...
لذا إجتمع شيوخ شمر كلهم واتفقوا على أن يصبوا فنجانا من البن ...
ويضعوه بينهم ويقولون لفرسانهم : الذي يشربه في مجتمعهم هو المسؤول عن قتل عقاب..
في أول معركة نخوضها معه ,
لإنه لا يمكن أن يتجرأ على شربه ...إلا من كان قوي الجنان ,
وعنده الثقة بنفسه , فقام شاب من بين الصفوف يسمى ( أبا الوقيّ)
ولم يكن من عائلة لها ماض بالفروسية ...
فأخذ الفنجان وشربه , في مجلس شمر ,
وقال أنا شارب فنجان عقاب وسأقابله على ظهور الخيل
وعندما التحم شمر في معركة مع ولد سليمان جماعة عقاب العواجي ,
وعندما رأى ( أبا الوقيّ ) عقاب بين الخيل دفع جواده ...
وكان عقاب لا يظن أن احدا يتجرأ ويهجم عليه ...
خاصة مثل هذا الشاب الصغير , فلقيه عقاب
ولما اقترب كل واحد من الآخر
أطلق كل منهما سهمه على الآخر , ولكن لم يصب أحدهما
والتصقت جواداهما , وتماسكا بالأيدي على ظهور الخيل
ثم وقعا على الأرض , فهجمت فرسان قبائل عنزه ...
لتخليص عقاب وهجمت فرسان شمر هي الأخرى لتخليص أبا الوقيّ
الشاب الذي ضرب أروع مثل بالبطولة , ونفذ ما التزم به ...
ودارت المعركة وحمى الوطيس وثار غبار الخيل
وغطى كل شيء حتى أن الفارس لا يبصر الآخر وتخلص عقاب 6من الشاب أبا الوقيّ ...
وقام من الأرض والغبار يحجب كل واحد عن الآخر ...
ووقعت يد عقاب على سيف بالأرض وأمسك بجواد واقف فوق رأسه .
وكذلك أبا الوقيّ هو الآخر . أخذ سيفا , ووجد جوادامن حوله , فأخذه ,
وعندما افترقا إذا بالسيف والجواد اللذان مع عقاب هما لأبا الوقي ّ
وأبا الوقيّ وجد أن الجواد الذي معه والسيف هما سيف وجواد عقاب
وانفصلت المعركة بعد ذلك وكانت النتيجة خيبة أمل للشيخ سعدون ,
لأنه رأى بالأمر غضاضة عليه ...
حيث أن جواد ابنه وسيفه يأخذهما شاب صغير من قبيلة شمر ,
ليس معروفا , ولم يكن له ماض , وليس كفوا لمقابلة عقاب في نظره ,
وقد قلق للأمر وسهر ليلته ولم ينم ,
فجاءوا إليه شيوخ قبيلة ولد سليمان وقالوا له لا تقلق يا أبا عقاب على فقدان الجواد والسيف ,
فكل خيلنا وسيوفنا نقدمها لعقاب , عوضا عن جواده وسيفه ,
فقال : أنا لا يهمني جواد عقاب أو سيفه , ولكن الذي يشغل بالي ,
ويحز في نفسي وأخشى منه ,
هو أن شاعر شمر ( مبيريك التبيناوي ) , قد القى بيت من الشعر , عالق بذهني الآن
فقالوا له : وما هو هذا البيت الذي تخشى أن يجده شاعر شمر ؟
فقال لهم : هو هذا البيت :

السيف من يمنى عقاب خذيناه
والخيل بدّل كدشها بالأصايـل

وفعلا وقع ما كان يخشاه سعدون ...
حيث بعد انفصال المعركة , قال شاعر شمر مبيريك التبيناوي
قصيدة من ضمنها البيت الذي أشار إليه سعدون !!!
وهو ثاني بيت من القصيدة الآتية :

أبا الوقي يالبيض خضّبن يمنـاه
وأنا اشهد انه من عيال الحمايـل
السيف من يمنى عقاب خذينـاه
والخيل بـدّل كدشهـا بالأصايـل
هـذي سلـوم ٍ بيننـا يالقرابـاه
يا زين بيع المنسمح يا بن وايـل
وعقاب ما سبّه ولا سـب حليـاه
أن جو على قب المهار الأصايـل
يركض على الصابور ولابه مراواه
شي ٍ تعرفه كـل سمـو القبايـل
لا شك عندي لـه فهـود ٍ مغـذاه
عيال شمر فـوق قـب السلايـل

وذات مره غزى هذلول الشويهري وهو عقيد حايف وهو من السويد من سنجاره من زوبع من شمر ..
وبلغ بعض الرجال من العطش الشيء الكثير ...
ودخلو في غيبوبه وياردون موقع يقال له العويج وهم محزمين على الجيش
وعندما طلع على العويج ناظر وإذا على الميراد محمد وفهيد العواجيه معطنين على الماء ...
وهو يجر رسن الذلول ، وقال حسين الذنيب ويش عندك يا هذلول اخو سمرى)
قال الماء عليه العواجيه وانا هلي تشوف اكثر ربعي مشنفين محزمين من العطش
وهم راوين ومرتوين و يطبخون غداهم يقصد العواجيه
ونبي نقلب مع اثرنا ندور لنا مورداً ثاني غير هذا ،
قال حسين الذنيب اخو هدلا) ، وين هذلول وين اخو سمرى عنزه يذبحون مننا 10-15-30 راح يخلون مننا تالي ...
مار الظما (العطش) ما يترك لنا باقي وين هذلول واين اخو سمرى
وهذلول يصعق صيحة الحرب ...

