تسأل إحدى السيدات أنا حامل فى شهرى السابع، وأنزيمات الكبد ارتفعت فجأة، وأعانى من ألم فى الجانب الأيمن من البطن، ما العلاج المناسب لحالتى وأنا حامل؟

يجيب الدكتور هشام الخياط أستاذ الكبد والجهاز الهضمى بمعهد تيودور بلهارس قائلا: هناك اضطرابات فى الكبد تحدث مع المرأة الحامل ويجب على طبيب الولادة أن يلاحظها دائما فى كل السيدات الحوامل وخاصة الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم والسكر وما يطلق علية "بوادر تسمم الحمل".

ويقول هناك العديد من الأسباب التى تؤدى إلى ارتفاع أنزيمات الكبد فى الحمل منها وهو الشائع ما يطلق علية بوادر تسمم الحمل وهذا يحدث من 3: 5% من السيدات الحوامل، ويكون مصاحبا بضغط مرتفع وسكر حمل وارتفاع فى الأنزيمات الكبدية، وإذا لم يتم علاج هذه الحالة جيدا أثناء متابعة الحمل يؤدى هذا إلى حدوث "تسمم الحمل" والذى يؤدى إلى فقد الجنين ومن الممكن أن يؤثر بالسلب على صحة وحياة المرأة الحامل، وفى أحيان كثيرة، قد يكون الحل هو إنهاء الحمل وإجراء عملية قيصرية لاستخراج الجنين شريطة أن يكون الحمل بعد الشهر الثامن.

وإذا كان الحمل قبل الشهر الثامن يجب ضبط سكر الحمل جيدا، والضغط حتى لا يؤدى هذا إلى فقدان الجنين والتأثير على حياة الأم.

وهناك أسباب أخرى قليلة الحدوث من الممكن أن تؤدى إلى ارتفاع أنزيمات الكبد بدون بوادر تسمم الحمل مثل حدوث التهاب حاد دهنى فى النصف الثانى من الحمل، وهذا يحدث فى بعض الحوامل نتيجة ترسيب الدهون فى الخلية الكبدية، مما يؤدى إلى ارتفاع الأنزيمات الكبدية ويجب متابعة مثل هذه الحالات مع طبيب الكبد المختص بالإضافة إلى طبيب الولادة، كما أن هناك مرضا نادر الحدوث يحدث لبعض الحوامل وخاصة فى الشهور الأخيرة ويصاحب ارتفاع فى أنزيمات الكبد، ويكون معه تكسير كرات الدم الحمراء وانخفاض الصفائح الدموية، وهذا المرض يعرف باسم "هلب" وهذا المرض نادر الحدوث، أثناء الحمل، وعلاجه الأساسى، هو إنهاء الحمل حتى يحافظ الطبيب على حياة الأم وهو مرض نادر الحدوث.

ويقول الدكتور الخياط أما بالنسبة للمريضة فهى فى الغالب تعانى إما من تدهن الكبد الملتهب، وهو المرجح فى حالتها أو مرض تدهن الكبد الحاد المصاحب للحمل، وفى الحالتين يجب خفض الوزن الزائد وضبط السكر، إذا كان هناك سكر وضبط الدهون الثلاثية وتنظيم الوجبات مع إعطاء دواء السلمارين وفيتامين "هـ "ومتابعة الحالة عن قرب بواسطة طبيب الولادة والكبد.

جدير بالذكر أن هناك مرضا آخر يصيب أكباد الحوامل وهو غير شائع أيضا ويؤدى إلى ارتفاع نسبة الصفراء فى الدم، وهو مرض مجهول السبب حتى الآن ويجب إعطاء الأدوية التى تخفض من الصفراء فى الدم لمثل هؤلاء المرضى، ويجب على طبيب الولادة والمتابع لحالة الحوامل عمل الفحوصات الدورية قبل الحمل وأثناء الحمل لاستبعاد وجود الفيروسات الكبدية.

وعلاج هذه السيدة يتمثل فى خفض الوزن وضبط السكر إذا كانت تعانى من السكر وضبط الدهون الثلاثية وإعطاء دواء السلمارين وفيتامين هـ مع استبعاد وجود فيروسات كبدية أو مرض كبدى أثناء الحمل أما إنهاء الولادة فيفضل أن يكون بعد الشهر الثامن إذا كان هناك تسمم حمل أو مرض "هلب".



أكثر...