وينتصر شمر وياكلون غداهم غدا العواجيه ويقتلون فهيد ومحمد العواجي
وقال حسين الذنيب :

فهيد وقع بالجر يا فقدينه
ويا حيف ركبن تروح خفافي

قال عقاب العواجي ما ينزل لبن نياقي على كبدي قبل ما اذبح هذلول
وترى المنع ممنوع على هذلول واسمعوا يا عنزه قالو ما يخالف ...
وقالوا شمر ياهذلول قال يا خير قالو اترك عنزه تشوف المنع مرفوع عنك ...
ويجدعون عليك البشاير قال هذلول اما عنزة ماني تاركهم ...
اما بني ادم فهو لايحيا ولايموت الاعمار فهي بيد الله ماهيب بيد عقاب العواجي
وبعد فتره غزى هذلول مره ثانيه على عنزة ،
و سبحان الله يصير له مثل ماصار له في المره الاولى ويشنفوا الرجال مع هذلول
ويارد احد المياه وهم عطشى ويمنعه ابن نوبان من عنزة
وقال بوجهي وانا ابن نوبان وقال هذلول انا هذلول الشويهري متحلفنبي عقاب العواجي
قال انا اعرفك انك هذلول ولكنك بوجهي وانا ابن نوبان ما على من العواجي ،
قال هذلول اخاف ان العواجي ماحدن يرده ،
وبلغ الخبر عقاب العواجي قال اما شمر فيعطيهم رواكبهم ويطقهم .
اما هذلول فيرسله لي ابن نوبان
ويوم درى ابن نوبان ان الطلابه صحيحه من عقاب

قال والله ما اقدر ما دام السالفه به عقاب العواجي انتهت خلاص ويرسله الى عقاب
وعندما حضر هذلول عند عقاب قال عقاب يحيالله هذلول
لاواهني عيني قال هذلول ويش هل الغنيمه الي تهني عينك به
قال عقاب والله انه اكبر غنيمه واكبر كسب يا هذلول الشويهري
يوم الله جابك لي وانا حي اراعى بعيوني قال هذلول ابي اشري روحي منك قال يالله ،
قال خمسين بسلاحهن قال لا ما دفعت شي قال طيب ميه بسلاحهن
قاله عقاب اسمع عاد ابي اقصره لك والله لو تعطيني حلال شمر من اليمن الى سنجار فلا يساوي
صيحه عنزيه
تاخذ حلايبه ابوك انا حليب نياقي مالزى على كبدي من العام وتبيني امسك واطلقك
ويلتفت سعدون وقال : قال هلون قال هلون..
قال هذلول ابيك تسمحلي اصلي ركعتين قال عقاب ما يخالف صل ركعتين ...
قال سعدون العواجي لولده ياولدي أطلقه وسامحه
قال لايايبه تامرني بكل شيء إلا ذي وحلفي
وبعدها قال هذلول ابيك تسمحلي وقال ويش بعد النوب قال ابي اصوتلي صوتين ...
وقال خلوه يفتح فويهه وراه واختص هايس القعيط اخوى سعدى
وقال اليوم هايس واين اخو سعدى هايس خيار صبحي زوبع ويقوم ينتدب شمر وفي الاخير
ختمهم بالسناعيس
وعقبها يذبحه عقاب 6..
بلغ الخبر شمر وكان هذلول من أعظم فريسهم ...
فرثاه شاعر بهذه القصيدة :

الكبد يبست وايبسه هـم هذلـول
والشـرب عيـا لايبـرد غليلـه
والراس شاب وشيب القلب هذلول
والعيـن عيـا لايكمـل هميلـه
البارحه قامت تنـوح ام هذلـول
مثل الخلوج اللي تزايـد عويلـه
والله فلاجابنـه البيـض هذلـول
مثل الفهد ياطب فـرق الجميلـه
والله فلا يطلع لنا مثـل هذلـول
حمـاي تالـي شمـر ٍ بالدبيلـه
ليا ركب ريمه على الخيل هذلول
كم عزبه ٍ بالقيض يطوي صميله
يامن خبر نيـه عقـابٍ بهذلـول
من يذبح البارد وهو مع دخيلـه
والله فلا تبـر مساميـر هذلـول
وعقاب ما رزت عليـه النصيلـه
يالله وان ترمي عقـابٍ بهذلـول
يـارب يامنطـي العطايـا لــه

( وأعوذ بالله من دعاء المظلوم )
بلغ الخبر هايس القعيط وهو يغزي العواجيه بجيش عرمرم من شمر ...
إلا واحد شمري وخواله من ولد سليمان من العواجيه ويحب عقاب الخيل بالحيل ...
وهو يروح وينذره وسماو عايلته بالنذره لحد الأن
لما جاء هايس إلا وعقاب وربعه متجهزين له ...
ويأسرون منهم 70 ويفرون الباقين على رأس هايس القعيط ...
ويلحق بهم عقاب ويتبعه أخوه حجاب ... ويبقى الآخرون منشغلين بالغنايم
وكما هو معلوم أن عقاب يقف للجيش لوحده لايابه به ...
لما ناظر هايس القعيط إلا عقاب جاي لوحده فنخى شمر وقال نحن جيش وهو لوحده اليوم يومكم ...
فـ تربصوا له وأطلقوا عليه السهام كرمية رجل واحد وقتلوا فرسه ...
ثم رموه وقتلوه ... وجاء أخوه وفعلوا به مثل أخيه ...
كل هذا والعواجيه منشغلين ولم يدركوا أن عزهم وقوتهم قد راحت بها الأقدار ...
يوم تأخر عقاب وحجاب لحقوهم والين إنهم ميتين عند زبار وريك ودفنوهم هناك وسموها لحد الأن أبرق الشيوخ ....
وحينمـا وصل الخبر لسعدون نعاهم بالقصيدة التالية :

ياونـة ونيتهـا تسـع ونــات
مع تسع مع تسعين مع عشر الوفي
مع كثرهن باقصى الحشا مستكنات
عداد خلـق الله كثيـر الوصوفـي
ونة طريح طاح والخيـل عجـلات
كسره حدا الساقين غـاد سعوفـي
على سيـوف بالملاقـى مهمـات
سيفين أغلى ما غدا مـن سيوفـي
وعلى محوص بالمـوارد قويـات
أسقي بهن لـو القبايـل صفوفـي
احشم بحشمتهم لو هـن بعيـدات
وأنام لـو ان الضـوارى تحوفـي
خليتني ياعقاب مـا بـه مـروات
عيالك صغارٍ والدهر بـه جنوفـي
من عقبكم ما نبكي الحي لو مـات
ولاني على الدنيا كثير الحسوفـي
ياطول ما جريت بالصـدر ونـات
على فـراق معطريـن السيوفـي
ياعقاب عقبك شفت بالوقت ميلات
واوجست انا من ضيم بقعا حفوفي
مرحوم يا نطاح وجيه المغيـرات
لاجن كراديس السبايـا صفوفـي
مرحوم يا مشبع سبـاع مجيعـات
وعز الله أنه عقبكـم زاد خوفـي
الخيل تدري بك نهـار المثـارات
ياللي على كل المـلا فيـك نوفـي
والخيل تقفي من فعولك معيفـات
تاطا شخانيب الرضم ما تشوفـي

وقال أيضا في نعاهم :

بيبان قلبـي والضمايـر عونـي
اعواي مع ماضي سبيب الربابـه
أعوي عوا اللي يوم يقنب بونـي
ذيب تعاوا لـه ضـواري بغابـه
في راس مرفوع الحجـا يقنبنـي
تجاذبن الصـوت رمـل الذيابـه
أنا عويت ومثلهن قمـت اونـي
عزي لمن عكف الشوارب ذهابـه
زمل المحامـل بالمهمـة غدنـي
وأنا بعد من عرض جملة اطنابه
لا والله اللي ليثها غـاب عنـي
ما عاد يرجع ليثها مـن غيابـه
الخوف من عقب الفرح به مكني
تحطمت عقب "العقـاب" المهابـه
أيامهـا وسنينـهـا خسـرنـي
ليث يجنـدل مقحميـن الحرابـه
صوته ذعـار مشمـراتٍ تعنـي
درع المتلـي والصوافـن تهابـه
سيفه بهامات العـدا مـا يونـي
إن جا نهارٍ طال واظلـم ضبابـه
الموت سحبه هشمـن وارعبنـي
وارزم خياله يـوم رودم سحابـه
رجف الحوافر بالفـوارس يرنـي
والسيف يصرخ بالجماجم ذبابـه
إليا برز لـه فـارسٍ مـا يثنـي
صاحن عليه ملويـات العصابـه
يشهد على ما قلت ريع المغنـي
وتشهد على قولي شوامخ هضابه
يرمس على الموت الحمر ما يكني
حبسٍ بحومات الوغى يلتجي بـه
من عقب ما ني دالـه مرجهنـي
البين يا ماضي قضعنـي بنابـه
من عقب ما ني دالـه مرجهنـي
البين يا ماضي قضعنـي بنابـه